Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/12/2006G Issue 12511عزيزتـي الجزيرةالسبت 10 ذو الحجة 1427 هـ  30 ديسمبر2006 م   العدد  12511
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

قم للمعلم وفّهِ التبجيلا
قضية تربوية هامة بحاجة إلى حلول؟!

نطالع كل ما يكتب في الجزيرة عن التعليم، وعما يجري في الميدان التربوي، ومن يُلاحظ أغلب ما يُنشر وما يتم طرحه سيجد أن (أغلبه) يهاجم المعلمين ويُظهرهم بأسوأ حال، وأنهم يضرون الطالب أكثر مما يخدمونه!!
فكم هم كثيرون من يهاجمون المعلم، وكم هم كثيرون من يركزون على مساوئ التعليم فيقحمون المعلم فيها حتى وإن لم يكن هذا المعلم سبباً في تلك المساوئ!!.. حتى افتقد المعلم هيبته وشخصيته في المجتمع، تلك الشخصية التي تُعتبر هي رأس المال الذي يدخل به المعلم إلى الميدان التربوي، الذي إن فقده فلن يستطيع القيام بمهامه التربوية والتعليمية، ولن يستطيع كذلك التعامل مع طلابه واحتواء أجواء الحجرة المدرسية.. فالطلاب لن يتقبلوا شيئاً من معلم ليس لديه شخصية وليس لديه مكانة في المجتمع.
والله إني لأكتب هذه المقالة وقلبي محزون على ما يعيشه المعلمون في هذا الزمن تحديداً، فلقد بدأت شخصية المعلم تهتز كثيراً.. نعم لقد بدأ مربو الأجيال يفقدون احترامهم وتقديرهم أمام طلابهم وأمام المجتمع على حد سواء.. فالطلاب لم يعودوا ينظرون إلى المعلم على أساس أنه ذلك المربي القدير، الذي يتوجَّب أن يقوم له الجميع (تقديراً واحتراماً)!! لنجد أن هناك من ينادي بعدم وقوف الطلاب لمعلمهم إذا دخل عليهم في الصف!! وهذه طامة كبرى زادت من المشكلة.. فكيف سيستطيع المعلم أن يقوم بمهامه التربوية والتعليمية وهو لا يجد من طلابه ذلك التقدير والاحترام!!
وكيف نطلب من المعلم أن يقوم بإعداد أجيال تخدم دينها ووطنها وتساهم في استمرار مسيرة النماء والعطاء، في وقت ننتقص فيه من قدر المعلم من خلال (كتابات وتحقيقات صحفية) تُظهر المعلم على غير حقيقته.. وكيف سيقوم المعلم بأدواره التربوية والتعليمية في وقت نجد فيه أن الطلاب يتطاولون على معلميهم (وبمباركة من أولياء الأمور والأُسر) في ظل افتقاد هذا المعلم إلى نظام يحميه ويحمي شخصيته ومكانته؟!
وكيف نطلب من المعلم أن يحمي الناشئة من تلك الأفكار المسمومة، التي يحاول البعض زرعها في نفوس الناشئة، في وقت غاب فيه عن ذهن المجتمع أننا بحاجة أولاً إلى أن يتفهم الطلاب أن هذا المعلم يُعتبر أباً ومربياً وعالماً يجب احترامه وتقديره.. وهنا سأقول: إنه يخطئ من يعتقد أن المعلمين في السابق قد نالوا ما نالوه من احترام وتقدير طلابهم كان بسبب أن النظام التعليمي في السابق يتيح للمعلم أن يستخدم الضرب مع طلابه!!.. لكن الحقيقة التي يجب على الجميع معرفتها هي أن السبب وراء تلك المكانة العظيمة التي كان يحظى بها المعلمون من قبل طلابهم في حقبة زمنية مضت، كانت بسبب المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها المعلم في (المجتمع)، حيث كان للمعلم وضعه الاجتماعي المرموق، وكان يحظى باحترام وتقدير أولياء الأمور قبل أبنائهم، وكان يجلس في صدر كل مجلس يكون فيه أو يُدعى إليه، وكان يجد التقدير والاحترام من كبار الحي قبل صغارهم، فهذا هو السبب وراء تقدير الطلاب لمعلميهم في الماضي، وليس كما يعتقد البعض بأنها بسبب صلاح الضرب المتاح سابقاً!
وهنا أبعث برسالتين الأولى إلى المجتمع مفادها: إنه إذا ما أردنا أن يستفيد الطلاب من المدرسة فعلى الآباء والأمهات أن يتذكَّروا أن المعلم لن يستطيع تربية الأبناء تربية إيجابية تحقق الأهداف التربوية والتعليمية المتأملة إذا فقد احترامه، وهنا يتوجَّب على الآباء والأمهات غرس حب المعلم وتقديره في نفوس أبنائهم، وأن على الأب (تحديداً) وعند حدوث أي مشكلة لابنه في المدرسة أن يُسارع إلى إنهائها بعيداً عن نظر ومسمع ابنه بحيث يلتقي مع المعلم ومدير المدرسة وأن يكون هناك حوار ونقاش هادف وإيجابي يتم من خلاله إنهاء أي مشكلة يمر بها ابنه، ولا يجب أن يخبر الأب ابنه بما جرى بينه وبين المعلم إلا إذا كان الأمر فيه ثناء على هذا المعلم مما يساهم في غرس احترام المعلم في نفس هذا الابن.
والرسالة الثانية إلى وزارة التربية والتعليم: لحماية المعلم وشخصيته التي بدأت تهتز في المجتمع مما يصعِّب من مهمة المعلم في أداء رسالته التربوية والتعليمية، فمكاتب المرشدين الطلابيين في كل مدرسة قد امتلأت بالتعهدات التي يتم أخذها على الطلاب الذين يتطاولون على معلميهم، مما يصعِّب من مهمة المرشد الطلابي في التعامل مع المشكلات الطلابية داخل المدرسة.
نحن بحاجة إلى إيجاد أنظمة واضحة وصريحة تحمي المعلم وتعيد إليه هيبته.. وأن الوضع الحالي الذي يمر به المعلمون من حيث تعامل طلابهم معهم من خلال عدم التقدير والاحترام هو وضع خطير جداً.

فايز بن ظاهر الشراري



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved