Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/01/2007 G Issue 12518
الرأي
الثلاثاء 20 ذو الحجة 1427   العدد  12518
الغضا والوعي الاجتماعي
إبراهيم بن أحمد الضبيب - بريدة

الغضا هي منطقة تقع جنوب محافظة عنيزة تشتهر بشجر الغضا الذي تمتع ناره السمار من هواة الرحلات البرية والتي يحظر خروجها عن مكانها أو قطعها الجائر أو المتاجرة بها بحيث يظل الغضا لأهل الغضا، أبناء عنيزة وضيوفها من المدن والمحافظات الأخرى حيث ارتقى هذا المفهوم الى مختلف الأعمار وتوارثته أجيال عنيزة. ان هذه الشجرة أرث وطني يجب المحافظة عليه وعلى كل زائر احترام هذه الشجرة وعدم المساس بها الا بما تقتضي الحاجة اليها من استخدامات الطبخ أو التدفئة فقط. ومن هنا كان هناك تنسيق بين أجهزة محافظة عنيزة الحكومية على وضع تنسيق تنظيمي وتوعوي للحفاظ على شجرة الغضا بالمقام الأول والابقاء على نظافة منطقتها دون الاخلال بطبيعتها البرية ومساحة أراضيها حيث تلاحظ دوريات خاصة تعمل ليل نهار لحماية الشجرة وأرضها من أي عابث او مستقطع قد ينهشها بحجة صلاحيتها الزراعية وتحويل هذه الرئة التي يتنفس من خلالها أهالي عنيزة الى رئة يتقاسمها معهم رأسمالي همه الأول الغاية تبرر الوسيلة كما حصل لجار الغضا العريق (منتزه أهالي بريدة) المشهور بشجر الرمث وهو منتزه مدينة بريدة، فلا تعجب وأنت في الغضا ان تقف عليك سيارة محملة بأنواع الخشب والحطب لكي تستعملها لتوفير الغضا كما لا تعجب أيضاً ان تعطى أكياس نفايات أو تزود بماء نقي او يؤخذ منك مبلغ تأمين عندما تريد اقامة مخيم يعاد لك عندما تترك مكانك نظيفاً، كما يجب ألا تتوتر حين يقف عليك مواطن ويقول لك: (أخي الغضا لنا جميعا فحافظ عليه) وهذا الوعي الاجتماعي والنشاط الحكومي ليس وليدا جديدا بل اذكره قبل خمس عشرة سنة ولكن هذا المولود اصبح ناضجا بتحمله مسؤولية حماية هذا المنتزه البري الذي أصبح مزارا لجميع هواة البر خاصة العوائل، ففي الغضا تتوفر جميع وسائل الترفيه حتى مركز للاسعاف في الاجازات الرسمية فحين تغنى محمد عبده (جمرة غضا) فهي فعلا جمرة غضا حارة لا يستطيع أي شخص المساس بها وأرضها، فهي خاصة لتدفئة كل مواطن يرغب الاستمتاع بالبر فلا ريب ان قلت ان الخبرة المتراكمة لمحافظة عنيزة في حماية طبيعة الغضا كمنتزه بري يجب ان تستفيد منها جميع مناطق المملكة فلا عيب ان نتبادل الخبرات لكي نحافظ على مدخرات وطننا الغالي الذي بذل الكثير وبقي علينا الكثير كمواطنين نسعى لأن نحقق درجة الوطنية حباً وولاءً له.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد