لاحظت أن خالي (24سنة) يزورنا بانتظام، ووالدتي تقدره وتحبه فهو أخوها لكنه يتصرف مع أختي الصغيرة 8 سنوات تصرفات غريبة، من تقبيل وضم فإذا فاجأته الوالدة أو أنا تصرف معها بعفوية تامة، وحينما تلصصت عليه وجدته يكرر هذه الحركات الشاذة والبنت عفوية وخالية الذهن.
صدقني أنا في المرحلة المتوسطة، وشاب ملتزم وجيد في الدراسة، لكن خالي قلب الموازين لديَّ وأصبت أنا شخصياً بإحباط جراء تصرف قريب لي يجب أن يكون هو القدوة، هل أخبر الوالد؟.. هل أخبر الوالدة؟ ماذا.. أفعل..؟
أ.ح.م - الرياض
- الاعتداءات الجنسية، وقبلها التحرش إنما يحصلان بسبب غياب الوعي الشرعي السليم، وبسبب دواعي ذلك من الغفلة وتمام الثقة والفضائيات، وسوء التربية المبكرة، والذين يقومون بهذا أحد خمسة:
1 - القريب 2 - الصاحب 3 - الجار 4 - السيئ العشرة 5 - فاقد المتعة (من زوجته مثلاً).
وهذا أقرره حسب ما عرض عليَّ خلال مدة من الزمن طويلة، وهناك دراسات علمية ونفسية وقضائية أثبتت التحرش.. من بعض الأقارب المحارم، وكذا الأصحاب والزوار، مثل: الجار والصديق والقريب غير المحرم، ووجدتُ غالب الأوقات حسب دراستي النفسية والقضائية الدقيقتين غالب الأوقات إنما يكون بعد الظهيرة، حينما يغفل الأب وتفغل الأم عن الأولاد، وكذا بعد العصر قبيل المغرب، وكذا الضحى من زيارات مفاجئة لمحرم للأم أو محرم للأب كأخيه أو ابن أخيه، وغياب المراقبة الواعية الدقيقة يشكل خطراً لا علاج له على نفسية وعقلية الصغيرة أو الصغير حتى وإن استجاب عفوياً، وقد تبقى المعاناة إلى ما بعد الكبر كما تبين لي ذلك، أنصحك أن تتأكد مما تقول جيداً هذا أولاً، ثم بعد ذلك تنظر أي الوالدين أعقل وأحزم فتخبره بذلك سراً بشرط (مفاجأة الخال) من قبل الأب أو الأم أياً ما تختار فحسن، هذا.. لكي يتم ضبطه ملتبساً بالتحرش لأنه يبدو لي أن هذا (القريب البعيد) ذكي وحذر، وهذه عادة كل سيئ مترصد، ويبقى الأمر بعد ذلك ببحث أسباب هذا التحرش، وكيف لم يُفطن أصلاً إلى زيارات الخال المتكررة كثيراً، ومكوثة مع (بنت أخته 8 سنوات) كيفما اتفق وهذه مسألة يجب التنبه لها، ولعلي دائماً وحسب دراستي النفسية والقضائية المتأنيتين الطويلتين أركز على وقت القيلولة، فغالب ما عرض علي إنما يكون (70% في هذا الوقت بالذات)، ولاشك أن تنمية الأخلاق وتنمية الحزم والشيمة والعزة لدى الأطفال تربي لديهم إحساساً فطرياً بعدم تقبل الإهانة أو الميل في المداعبة إلى الغلو وتعدي الخط الخطر، ولعلي أبين هنا أن حالة واحدة عرضت عليَّ في القاهرة، وعاينتها بعد محاضرة لي في المستشفى النفسي (لأبي العزائم) تبين مدى أهمية التربية العالية الواعية الجيدة، فقد آلمت ضربة قوية جداً عيني (ابن الأخت: 17 سنة من قريبته 9 سنوات) فحينما قارب لمسها بالمصافحة رحبت به، وحينما أهوى لضمها وتقبيلها ضربته بسرعة خاطفة على وجهه بعد انحنائه عليها، وهو إنما فعل ذلك ليس فجأة لكنه مهد لهذا بزيارات ليختم ذلك بأن عينيه ذهب منهما البريق، ولا أدري حينما قلت لوالدتها: (والله حلوة) (عليَّ الدية) إن كان قد عمي.
على مثل هذا تكون التربية، وعلى مثل (إبعاد الحمو) يجب القيام، فالأقارب أحياناً عقارب، لسعة خفيفة لكنها قاتلة (وما ضرني إلا الذين عرفتهم).