Al Jazirah NewsPaper Friday  12/01/2007 G Issue 12524
تحقيقات
الجمعة 23 ذو الحجة 1427   العدد  12524
مشرف مركز الموهوبين الفنيين بمجلس التعليم الفني بالمدينة المنورة م.المزيني لـ(الجزيرة ):
العناية بالموهوبين في المملكة تواكب الاهتمام العالمي وتبني موهبة الإنسان السعودي

* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:

يعد الموهوبون في المجتمعات البشرية ثروة حقيقية، ومن هنا بات الاهتمام بالموهوبين والمبدعين الشغل الشاغل لكافة المجتمعات المتقدمة، وقد صدرت آلاف الكتب والبحوث العلمية والمقالات التي تهتم بدراسة سماتهم وخصائص نموهم وكيفية اكتشافهم ورعايتهم.

وتواكب المملكة دول العالم في هذا المجال، حيث نلمس في السنوات الأخيرة مضاعفة في الاهتمام بالموهوبين وأصبح موضوع الاهتمام بالموهوبين يحتل مكانة خاصة وتوج هذا الاهتمام بإنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي يرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتم تعزيز ذلك بإحداث إدارة عامة في وزارة التربية والتعليم لرعاية الموهوبين، وكذا تخصيص جائزة للإبداع العلمي بقيمة تفوق مليون ريال سنوياً لجميع الفئات ذكوراً وإناثاً، وأخيراً قبل أيام قلائل أقيم المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة برعاية خادم الحرمين الشريفين والذي شارك فيه أكثر من (1500) مشارك من المهتمين والتربويين والمهنيين في مجال رعاية الموهبة وتنمية التفكير عرضوا وناقشوا 90 دراسة وورقة عمل علمية تخص الإبداع والموهبة.

وقد ألقى المشرف على مركز الموهوبين الفنيين بمجلس التعليم الفني والتدريب المهني بالمدينة المنورة المهندس زيد بن سالم المزيني بعض الضوء على جهود المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالموهوبين مؤكداً أنها من المؤسسات الرائدة التي تعنى بالتدريب التقني والفني والمهني في بلادنا ولهذا كان من الأولى أن تساهم وتشارك وأن تكون الضلع الأقوى في رعاية الموهبة والإبداع والابتكار، لما تمتلكه من خبرة بشرية وأدوات تكنولوجية.

وبيّن المزيني أنه من هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء مركز للموهوبين الفنيين في مجلس التعليم الفني والتدريب المهني بالمدينة المنورة، وسوف نجتهد ما في وسعنا لخلق الجو المناسب لرعاية الموهوبين بإيجاد برامج متدرجة ترتقي بهم إلى مصاف المبتكرين والمبدعين، وأن نهيئ مدربين أكفاء ذوي قدرات خاصة تؤهلهم للتعامل مع هذه المواهب. وهدفنا النجاح والتميز في رعاية الموهوبين. ونحن نثق بدعم ومساندة جميع الجهات ذات العلاقة بهذا المشروع.

مفهوم الموهبة

وتطرق المزيني إلى مفهوم الموهبة وقال: تتنوع المفاهيم والتعريفات والمصطلحات بالنسبة للموهوب حيث يشير مصطلح (موهوب) إلى: فئة غير متجانسة من المتدربين لهم قدرات استثنائية، ويستخدم البعض مصطلح موهوب ليشير إلى: المتدربين الذين تظهر لديهم مستويات عالية من الذكاء ولقد حاولت العديد من الدراسات التي تناولت الموهوبة والموهوبين تحديد معنى واضح لمصطلح (الموهوب) إلا أن هناك اختلافات واضحة بين المتخصصين والباحثين والمشتغلين بهذا المجال في تعريف (الموهوب) فمنهم من يسميه (موهوباً) Gifted، ومنهم من يسميه Talented، ومنهم من يسميه (عبقرياً) Genius، ومنهم من يسميه Superior، ومنهم من يسميه (مبتكراً) Creative. لذا، يصعب على الباحث في مجال الموهبة أن يضع تعريفاً عاماً متفقاً عليه للموهبة. ونتيجة لكثرة التعريفات فقد تم اختيار تعريف للموهوبين يعد أكثر التعريفات انسجاماً مع بيئة التعليم الفني، والذي يعرف الموهوبين بأنهم: (الذين توجد لديهم استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميزاً عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر وخاصة في مجلات التفوق العلمي والتفكير الابتكاري ويحتاجون إلى رعاية تعليمية وتدريبية خاصة لا تتوافر بشكل متكامل في برامج التدريب العادية والموهبة منحة من الله تعالى، ويحس الموهوب بأنها ميل في البداية إلى فنٍ ما).

مركز رعاية الموهوبين

وبيّن المزيني أن اهتمام حكومتنا الرشيدة بالموهوبين اعتمد بقرار مجلس الوزراء رقم 779 وتاريخ 16-9-1389هـ وما نصت عليه من بنود تؤدي إلى رعاية الموهوبين بكافة السبل الكفيلة باكتشافهم ورعايتهم واستثمار طاقاتهم الكامنة في إطار البرامج التعليمية العامة أو ما تتطلبه الظروف من برامج خاصة. ومركز الموهوبين الفنيين بمجلس التعليم الفني بمنطقة المدينة المنورة من أوائل المراكز التي يتم إنشاؤها على مستوى المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالمملكة، ويعد هذا الإنجاز لبنة أساسية في طريق التطور الحضاري والعلمي لرعاية الموهوبين الفنيين. وأملنا أن يستمر الدعم والتأييد لهذا المركز من المسؤولين عن التعليم الفني ورجال الفكر والمال لأنه استثمار طويل المدى في تنمية العقول والمواهب في عصر لا يعرف إلا التفوق في العقل والإبداع في العمل.

وحول رؤية المركز قال المزيني هي أن يكون مركز الموهوبين الفنيين بمجلس التعليم الفني بالمدينة أحد أفضل مصادر للأفكار الإبداعية في المملكة لأداء رسالته وهي أن يصل مركز رعاية الموهوبين لكل متدرب موهوب أو مبدع وتقديم الرعاية والدعم له.

أهداف المركز

- نشر الوعي بأهمية رعاية الموهوبين وتنمية التفكير.

- التعرف على الموهوبين الفنيين المبتكرين والمبدعين ورعايتهم من خلال برامج الكشف.

- إعداد مدربين فنيين متخصصين برعاية الموهوبين الفنيين.

- تشجيع المتدربين على تعلم استخدام طرق التفكير لتوليد الأفكار الابتكارية.

- الاهتمام بالموهبة الفنية لدى أفراد المجتمع في المدينة المنورة.

- رعاية المتدربين ذوي الابتكارات الخلاقة.

- زيادة إعداد المبتكرين واستقطابهم عبر برامج المركز المتنوعة.

- دعم تقديم الأفكار إلكترونياً عبر الإنترنت ودراسة الأفكار التي تتمتع بالابتكار أو التجديد على عموم وحدات المؤسسة في المدينة المنورة.

- التواصل مع الجمعيات المتخصصة في رعاية الموهوبين.

- استضافة الشخصيات العلمية الرائدة في المجالات المختلفة لإثراء برامج رعاية الموهوبين.

- تشجيع البحوث العلمية في مجال الدراسات المتعلقة بالموهوبين.

آلية العمل بمركز الموهوبين

أولا: وحدة الكشف على الموهوبين:

تعد مرحلة الكشف عن الموهوبين من أهم وأصعب المراحل فهي المرحلة الأولى التي تنطلق من خلالها برامج رعاية الموهوبين.

المهام:

- وضع خطة سنوية لعمل الوحدة.

- اقتراح الاختبارات والآليات اللازمة للتعرف على المتدربين الموهوبين.

- الإشراف على تنفيذ برامج الكشف على المدربين والمتدربين.

- إعداد تقارير دورية عن إنجازات الوحدة.

أساليب الترشيح:

- اختبار القدرات: يخضع المتدرب من منسوبي الكلية التقنية لاختبار قياس القدرات العامة الذي يقدمه مركز قياس القدرات بالتعليم العالي ومن ثم يتم اختيار المتدربين ذوي القدرات العالية.

- التحصيل الدراسي: يمكن الاستفادة من معدل المتدرب الدراسي كمؤشر إلى وجود قدرات عقلية متميزة لدية.

- الأنشطة والمسابقات: يتم التعرف على المتدربين ذوي المشاركات الإبداعية في الأنشطة المختلفة والمسابقات العامة والتخصصية.

التعرف (المقياس):

- مقياس تورانس.

- مؤشر روجر.

الاختيار والتصنيف: يتم اختيار المتدربين وتصنيفهم وتوجيههم للبرامج الإثرائية التي تتناسب مع قدراتهم، وذلك على ضوء نتائج الترشيح والقياس، والتأكد من مدى دقة الحكم في اختياره لبرنامج الإثراء.

المتابعة والتقويم: يتم في هذه المرحلة تقييم العمل والإنجازات والنتائج، والتعرف على الإيجابيات والسلبيات ووضع الحلول والتوصيات اللازمة لتصحيح العمل أو تطويره.

ثانياً: وحدة رعاية الموهوبين:

الرعاية الفنية للموهوبين:

- الإثراء العام: يقدم لهم الإثراء من خلال برامج مسائية أو برامج في الإجازات الأسبوعية التي ترتكز على مهارات التفكير ومن أهمها برنامج مهارات التفكير (الكورت).

وهو برنامج يعلم التفكير كمادة مستقلة ويحوي أدوات ومهارات في التفكير يدرب عليها المتدرب ليمارسها في حياته اليومية.

يتكون البرنامج من ستة أجزاء في كل جزء عشرة دروس كل جزء يحمل اسماً وهدفاً يجب تحقيقه خلال دروس مجزأة.

- الإثراء التخصصي: يتم تجميع المتدربين حسب التخصص على مجموعات في إحدى الوحدات التدريبية التي يتوفر فيها بيئة تدريبية حديثة مثل قاعات مصادر التعلم والمعامل والورش. ويتم إعطاؤهم برامج تدريبية تخصصية.

- الإثراء الصيفي: تقديم برامج إثرائية مكثفة وفق آلية محددة تتسم بالممارسة والتطبيق العملي لبعض المهارات الفنية والتطبيقات التقنية، واكتساب بعض مهارات التواصل مع المجتمع، ويكون للبرنامج تبني قضية تهم البيئة المحيطة.

برامج تنمية الاختراع

- نشر ثقافة الاختراع: لُوحظ أن المتدربين الموهوبين في مجال الاختراع يوظفون مواهبهم وطاقاتهم في مجال المحاكاة والتقليد للمخترعات القائمة دون أن يسخروها في مجال الإبداع والاختراع، كما أن بعضهم قد يتوقف عند إنتاج اختراعاتهم وعرضها على الأقران أو في الحفلات الختامية للوحدات دون العمل على حفظ حقوقهم الفكرية وتسويقها، وبالرغم من القدرات الإبداعية العالية التي يمتلكوها إلا أنه تنقصهم بعض الخبرات المعرفية. ويعطى المتدرب خلال هذه المرحلة جرعات عن الاختراع: مفهومه - دوافعه - أنواعه - طرقه - حفظه - تسويقه.. توزيع نشرات تعريفية عن أشهر المخترعين والمخترعات.

- تنمية قدرات المتدربين المتنوعة: التركيز في هذا الجزء على المهارات العقلية: حل المشكلات، سكامبر، العصف الذهني، المناقشة (فردية - جماعية)، اتخاذ القرار..

- ربط المتدربين بمؤسسات المجتمع ذات العلاقة: يتم في هذا المرحلة تنظيم زيارات إلى مؤسسات رائدة في الصناعة حكومية أو أهلية وعمل لقاءات مباشرة مع المديرين التنفيذيين والعمل على كسب دعمهم من خلال التعرف على مشكلاتهم ومن ثم يتم تقديم حلول إبداعية لها.

- رعاية مشاريع المتدربين الموهوبين بتوفير الدعم العلمي والفني النظامي.

متابعة الموهوبين الخريجين:

عمل قاعدة بيانات لجميع الخريجين الموهوبين حتى يستمر التواصل معهم بعد تخرجهم ورصد إنجازاتهم وتحديث بياناتهم، وعمل لقاءات سنوية عامة لجميع الموهوبين الخريجين والمستمرين.

لجان الرعاية داخل الوحدات منها: الكلية التقنية، وكلية السياحة والفندقة، والمعهد المهني الصناعي، ومعهد التدريب المهني.

دور المدرب في رعاية الموهوبين

وأضاف م.المزيني: يتطلب تدريب المتدربين الموهوبين أنماطاً من المدربين باستطاعتهم حفز الموهوبين وإيقاظ مواهبهم وإشباع اهتماماتهم التي تتطلع دائما وتتجه نحو الأعمال والجوانب غير المألوفة، لكونهم يواجهون سيلاً من الأسئلة وحب الاستطلاع وتعدد المصادر وتنوعها التي تحركها قدرات عقلية عالية وأفكار أصيلة، لذا كان لزاماً أن يكون المدرب مستعداً لتحقيق التوافق بين الآراء والتطلعات حتى ينجح في تربية الموهوبين. وتظهر أهمية المدرب في التعرف على المتدربين الموهوبين عن قرب ويعمل على تنمية تلك المواهب ويحرص على توجيهها التوجيه السليم. ولا تقتصر أهمية مدرب الموهوبين عند حدود محتوى المقرر الدراسي، بل تمتد إلى أفراد أسرة المتدرب والتعاون مع المجتمع المحيط وتسخير الإمكانات المتاحة لاستغلال ميول الموهوبين والاستفادة منها.

دور الأسرة في رعاية الموهوبين

إن أكثر من يعرف الإنسان والديه وأفراد أسرته، وتعد الأسرة النواة الأولى لتربية الإبداع، حيث إنهم يعرفون مراحل نشأته ودقائق شخصيته وتفاصيل حياته، وجوانب القوة والضعف فيه، وهم أول من يلحظ نقاط التميز لدى الفرد منذ نعومة أظافره. لذا يجب إعطاء ألوية كبرى للمعلومات الموجودة في الأسرة للإسهام في رعاية الموهوبين ولا بد أن تعطى الأسرة دوراً أساسياً أثناء رعاية الموهوب خارج نطاق الوحدات التدريبية الرسمية، حيث يمكن:

- أن تقدم الأسرة الدعم المعنوي والمادي لأبناء الموهوب.

- الإفادة بالمعلومات الخاصة بأبنائها من ناحية (شخصيته، ميوله، جوانب البروز لديه).

- المساهمة في متابعة الموهوب.

- المساهمة في حل مشكلاته.

- توفير بيئة عائلية اجتماعية صحية وملائمة لنمو الموهوب.

- مشاركة الأبناء في اتخاذ القرارات وترك حرية الخيارات لهم.

- توفر لهم بقدر المستطاع الوسائل المساعدة على تنمية التفكير.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد