البنكرياس: عبارة عن غدة ذات إفراز خارجي Exocrin وداخلي Endocrin تستقر عميقاً داخل البطن وخلف غشاء البريتوان.
تتعرض غدة البنكرياس للإصابة بأمراض متعددة مثل الالتهابات الحادة والمزمنة وكذلك الأكياس الكاذبة بالإضافة إلى الأورام الحميدة والخبيثة. ووضع البنكرياس العميق داخل البطن يجعل من الصعوبة بمكان التحقق من حجمه الحقيقي.
كذلك فإن الأعراض السريرية في أغلب الأحوال تكون متأخرة وصعبة التفسير؛ ما يجعل التشخيص متأخرا والعلاج أكثر صعوبة.
التهاب البنكرياس الحاد
هو حالة مرضية شديدة الخطورة ويمكن أن تشكل معضلة تشخيصية وذلك للأسباب آنفة الذكر. ويعرف الالتهاب الحاد للبنكرياس بأنه التهاب غير جرثومي وهضم الغدة بواسطة إنزيمات الغدة نفسها. ويتميز التهاب البنكرياس الحاد بألم بطني حاد وارتفاع خمائر البنكرياس داخل الدم وزيادة كمية هذه الخمائر بالبول. ممكن أن تحصل هجمة واحدة من التهاب البنكرياس أو تتكرر هذه الهجمات. وتعتبر حصيات المرارة من أهم أسباب التهاب البنكرياس في الولايات المتحدة.
في الحالات الخفيفة يوجد وذمة في البنكرياس وما حول البنكرياس مع تموت بالشحم، ولكن لا يوجد تموت في الغدة، وهذا ما يسمى بالتهاب البنكرياس الوذمي.
هذه الحالة يمكن أن تتطور إلى حالة أشد وظهور التموت في الغدة البنكرياسية وما حول الغدة وحصول نزف داخل البنكرياس وحوله.
وهذا الشكل من التهاب البنكرياس يسمى التهاب البنكرياس النخري، وفي هذه الحالة فإن الوظيفة الإفرازية للغدة تتأثر بشدة لأسابيع أو أشهر عدة.
في حالة استبعاد السبب (حصيات مرارية أو اختلاطات: أكياس كاذبة) فإن العودة إلى الحالة الطبية تكون خلال أسابيع أو أشهر.
الأسباب
1-حصيات المرارة90% من الحالات في الولايات المتحدة، وعليه فإن استئصال المرارة المحصاة يجنب المريض التهاب البنكرياس.
2-المشروبات الكحولية: تكون السبب في 40% من حالات التهاب البنكرياس.
3- ارتفاع كلس الدم غالبا ما يسبب التهاب البنكرياس.
4- ارتفاع شحوم الدم خاصة ارتفاع ال chylomicron V.L.D.L..
5- التهاب البنكرياس الوراثي، وهذه الحالة نادرة جداً.
الأعراض السريرية
التهاب البنكرياس الحاد يظهر بألم شديد ومستمر في القسم العلوي من البطن مع انتشار إلى الظهر. وغالباً ما يكون بعد وجبة ثقيلة دسمة ويترافق مع غثيان وقيء.
التشخيص
مخبريا: عيار تعداد الكريات الحمراء والهيما توكريت، كذلك عيار الكريات البيضاء - خمائر الكبد - عيار البيلوروبين.
ولكن أهم مؤشر لالتهاب البنكرياس معايرة أميلاز الدم.
عيار lipase
شعاعيا: خاصة التصوير الطبقي المحوري: حيث يجب أن يجرى لجميع المرضى في خلال يومين إلى ثلاثة أيام، خاصة عند الشك بوجود خراج في البطن أو تجمع سائل دموي.
المعالجة الدوائية
- الحالات الخفيفة دون اختلاطات: تكون المعالجة دوائية بتعويض السوائل والشوارد الضائعة والحمية المطلقة.
- في حالات الحصيات المرارية وحصيات القناة الجامعة يمكن بواسطة E.R.C.P إزالة الحصاة وإلا فإن التدخل الجراحي ضروري.
المعالجة الجراحية
- لا تجري الجراحة في حالات التهاب البنكرياس غير المختلط، وإذا كان التشخيص غير واضح فيمكن إجراء فتح بطن استقصائي، وعند اكتشاف وجود مرارة محصاة يمكن استئصال المرارة
- أما في حالات اكتشاف حصيات المرارة والتأكد من أنها السبب في حصول التهاب البنكرياس فيجب إجراء استئصال المرارة خلال الأسبوع الأول من هجمة التهاب البنكرياس.
- يعتبر التهاب البنكرياس حالة مرضية إسعافية، ويكون غالباً التشخيص باستبعاد الأسباب الأخرى لألم البطن الحاد والأكثر شيوعاً، وتعالج الحالات البسيطة دوائيا، أما الحالات المختلطة (نزف - تنخر- خراج) وكذلك بسبب حصيات المرارة فيكون العلاج جراحياً.
د. زياد رملاوي
استشاري الجراحة العامة