Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/01/2007 G Issue 12528
الطبية
الثلاثاء 27 ذو الحجة 1427   العدد  12528
د.الراجح:التقدّم في السن من أهم العوامل
المسببة للزهايمر بالإضافة لبعض الجينات الوراثية

يخلط الكثير من الناس بين مرض الزهايمر والنسيان أو العته، وهذا الخلط قد يؤدي بالبعض إلى الشعور بالقلقل والخوف خشية إصابتهم بمرض الزهايمر الذي يصيب المخ ويؤدي إلى فقدان الذاكرة والقدرة على التركيز في شؤون الحياة المختلفة.

وللتعريف بمرض الزهايمر سلطنا الضوء مع الأستاذ الدكتور سعد الراجح استشاري المخ والأعصاب في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي على المرض، وهو ما المقصود بالمرض وما هي أبرز العوامل المسببه له، وما هي أهم أعراضه، وما الطريقة التي يتم فيها تشخيص وعلاج مرض الزهايمر.

* د. سعد.. ما المقصود بمرض الزهايمر؟ وهل هنالك فرق بين النسيان والعته، ومرض الزهايمر؟

- مرض يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد يتطور الزهايمر ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثرعصبية، أو قد يصاب بالهلوسة أو حالات من الجنون المؤقت، وإذا كان الإنسان يلجأ إلى النسيان الإيجابي للتخلص من الذكريات المؤلمة، فإن الزهايمر لا يبقي ولا يذر من ذاكرة الإنسان، فهو تخلص من الوعي بأسلوب قسري، ولم يعرف حتى الآن ما هو مسبب مرض الزهايمر الذي يؤدي إلى اختلال عقلي, يتسم بتغيّرات معينة في الدماغ, مهما كانت سن المريض، ومعظم المصابين بهذا المرض قد تخطوا الخامسة والستين من عمرهم.

ما زال الاختلال العقلي مرضاً يؤدي إلى فقدان القدرات الفكرية بحياة المريض الاجتماعية وبنشاطه اليومي، وهذا المرض لا يندرج في خانة أمراض الشيخوخة لأنه ليس مقدراً لكل من تقدّم بالعمر أن يُصاب به، حتى الآن لا يوجد علاج لمرض الزهايمر, والأدوية المتوفرة تخفف العديد من أعراضه التي تسبب المعاناة.

* ما هي أهم العوامل المسببة لمرض الزهايمر؟

- أهم العوامل المسببة لهذا المرض هو التقدّم في السن (25% من الأشخاص الذين تخطوا الـ85 سنة), إضافة إلى بعض الجينات الوراثية (وهي حالات نادرة), والإصابة بمرض (داون). أما العوامل التي يؤكّد عليها الأطباء (لكنها تكون عرضة للجدل أحياناً) فهي تشمل جنس المريض والأمراض الدماغية.

* وهل هنالك أعراض لمرض الزهايمر، وما هي هذه الأعراض؟

- نعم، تظهر مشاكل في بداية المرض ذاكرة الشخص المريض وبخاصة الذاكرة القريبة، كما تطرأ تغيّرات طفيفة على الشخصية، فيفتقر المريض إلى التلقائية ويبدي عدم مبالاة بشيء ويميل إلى العزلة, ومع تطور المرض, تظهر المشاكل الفكرية والوظائف الفكرية، إضافة إلى اضطرابات في السلوك، مثل الاهتياج، وسرعة الانفعال والعدائية وعدم القدرة على ارتداء الملابس بشكل صحيح، وفي مرحلة لاحقة يمكن أن يُصاب المريض بالتشوّش الذهني والضياع، فلا يستطيع تحديد الوقت (الشهر والسنة)، ويعجز عن معرفة عنوانه أو تسميته.

* كيف يتم تشخيص مرض الزهايمر؟

- يرتكز التشخيص على ظهور الأعراض وعلى القدرات العقلية, للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات, يسترجع الطبيب, مع المريض نفسه أو مع شخص يعرفه جيداً, كفرد من عائلته أو صديق له, تاريخ المريض كله, كما يستطيع الطبيب تقدير حالة المريض الجسدية والعقلية وحاجاته، يصعب عادة تشخيص مرض الزهايمر بدقة, فالأعراض يمكن أن تكون ناجمة عن عدد من أمراض أخرى مثل الانهيار العصبي, أو مشاكل في الغدة الدرقية, أو نقص في الفيتامينات أو مرض باركنسون, لذلك يعمد إلى إجراء فحص كامل مرفق بتحاليل دم وغيره مثل صور مغناطيسية أو أشعة طبقة وتخطيط للدماغ، وكذلك فيتامين بـ12 ووظائف الغدة الدرقية لاستبعاد الإمكانيات الأخرى، إذا لم تظهر الأدلة أي سبب آخر لظهور هذه الأعراض يؤكّد الطبيب إصابة المريض بالزهايمر, وأحياناً، يتم التشخيص عبر مراقبة وتقويم تطور حالة المريض طوال أشهر عديدة.

* وماذا عن الطرق العلاجية لمرض الزهايمر؟

- مع أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج هذا المرض, إلا أن ثمة أدوية متوفرة لمساعدة المرضى المصابين بالاختلال في الذاكره, ثلاث منتجات تمت الموافقة عليها وهي AriceptوExelan وReminyl وقد ثبت أن هذه الأدوية تحسّن مؤقتاً الذاكرة أو تؤخّر فقدانها في بعض الحالات, في بداية مرض الزهايمر أو أثناء تطوره، لكن استعمال هذه الأدوية لا يزال محدوداً، ويمكن أيضاً معالجة بعض الأعراض المرافقة للاختلال العقلي (يمكن وصف مهدئات لحالات الاهتياج).

كما يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب حين يصعب عليه التمييز بين أعراض الاكتئاب وأعراض العته العقلي، لكنه يوصى عادةً في معظم الحالات بتجنب اللجوء إلى هذه العقاقير أو الحد منها، فقد أثبتت التجربة أن العديد من هذه العقاقير تسبب آثاراً جانبية، بالإمكان التخفيف من هذه الأعراض مثل القلق, بمجرد دعم وتطمين المريض وعائلته بشكل مناسب.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد