الربو عند الأطفال
هنالك ازدياد في حالات الربو خصوصا عند الأطفال في جميع أنحاء العالم، ولكن معظم حالات الربو عند الأطفال تتحسن مع تقدم الطفل في العمر، ويصاب طفل واحد من كل 6- 10 أطفال بالربو خلال الطفولة، ومعظم حالات ربو الأطفال تشاهد في السنوات الأولى من العمر، وتسمى أحيانا نوبات الوزيز المتكرر، ونادرا ما يستمر الربو مع الطفل عندما يكبر، ويعتبر تجنب غبار المنزل من أصعب المشاكل بسبب وجوده في كل مكان، وسبب التحسس لغبار المنزل هو وجود العث في هذا الغبار، ويكثر العث حيث الرطوبة والدفء ويتواجد العث بأعداد كبيرة في الفراش لذلك يزداد السعال عند مرضى الربو ليلا، كذلك يتواجد العث في البطانيات والمخدات والموكيت وغيرها من أثاث المنزل القابل لامتصاص الغبار.
اللعب والربو
وبعض الأطفال يصابون بنوب الربو عند الركض، ويجب ترك هؤلاء الاطفال ليلعبوا بحرية ويفيد إعطاؤهم دواء موسعا للقصبات المستنشق قبل ممارسة الرياضة بعشر دقائق، وما يحدث في الربو هو نوبات من التضييق والتهيج في القصبات مترافقة مع حدثية التهابية مناعية مما يؤدي إلى شعور الطفل بضيق النفس والسعال وزيادة المفرزات القصبية، ويحدث الربو نتيجة لوجود استعداد شخصي للتحسس في القصبات بآلية مناعية معقدة تؤدي لحدوث التهاب وتضييق وزيادة في المفرزات القصبية، وقد يكون هذا الاستعداد وراثيا، والعوامل المحرضة لنوبات الربو عند الأطفال، وأهم هذه العوامل هو الرشح العادي الذي يصيب الطفل فيلاحظ الأهل عادة أن الطفل يصاب بنوبات من السعال والنهجة الصدرية على أثر كل حالة رشح يمر بها، وقد يصل عدد مرات الرشح العادي في فصل الشتاء لوحده إلى خمس مرات أحيانا، وهذا أمر طبيعي.
مؤثرات الربو
ومن العوامل الأخرى أيضا دخان السجائر والدخان بأنواعه الأخرى، وكذلك الهواء البارد والهواء الملوث وغبار المنازل والحيوانات المنزلية مثل القطط والكلاب والطيور، وكذلك من العوامل المحرضة لنوبات الربو عند الأطفال غبار الطلع والعفن والفطور التي تشاهد على الأخشاب القديمة، ويؤدي تضيق القصبات وتهيجها إلى شعور الطفل بضيق نفس والسعال وأحيانا تسرع التنفس واللهاث وتختلف شدة المرض من طفل لآخر، وبالتالي فبعض الأطفال المصابين بالربو الخفيف يصابون بنوبات متباعدة وبعضهم منهم يصاب بنوبات موسمية وبعضهم يصاب بنوبات متقاربة وشديدة.
أنواع الربو
وللربو علامات خفيفة ومتوسطة وشديدة، فعلامات نوبات الربو الخفيفة: تتمثل في صعوبة خفيفة في التنفس وتسرع خفيف في التنفس، ويستطيع الطفل التكلم بشكل طبيعي، مع سعال بسيط وضيق نفس بسيط، ويبقى لون جلد الطفل طبيعيا، كما يبقى الطفل واعيا، ويقوم بنشاطه بشكل طبيعي، ويمكن هنا مراقبة الطفل وإعطائه دواء موسعا للقصبات، أما علامات نوبات الربو المتوسطة: فتتمثل في صعوبة متوسطة في التنفس، وتسرع واضح في التنفس، ويجد الطفل صعوبة في التكلم فيتكلم جملا قصيرة فقط، بالإضافة إلى سعال وضيق نفس متوسط، وقد يصبح لون الطفل شاحبا، ويبقى الطفل واعيا وقادرا على القيام بنشاطه الطبيعي إلى حد ما، وهنا يجب هنا البدء بإعطاء الطفل أدويته الموسعة للقصبات والاتصال بالطبيب، أما علامات نوبات الربو الشديدة: فتتمثل في صعوبة شديدة في التنفس، وضيق نفس وسعال وتسرع تنفس لدرجة شديدة، إضافة لصعوبة واضحة في الكلام فينطق الطفل كلمات مفردة فقط، يصبح لون جلد الطفل شاحبا أو مزرقا، ويصبح غير واع، ويبدو عليه الإنهاك ويميل للنوم، وهنا يجب الاتصال بالطبيب فورا أو مراجعة أقرب قسم إسعاف، والعلامات التي تدل على أن حالة الطفل تتجه نحو الأسوأ فمنها: ازدياد السعال واللهاث، عدم تحسن حالة الطفل رغم إعطائه أدويته المعتادة.
علاج الربو
والعلاج المثالي للربو هو البخاخ أو البخار، وحيث إن الربو يصيب 6:1-10 أطفال. فإن ملايين من الأطفال في العالم مصابون به وبالتالي فإن هناك خبرة كبيرة وكافية لعلاجات الربو، ويمكن تقسيم تلك العلاجات إلى قسمين: علاجات مسكنة تؤخذ وقت الأعراض مثل موسعات الشعب المستنشقة. أو علاجات وقائية تؤخذ لفترات طويلة مثل الكورتيزون المستنشق وهو الأهم وثبتت فعاليته وأمنه حتى لو استخدم لفترات طويلة تصل إلى سنوات.
الدكتور خالد المبيريك
استشاري طب الأطفال وأمراض صدرية وحساسية
مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي