Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/01/2007 G Issue 12530
الريـاضيـة
الخميس 29 ذو الحجة 1427   العدد  12530
دورة الخليج.. ماضٍ مجيد.. وحاضرٌ جديد

كم هي جميلة تلك الأيام التي كنا ننتظر فيها دورة الخليج على أحرّ من الجمر، وكم كنا نعد الأيام والليالي منتظرين لحظة انطلاق الدورة، وكم هي أجمل تلك التغطيات الرائعة لمعسكرات المنتخبات الخليجية، وكم أبهرتنا تلك الصور الرائعة من معسكرات تلك المنتخبات بنجومهم الأفذاذ، لقد كانت الشغل الشاغل للجماهير الرياضية في أنحاء خليجنا الحبيب، بل إن الحديث لا يكون إلا بالتوقعات فمن سيغلب من؟ ومن سيظفر بالكأس الخليجية؟ ومن سيكون هداف البطولة؟ ومن سيكون نجمها؟ والكل يترقب ميلاد نجم خليجي جديد يثري الملاعب، وهكذا مع كل دورة خليجية، فالماضي مجيد، لكن الحاضر جديد فكل شيء تغير، فالقليل يعرف متى سيكون الافتتاح، والقليل يعرف منهم نجوم المنتخبات الأخرى، فبعد ما كنا نتابع معسكرات المنتخبات وفي أي بلد كان، أصبح منتخبنا يدخل الدورة بدون أي ضجيج إعلامي رغم التاريخ الناصع له وتمثيله للقارة الأكبر أربع مرات في المونديال العالمي، ورغم أنه قد عسكر لبضعة أيام ولعب مباراتين، إلا أن هناك هدوءاً غير طبيعي يحيط بمنتخبنا الغالي قد يصل لحد الغموض، نتمنى ألا ينعكس على الدعم الجماهيري الذي يتميز به منتخبنا في الدورات الماضية، ونتمنى في الدورة الحالية، أن تعود الإثارة من جديد، لكن أكاد أشك بأننا سنستمتع بذلك، فتلفزيوننا العزيز ممثلاً بقناته الرياضية لم يعط أي إشارة لنقل مباريات البطولة، وعليه يستمر الحرمان من متابعة منتخبنا العزيز بعد أن طغت المادة وحب الفلوس على الرياضة، وأخيراً نتمنى أن يعود منتخبنا حاملاً الكأس الخليجية، مع تقديم مستويات مبهرة، تزيد البراهين على عالمية منتخبنا الغالي.

من هنا.. ومن هناك

* بصراحة لا ندري أين تتجه عجلة الكرة السعودية بعد الأحداث التي حصلت، فبعد أول نقل لمباراة بقرار من لجنة الانضباط، كان الضحية هو الهلال، ومن ثم تم نقل عدد من المباريات، ها هي لجنة الانضباط تعود وتجعل من الهلال كبش فداء مرة أخرى والسبب كله تصرف من قلة من المراهقين أو (المندسين)، فالتخبط واضح، والقرارات والتوصيات تدل على أنه ليس هناك منهجية واضحة تسير عليها تلك اللجنة التي تريد لها ضابطاً محنكاً، قد يكون الخبير عبد الله الدبل هو الأنسب، رغم أنه مشغول بلملمة تركات لجنة الاحتراف السابقة.

* رغم أن سامي الجابر ونواف التمياط قد خدما بلدهما خدمات جليلة عبر منتخبه الوطني، إلا أن تلك الخدمات قُوبلت بالجحود والنكران من قبل أمين الاتحاد السعودي لكرة القدم، ماذا سيحدث لو حصل ذلك لأي نجم كان من نجوم مصر؟ وهذه حقيقة واضحة للعيان فهناك يحترم النجم ويحترم تاريخه، ويعطى حقه بل أكثر، أما هنا فتوضع العراقيل، وتصنع الحجج، لكي لا يشارك في مباراة ودية تكريمية.

* يبقى الرئيس الاتحادي منصور البلوي فاكهة الكرة السعودية الحالي، وأفضل واحد يمتع الجمهور ويرفه عنهم، وذلك من خلال الأخبار المثيرة، والتعاقدات التي ترافقها أحداث مثيرة، فكل صباح نتسابق على الصحف وكلنا شوق لها لعلها تحمل لنا مفاجآت قد لا تكون في الحسبان كما حدث أخيراً في صفقة فيجو، فالمتعة حاضرة من خلال الأخبار وأعمدة المقالات، فهذا خبرٌ ينفي الصفقة، وذاك خبر يؤكدها، وهذا خبر يرسم لنا خط سير أبي ثامر، وذاك يؤكد موافقة فيجو، وهذا مقال يمدح منصور بتعاقده مع لويس فيجو، ومقال آخر يتهجم على من تهكم بالصفقة ووصفها بأنها صور مع فيجو فقط، وكاتب آخر سخَّر قلمه لكي يبرهن على حقيقة التعاقد مع اللاعب البرتغالي العالمي، ورابع يقول ماذا سيقدم فيجو بعد ستة أشهر؟.. لكن في الأخير تبقى المتعة حاضرة أينما حلَّ الرئيس الاتحادي.

* من غرائب الدوري السعودي فريق يتصدر الدوري ويتم عزل مدربه، من يفعل ذلك غير الزعيم؟ من يستطيع اتخاذ قرار بهذه الجرأة غير الهلال السعودي ورئيسه الشاب المحنك؟ وهذا دليل واضح على أن الهلاليين لا تقنعهم صدارة، غير مقرونة بمستوى مميز، ويغلب عندهم صوت العقل على العاطفة.

* خذلنا الشبابيون بمستوياتهم المتذبذبة، فبعد توقعاتنا لهم بتعكير صفو صدارة الزعيم ها هم يفوزون بمباراة ويخسرون ضعفها، وبكل سهول يسلمون الوصافة لفرسان مكة، الذين سيفعلون شيئاً ما في هذا الموسم والعلم عند الله.

* النهاية في الملاعب الخضراء قد تكون سيئة بالنسبة لخميس العويران، انتقل للاتحاد وكسب المال، والمال قد يذهب ما بين إرماشة عين وإغماضتها، وخميس مذ انتقل ونحن بالكاد نسمع به، وفي النهاية خسر ناديه وجمهوره الذي بلا شك سيفقده كثيراً والمتميز عن غيره بالدعم اللا محدود للأبناء المخلصين فقط، وها هو يوشك على أن يودع الاتحاد بدون أي كلمة وداع، حيث قالها له ديمتري بصريح العبارة، ابحث عن نادٍ آخر!

* واعتزل عميد المعلقين في عز مجده، وترك محمد البكر الميكرفون بعد سنين من المتعة، لقد ترك الزعيم الساحة لتصبح خالية من المتعة الحقيقية، وبذلك نفقد صوتاً عذباً شجياً، يجعل من المباراة الواحدة أكثر من مباراة، ويجعلك تقترب من الشاشة أكثر وأكثر، وترفع من صوت التلفاز حتى إنه يُخيَّل لك أنك تلعب مع من يلعب، عزاؤنا الوحيد أنه بصحة وعافية ويمتعنا عبر ميدانه الواسع.

خالد بن زيد الطويهر - حائل

ص. ب 2923ykz80@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد