سبق وأن أبديت عدداً من الملحوظات عن المكتب الرئيس لرعاية الشباب بمنطقة القصيم ونشرته هذه الصحيفة المتميزة في عددها الصادر بتاريخ 16-11-1427هـ وذلك إيمانا منها بأهمية مبدأ حرية الرأي والمشاركة في معالجة الخلل في إطار من التوازن والطرح البناء.
ولأن بناء الشباب وتأهيلهم أمر في غاية الأهمية، لذا فإن قدرة المؤسسات الرياضية والثقافية المعنية برعاية الشباب وإعدادهم إعداداً سليماً يجب أن تكون متوافقة في آلياتها، وحتى في أدائها مع ما يتطلبه الجيل الرياضي من تطوير وتأهيل، فلم يعد صحيحا ترك الأمور لحين وجود الفرصة المتاحة أو لسعة البند المخصص، أو لأي أمر آخر بل إن الأمر يحتاج إلى اهتمام وعناية وقيام بما يحتاجه الشباب في الوقت الحاضر من برامج رياضية وتثقيفية أو حتى ترفيهية، فهناك عوامل يجب أن يراعيها المسؤولون عن الشباب والرياضة في مقدمتها ربط خط الاتجاه للشباب بما يتوافق مع واقعهم، وحتى لا يكون هناك انحراف أو غلو بسبب تجاهل المؤسسات الرياضية والثقافية لهؤلاء الشباب فيكونوا ضحايا لتوجهات فاسدة أو انحراف فكري له تأثيره السلبي على مجتمعاتنا وأمتنا.
إن الخطط والبرامج الرياضية والثقافية يجب أن تأخذ في أهدافها صناعة تأهيل الشباب وفق أولويات وحتى في أوقات معينة وبتنفيذ دقيق، ويجب ألا ينظر إلى شح الموارد أو انعدام المنشأة كخيار أساسي للتخلي عن الواجب وبناء على ذلك يحتم الواقع المعاش ضرورة التخطيط العلمي السليم لاحتضان الشباب وفق مستوياتهم الفكرية والثقافية والرياضية وحتى وفق تفاوت أعمارهم فإن الدولة - أعزها الله - لم تأل جهدا في سبيل رعاية الشباب وإعدادهم للمشاركة في بناء التنمية وحتى في صناعة جيل واعد يكون له مستقبل مشرق في المحافظة على المكتسبات وتحقيق الإنجازات والسمو والرفعة للمجتمع.
إننا نفتقد بصراحة التخطيط السليم للبرامج الرياضية والثقافية، وحتى في تحديد النوع والكيف، فمعظم شبابنا لجؤوا في ظل قلة هذه البرامج أو انعدامها إلى خلق برامج أخرى اجتهادية ربما لا تناسبهم وبدؤوا بممارستها رغم خطورتها على أنفسهم وعلى غيرهم، وشاهدوا إن شئتم هؤلاء الشباب الذين يجتمعون ويمارسون ما يسمى بالتطعيس أو حتى التفحيط بالرغم من أنه ليس لهذه الظاهرة الخطيرة ضوابط أو جهات ترعاها وتنظمها وتشرف عليها.
إذاً الالتجاء للتخطيط بشأن إحداث البرامج الرياضية والثقافية والترفيهية يجب أن يعترف بها أولئك المتشبثون بكرسي المسؤولية قياماً بالواجب ورحمة بهؤلاء الشباب، وحرصا في النهاية على سلامة المجتمع وسموه ورفعته.
إن من المسلم به أن الزيادة السكانية تعتبر عاملا أساسياً في زيادة الطلب على كل شيء، ومنها الاهتمام بالشباب ورعايتهم وتأهيلهم وتطوير قدراتهم، وعدم جعلهم فريسة للأعداء في تنفيذ المخططات، ومن ثم انعدام السلوك الأخلاقي والديني حتى صار هناك تراكمات من الإهمال لفئة الشباب وبرامجه المقصود بها حتى أوجدت تغيرات عميقة في سلوكيات بعض الشباب وعدم انضباطهم مما أصاب مجتمعنا بخسائر كبيرة، كان من أهمها أن فقد جهود هذه الشباب وحتى في صلاحيتهم للقيام بأعمال معينة ومطلوبة وضرورية.
الاهتمام بالشباب أيها السادة ضرورة ملحة، فكفانا إهمالا في الفترة الماضية التي أفرزت نتائج سلبية وانحرافات فكرية فهل نعي الآن؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن صالح التميمي -بريدة