سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك
قرأت ما دار حول موضوع العلاج الشعبي والوصفات الشعبية في صحيفتكم الغراء فوددت أن أطرح ما يلاحظ على الأطباء ومناهج الطب الحديث التي لا تعترف بطبنا الشعبي الموروث عن الآباء والأجداد مكابرة منه حيث إن أدوية وطرق الطب الشعبي في العلاج أثبتت فاعليتها بالتجربة العملية التي يعتمدها الطب الحديث منهجاً له في جميع دراساته الطبية في معالجة الأمراض، فمثلاً ما يشخصه الطب الحديث عن مرض العُذرة (السقاط) وهو: قرحة والتهاب يحصل فيما بين الأذن والحلق ومن أعراضها أيضاً انخفاض في منطقة اليافوخ برأس الطفل مع نزول اللهاة وإسهال حاد مع قيء مستمر وحرارة مع فقدان الشهية وانعدام الرضاعة الطبيعية في غالب الأحيان ويتعرض لها الأطفال الرضع غالباً وعلاجها هو غمز لهاة الطفل بالإصبع، وهذه الطريقة هي أنجح علاج لهذا المرض وهو ما يسمى بالعامية عند أمهاتنا بطريقة الترفيع والطب الحديث يشخص مثل هذه الحالات تشخيصاً خاطئاً فهو يشخصها بالنزلة المعوية ويتعامل مع مرض العُذرة على أنه نزلة معوية حادة وهذا من أكبر الأخطاء التشخيصية الشائعة التي تقع من أطباء الطب الحديث، وقد تودي بحياة الطفل إذا تركت بدون علاج بطريقة الغمز، وقد حصلت لي مع مرض العُذرة قصة مع كل أطفالي ويشخص الطبيب حالة أطفالي على أنهم مصابون بنزلة معوية حادة، وقد كدت أفقد أحد أطفالي بسبب هذا العناد والمكابرة والإصرار على التشخيص الخاطئ وأطفالي إنما يعانون من مرض العُذرة، ومثلي كثير في هذه المأساة، فأذهب بهم إلى أحد أمهاتنا الفاضلات عفا الله عنهن وجعلهن الله ذخر لنا فيعالجنه بطريقة الغمز التي يظهر انعكاسها على حالة الطفل من أول وهلة حيث تتحسن حالة الطفل بنفس الوقت أو بعد عدة ساعات على حسب صعوبة الحالة، فمن المؤسف أن يترك هذا العلاج الذي بني على تجربة وممارسة أثبتت فاعليته ويترك ويهمش والضحية في هذا العناد بين الطب الحديث والطب الشعبي في المقام الأول هو الطفل، فبدلاً من هذا العناد القائم نرجو من وزارة الصحة أن تشكل لجنة تبحث وتدرس وتجرب تلك الطرق العلاجية الموجودة في علم الطب الشعبي مثل الكي بالنار والحجامة التي أثبتت فاعليتها في شفاء العديد من الأمراض وطريقة الغمز في علاج مرض العُذرة وباقي الأمراض والاستفادة من كل ما يبين نفعه من تلك الطرق العلاجية سواء من الطب الشعبي أو الصيني الذي اعترف بطريقة العلاج بالإبر الصينية وأخذ بها وترك إرثاً طبياً لا يقدر بثمن وهو الطب الشعبي.وقد أخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء) والعلاج ضالة الطبيب يبحث عنه ليعالج المريض والحق والصواب هو ضالة المؤمن يبحث عنه أينما كان.
عبد الله سعود الدوسري
ص. ب 741 الزلفي