Al Jazirah NewsPaper Monday  22/01/2007 G Issue 12534
الطبية
الأثنين 03 محرم 1428   العدد  12534
د. المسلط: الشخير يتسبَّب في حدوث الكثير من المضاعفات.. وبعض الحالات تستلزم التدخل الجراحي لعلاجها

هناك الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة، والكثير من حالات الطلاق أو الانفصال تكون بسبب الشخير، فهو يعتبر مشكلة صحية واجتماعية شائعة، فيجب على المريض الذي يعاني من الشخير أن يحرص على زيارة الطبيب المختص والمتمكن في أقرب وقت ممكن قبل أن تعمل هذه المشكلة على إيجاد العديد من المشاكل الصحية لديه وكذلك الاجتماعية، حيث إن الطبيب المتمكّن يستطيع أن يقدم التشخيص الدقيق ومن ثم إعطاء الحل العلاجي المناسب بتطبيق أحدث الطرق العلاجية.

ولأهمية هذا الموضوع التقينا كلاً من الدكتور فيصل المسلط استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والدكتور محمد رامز استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي للتعرّف على الأمور التي ترتبط بهذه المشكلة، وإطلاعنا على الطرق العلاجية:

تعريف الشخير

* دكتور فيصل المسلط.. ما هو التعريف الطبي للشخير، وهل يعتبر الشخير من الأمراض الشائعة؟

- الشخير هو صوت ينتج عن انسداد جزئي بالمجاري التنفسية العليا، وناتج عن اهتزازات في الأنسجة الرخوة في الحلق واللهاة، وقد يكون متواصلاً وقد يكون متقطعاً، ويحدث عادة والمريض نائم على الظهر وفي بعض الحالات يحدث والمريض نائم على الجنب، والشخير يعتبر أحد الأمراض الشائعة، وتفاوتت الدراسات في نسبة انتشاره، فمنها ما يقول إنه منتشر بنسبة 40% من سكان الوطن العربي، وهو يكثر عند الرجال منه عند النساء ويزيد مع تقدم العمر.

زيادة الوزن والشخير

* وما هي أسبابه وما هي الأمراض التي ترتبط به أو تؤدي للشخير؟

- هناك أسباب من الممكن التحكم فيها كالوزن الزائد، فالشخير يكثر عند الأشخاص المصابين بالسمنة أو الذين عندهم زيادة في الوزن، وفي المقابل هناك أشخاص يشخرون وليس لديهم زيادة في الوزن، وهناك عوامل خلقية تؤدي للشخير والتي قد تكون في مجرى الهواء العلوي، حيث قد يكون هناك على سبيل المثال ضيق في مجرى الهواء بسبب تضخم في اللوز، أو ضيق بسبب عوامل جينية وخلقية في الأنسجة الرخوة، أو قد يكون بسبب عوامل خلقية أخرى كأن يكون الفك السفلي صغيراً نسبياً، وهذا يؤدي إلى ضيق في مجرى الهواء، وقد يكون أيضاً بسبب التضخم في اللسان فقد يكون اللسان كبيراً فهذا يؤدي أيضاً إلى ضيق في مجرى الهواء، كذلك من الأسباب أنه قد يكون هناك مشاكل في الأنف كميلان في الحاجز الأنفي أو تضخم في القرنيات أو اللحميات في الأنف، فمن المعلوم أن ضيق الأنف يساعد على الشخير من خلال تدفق الهواء بشكل معين وزيادة الضغط الثابت داخل الحلق، الأمر الذي يؤدي إلى الاهتزازات ومن ثم الشخير، لكن السبب الرئيسي لهذا الشخير يكون في الأنسجة الرخوة في الحلق، ومن هذه الأمراض التي تساعد على الشخير نقص وظائف الغدة الدرقية، كذلك ما أثبتته الدراسات أن الأشخاص المصابين بالسمنة في الجزء الأعلى من الجسم هم أكثر عرضة للإصابة بالشخير من الأشخاص الذين لديهم سمنة في كل الأطراف، وكذلك الزيادة في العنق وهذا ما يحدث عند كثير من الحالات ممن يكون الجسم لديهم سليماً لكن لديهم زيادة في العنق وقصر القامة.

النوم على الظهر

* يُقال إن النوم على الظهر يؤدي إلى الشخير وكذلك التعب والإرهاق، هل هذا صحيح وهل صوت الشخير لا يحدث إلا أثناء النوم فقط؟

- نعم، فالشخير يحدث عند كثير من المرضى الذين ينامون على الظهر لأن اللسان يسقط إلى الخلف فيحدث عادة ضيق في مجرى الهواء، أيضاً عندما يكون الشخص متعباً ومنهكاً.. وكثير من المراجعين يؤكِّدون ذلك، فعندما يكون الشخص متعباً يحدث ارتخاء في العضلات بصورة أكثر، والشخير فقط هو الذي يسمع أثناء النوم، لكن الأصوات الأخرى التي تحدث مع التنفس أو الأصوات التي تحدث لدى مرضى الربو فهذا ليس شخيراً، كذلك المصابون بضيق في مجرى الهواء العلوي لأسباب كثيرة منها مرضية فقد يحدث لديهم أصوات مع الشهيق فهذا ليس بشخير، فالشخير هو الصوت الناتج عن الاهتزازات في الأنسجة الناعمة أثناء النوم.

ارتخاء في عضلات الجسم

* ولماذا لا يحدث إلا أثناء النوم فقط؟ وهل هذا الأمر يحدث لدى جميع الناس؟

- بسبب ارتخاء في عضلات الجسم جميعها، ومن هذه العضلات عضلات مجرى الهواء العلوي، ومجرى الهواء العلوي هنالك عدة آليات تساعد على فتحه، بعض الناس يضيق مجرى الهواء لديهم أثناء النوم، لكن الإنسان الطبيعي لا يؤثِّر الضيق الذي يجري في مجرى الهواء على الهواء الذي يتدفق إلى الرئتين ولا يحدث شخير، لكن الأشخاص الذين لديهم قابلية كالمصابين بزيادة في الوزن أو زيادة في حجم العنق أو مشاكل خلقية في مجرى الهواء العلوي يكون لديهم قابلية، فالنوم مع ارتخاء العضلات وضيق مجرى الهواء بنسبة أكثر يحدث الشخير.

التنفس من خلال الفم

* وهل التنفس من خلال الفم له دلالات معينة؟

- معظم المصابين بالشخير تقريباً يتنفسون من الفم أثناء النوم، وهذه إحدى العلامات للإصابة بالشخير، لأن الطبيعي هو التنفس من الأنف، لأن الله سبحانه وتعالى هيأ الأنف للتنفس من خلال وصوله إلى القصبة الهوائية، ومجرى الهواء العلوي يكون اكتسب رطوبة، وبسبب التنفس من الفم يشتكي أغلب المرضى من الجفاف في الفم عند استيقاظه من النوم، بل يستيقظ أثناء نومه ليشرب الماء.

بالنسبة لتصنيف الشخير ومضاعفاته أوضح لنا الدكتور رامز: أنه يمكن أن نصنف الشخير إلى نوعين، شخير حميد وهو الذي لا تصاحبه حالات توقف التنفس المؤقت، وشخير مرضي مصحوب بتغيّرات توقف مؤقت للتنفس خلال النوم مما يجعل المريض يستيقظ فجأة بأخذ نفس عميق، وتتراوح فترة هذا التوقف عن التنفس من 10 - 45 ثانية ويمكن أن تحدث حتى مئات المرات بالليلة الواحدة.

أما المضاعفات فإن الشخير الحميد مضاعفاته اجتماعية والشخير المرضي الذي يصحبه ضيق أو توقف مؤقت بالتنفس Obstructive Sleep Apnea فهو يؤدي إلى تعب وصداع في الصباح وإرهاق يومي مع كثرة النوم خلال النهار وعدم الانتباه والتركيز في العمل وقيادة السيارة وانخفاض ملحوظ في الحالة الجنسية ومع مرور السنين يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات طبية على القلب والرئة مثل ارتفاع الضغط الرئوي Pulmonay HTN أو الضغط العام.

أما بالنسبة للأطفال فهو يؤثر بشكل كبير على درجة الذكاء ودرجة الانتباه والتراجع في المدرسة.

إجراء الفحوصات

* ولكن كيف يمكن للشخص أن يعرف إذا ما كان شخيره مصحوباً بتوقف للتنفس أم لا؟

- معظم الذين يشخرون لا يعلمون إن كان يتوقف التنفس عندهم أم لا وهذا يتم تأكيده عن طريق إجراء الفحوصات Polysomnography والمراقبة الليلية في مراكز متخصصة وإجراء بعض الأشعات والمناظير الأنفية البلعومية.

وأقول مرة ثانية إن معظم الذين يشخرون يجب أن يسألوا زوجاتهم أو أزواجهن بأن يراقبوهم أثناء النوم بالليل إن كان التنفس يتوقف عندهم أم لا وما مدى طول فترة توقف التنفس، لأن علاج الشخير العادي الذي لا يصاحبه توقف التنفس (وعلاجه بسيط قد يستغرق وقتاً قصيراً تحت التخدير الموضعي) يختلف عن علاج الشخير الذي يصاحبه توقف في التنفس.

انسداد الأنف

* ضيق مجرى الهواء أو الانسداد الكلي أو الجزئي من أسباب الشخير، فما السبب الذي يؤدي إلى هذا التضيق؟

- نعم، ينتج الشخير من تضيق المجاري التنفسية العليا، وهذا التضيق يكون ناتجاً إما من انسداد الأنف لأي سبب سواء من حساسية الأنف وتضخم قرنيات الأنف Turbinates Hypertrophy أو انحراف شديد في حاجز الأنف أو وجود اللحميات وما شابه ذلك، ولكن السبب الرئيسي للشخير هو الوضع غير الطبيعي لسقف الفم المرن واللهاة (uvula) الصغيرة النازلة من سقف الفم والتي ترتجف بشدة وبقوة أثناء الشخير أو كذلك اهتزاز جدار البلعوم.

تخفيف الوزن

* هل هناك نصائح يمكن أن يتبعها الشخص للتقليل من درجة الشخير؟

- من الممكن للشخص أنه يتبع بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعد في تقليل درجة الشخير، منها تشخيص الحالة أولاً، تخفيف الوزن، النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر بدلاً من الظهر، النوم على وسادة مرتفعة قليلاً، تجنّب تناول المنوّمات والمهدئات وأدوية الحساسية المنومة، النوم خفيفاً بعشاء خفيف، الامتناع عن التدخين.

العلاج الحديث

* وماذا عن طرق علاج الشخير القديمة والحديثة؟

- تعتمد طريقة العلاج على حسب الحالة وتشخيصها، فهناك العلاج الجراحي الكلاسيكي، حيث يتم قطع اللهاة والحافة السفلى من سقف الفم المرن مع رفع اللوزتين إذا كانتا كبيرتين Uvulopalatopharanyngoplasty وإذا كان هناك ضيق في الأنف يجب علاجه خلال العملية كتعديل الحاجز الأنفي واستئصال لحمية أو كي واستئصال جزئي لقرنيات الأنف السفلي، وهذا يحتاج إلى تخدير عام وتوقف عن العمل لعدة أيام مع بعض الألم عند البلع تعالج بالمسكنات، وهناك احتمال لعودة الشخير بحدود 20 - 30%.

كما يوجد هناك طرق جراحية أخرى كعملية تقديم الفك السفلي إذا كان متراجعاً عن الفك العلوي بشكل شديد أو عملية استئصال جزئي للجزء الخلفي من اللسان في حال التضخم الانسدادي.

وفي حالات معيّنة مثل ارتخاء سقف الفم فقط دون مشاكل في الأنف وحجم طبيعي للهاة هناك علاج جديد يطبق في العيادة ويحتاج إلى تخدير موضعي فقط Radiofrequency Coblation ، حيث تجرى عملية متطورة بجهاز حديث لمعالجة سقف الفم لمدة خمس دقائق ويستطيع بعدها المريض أن يذهب إلى بيته أو عمله، ويتم خلالها استعمال الترددات الراديوية البسيطة لمنطقة في سقف الفم ثم تحديدها، وقد يشعر المريض في الأيام الأولى بقليل من الألم عند البلع وبعد مرور بضعة أسابيع 4 - 6 تبدأ الأنسجة في موقع العملية بالانكماش والشد مما يقلّل من حجم الأنسجة المسؤولة عن الشخير وارتخائها ويصبح سقف الفم متماسكاً لا يرتجف عند مرور الهواء.

وتبدأ النتائج واضحة بالتدريج وأحياناً قد يحتاج قسم قليل من المرضى لإعادة العملية بعد بضعة أشهر حسب درجة التحسن، ولكن معظم المرضى يحتاجون إلى جلسة واحدة فقط، ومضاعفات هذه العملية قليلة جداً ومعظمها بسيطة ودرجة الألم قليلة جداً بالمقارنة بالعمليات السابقة تحت التخدير العام.

ومن أساليب العلاجات الأخرى في حال وجود مانع طبي للعمليات والتدخلات يتم استعمال جهاز لضخ الهواء خلال النوم يحفز فتح مجرى الهواء Continuous Positive airway pressure وهو عبارة عن كمامة توضع على الأنف أو الأنف والحلق معاً، كما يوجد هناك أجهزة فمية أخرى تساعد على توسعة مجرى الهواء خلال النوم حسب حالة كل مريض.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد