بعد ان كانت الحاجة ماسة لهذه العيادة في شقراء لانتشار التدخين بين الشباب وغيرهم ورغبة في اقلاع الكبار الذين امضوا سنوات يعانون من هذه الآفة التي اجبرتهم على التردد على المستشفيات فقد قامت الجمعية الخيرية بشقراء بإنشاء هذه العيادة وتجهيزها بالأثاث والأجهزة المختلفة التي كلفت اكثر من 200 الف ريال اضافة الى العاملين بها من اداريين وفنيين واستئجار مبنى لها بكلفة اكثر من 40 الف ريال من فاعل خير ليكون مقرا دائما لها.
المؤشرات مشجعة
وبسؤال لمدير العيادة خالد عبد العزيز السنيدي عن العيادة قال: افتتحت في رمضان الماضي أي انها تجاوزت حتى الآن اربعة اشهر وهي تقدم خدماتها للمراجعين الذين توافدوا بشكل كبير عند الافتتاح ظنا منهم ان هناك عصى سحرية تجعل المدخن يقلع عن التدخين دون ارادة وعزيمة منه.
ثم اصبح العدد حاليا مناسبا للعيادة ولم يأت الا الجاد فعلا للتخلص من التدخين والعيادة تقوم بدورها بمساعدته متى ما توفرت الإرادة الحقيقية لديه.
وقال السنيدى: بلغ عدد المراجعين حوالي 350 مدخنا اقلع منهم بشكل مؤكد 10% أي اكثر من الثلاثين بقليل وقد قدم لهم الهدايا التشجيعية لمن ثبت فعلا من خلال الفحص خلو جسمه من النيكوتين ومن هذه الهدايا تنظيف وتلميع الأسنان مجانا عند احد المراكز المتخصصة في طب الأسنان.
كما أن العيادة يعمل بها طبيب مختص وموظف للاستقبال وممرض لفحص المريض ثم تتم مرحلة العلاج اللتي لاتتجاوز الزيارة اليومية 30 دقيقة ولمدة لاتقل عن ستتة ايام يتم زيادتها حسب حاجة المدخن او رغبتة في الاستمرار. وعن السرية في العلاج ذكر السنيدي أن هناك بابا سريا خلف العيادة وغرفة خاصة لمن يريد ذلك كما أن الاسم ليس ضروريا بل يكتفى برمز للمريض او كنية يحددها هو حتى لا يدون اسمه اذا رغب بالسرية لأن الهدف هو علاج المدخن فقط كما أن المراجع يتم اعطاؤه لصقة توضع على الكتف في حالة حاجة المدخن الى السيجارة لتعوضه عن النيكوتين حتى ينتهي علاجه.
كما أن العيادة سوف ينقسم عملها الى قسمين (وقائي توعوي) وعلاجي وذلك من خلال زيارات للدوائر الحكومية والمدارس وعروض عن مضار التدخين والوقاية منه.
تجربة ناجحة
وفي لقاء مع احد المراجعين الذين تصادف وجودهم بالعيادة وهو محمد اسحاق باكستاني الجنسية وعمره 29 عاما ويعمل في احد مطاعم شقراء يقول: انني منذ اكثر من 11 عاما وانا ادخن بمعدل 10 سجائر يوميا وعندما فتحت العيادة بشقراء احسست بالرغبة في العلاج لأنني غير راض عن التدخين ولكنني احتاج الى مساعدة في تركه لأنني احس بالصداع الشديد عند عدم التدخين اما الآن ومع العلاج في العيادة فبدأت في تركه تدريجيا دون أي مشاكل ولي الآن 6 جلسات وتركته تقريبا دون الحاجة اليه. وتحدث اسحاق عن مراحل العلاج وقال: إنه سهل جدا؛ اولا فتحت الملف ثم الفحص بعدها جلسة يومية لمدة حوالي 20 دقيقة على الجهاز الذي يعوض الجسم عن الرغبة في النيكوتين ويكون مصاحبا للجهاز كرسي المساج الذي يجعل المراجع يحس بالراحة اثناء عمل الجهاز هكذا لمدة ستة ايام تقريبا.
وقد ذكر بعض زوار العيادة ممن ليس لديهم الإرادة الجادة: كنا نعتقد اننا سنأخذ حبوبا او علاجا يجعلنا نكره التدخين نهائيا.
اما آخرون فإنهم ذكروا أن هذه العيادة كانت سببا في ايقاف هذه السيجارة التي لازمتهم لسنوات.