تصاعدت حدة المواجهات بين هاشمي رفسنجاني الرجل الثاني والقوي في النظام الإيراني واحمدي نجاد الرئيس الحالي الإيراني؛ فقد انتقد هاشمي رفسنجاني احمدي نجاد بسبب عمليات العزل والتطهير بحق انصار رفسنجاني وخاتمي وقال رفسنجاني من على منبر الجمعة في طهران: ان تلك الاساليب والاعمال تمثل (ايدز النظام) أي بمعني (حقن السم في جسد النظام).
وقال: لا ينبغي ان تذهب تلك القدرات والكوادر المهمة للثورة ضحية شعار حزبي للحكومة ولاينبغي تطهيرها من وظائفها.
وحذر رفسنجاني من ان (العدو يسعي لدب التفرقة بين الشعب وان تلك الاساليب يتطلع لها الاعداء وينبغي الوقوف ضدها وعدم السماح لها) .
وكانت حكومة نجاد قد قامت بعمليات لعزل المحافظين السابقين ومسؤولين في البنوك والمناصب الحساسة وكان الافراد قد شغلوا تلك المناصب منذ عهد رفسنجاني ويطمح الرئيس نجاد إلى عزل كافة المسؤولين الذين مضى عليهم فترة طويلة والذين لا يؤمنون بنهجه، وكانت شائعات قد سرت بأن البرلمان ينوي طرح مشروع لاستجواب وزير الداخلية بسبب عزله لانصار خاتمي ورفسنجاني من مناصب في المحافظات والاقضية، كما انتقد رفسنجاني الاوضاع السياسية.
وقال: (ان الظروف وبعكس ما يروج لها الاخوة غير طبيعية، الاوضاع المحيطة بإيران خطيرة ويجب على الحكومة العودة إلى الشعب وإلى جميع عناصر النظام لأجل التشاور كما يجب ان نهيئ كافة المستلزمات في مقابل ما يقوم به الاعداء وان ما يقال من حرب نفسية قد تركت تداعيات على الاوضاع الداخلية في البلاد فهناك ضعف في الانتاج وان الشعب قد وقع تحت تأثير الدعايات الحربية ويجب ان نهيئ الامكانيات للشعب) انتقادات رفسنجاني للحكومة تأتي في اطار الحرب النفسية بينه وبين غريمه نجاد والتي اشعلت الحرب منذ وصول الرئيس نجاد إلى الحكومة حيث شكك رفسنجاني قبل عام بالانتخابات وقال (اشكو امري لله) .
ومنذ ذلك التاريخ لم تسلم خطبة من خطب طهران لرفسنجاني الا ووجه اسهم النقد للرئيس نجاد الذي نأى بنفسه من حضور جلسات المجمع الذي يشرف عليه رفسنجاني واستخدم اسلوب الزيارات الميدانية للمدن وتوجيه الانتقادات لرفسنجاني وانصاره من منابر المحافظات، على ان الرئيس نجاد لم يفتح النار في خطاباته على رفسنجاني فحسب بل على جميع خصومه من المحافظين والاصلاحيين ولم يسلم خاتمي من انتقادات نجاد.
خبراء إيرانيون اكدوا: ان الصراع بين رفسنجاني واحمدي نجاد ليس صراعا شخصيا بل يكشف للعالم ان هناك صراعا بين مؤسستين تحكمان إيران وهما مؤسسة المتشددين برئاسة خامنئي ومؤسسة المعتدلين بقيادة رفسنجاني، ويواصل نجاد معاركه مع رفسنجاني بمختلف الجبهات بإسناد الحرس الثوري والبسيج بينما يواصل رفسنجاني معاركه الداهية من داخل مؤسسات الحكومة لأجل اسقاطها وعندما شعر نجاد بثمة اخطبوط يتحرك داخل مؤسساته ويسعى لابتلاع الحكومة قام بعمليات تصفية لانصار رفسنجاني وهي العمليات التي جعلت رفسنجاني يعيش في جزيرة معزولة داخل النظام) ويضيف الخبراء (ان رفسنجاني سينتصر في معركة كسر العظم مع احمدي نجاد وهناك تحركات في الحوزة لاجل تهيئة الامور لرفسنجاني كخليفة لخامنئي بعد شائعات مرضه).