اطلعت على تعقيب الأخ عبدالرحمن شيبة في الجزيرة في العدد الصادر يوم الأربعاء الموافق 14-12-1427هـ على بعض النقاط، ومنها ما يتعلق بتغطية المرأة وجهها، وأنا أحب هنا أن أذكر الأدلة على تغطية المرأة لوجهها:
1- ما روته عائشة - رضي الله عنها - في قصة الإفك التي أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما، إذ قالت أثناء الحديث: (وكان صفوان بن المعطل قد عرّس (بات) من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني، فعرفني حين رآني، وكان قد رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي).
2- وعنها رضي الله عنها: (كان الركبان يمرون بنا، ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه).
3- وعن أسماء رضي الله عنها: (كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الحرام).
4- ومن أقوال بعض العلماء ما يأتي:
- قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: لم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب.
- وقال في موضع آخر ومنه خمار المرأة؛ لأنه يستر وجهها.
- ونقل عن الشوكاني في نيل الأوطار: اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه.
- وقال الغزالي: لم يزل الرجال على مر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات.
- ونقل النووي عن الجويني اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات.
- وقال ابن تيمية في تفسير سورة النور: وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يُحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن.
- وقال ابن القيم في بدائع الفوائد: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشرع لها كشف الوجه في الإحرام ولا غيره.
- وقال بكر أبو زيد في كتابه حراسة الفضيلة ص 82: وإن جميع ما يستدل به دعاة السفور عن الوجه والكفين لا يخلو من حال من ثلاث حالات:
1- دليل صحيح صريح، لكنه منسوخ بآيات فرض الحجاب، كما يعلمه من حقق في تواريخ الأحداث أي قبل عام خمسة من الهجرة أو في حق القواعد من النساء، أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء.
2- دليل صحيح، لكنه غير صريح لا تثبت دلالته أمام الأدلة القطعية الدلالة من الكتاب والسنة على حجب الوجه والكفين كسائر البدن والزينة، ومعلوم أن رد المتشابه إلى المحكم هو طريق الراسخين في العلم.
3- دليل صريح، لكنه غير صحيح ولا يحتج به ولا يجوز أن تُعارض به النصوص الصريحة والهدي المستمر من حجب النساء لأبدانهن وزينتهن، ومنها الوجه والكفان.
أحمد النافع - الرياض