Al Jazirah NewsPaper Friday  23/02/2007 G Issue 12566
الريـاضيـة
الجمعة 5 صفر 1428   العدد  12566

ميادين
تجربة ثرية اسمها الأغاخان؟!
عايض البقمي

البعض يعتبره زعيماً دينيا. لطايفه يرقى تاريخها إلى أكثر من10 قرون والبعض يرى فيه رجلا عصريا بكل ما في الكلمة من معاني العصرنة. أما في عرف الكثيرين فهو أكبر منتج لجياد السباقات والتأصيل في أوروبا إنه الأغاخان صاحب أكبر إمبراطورية خيل في العالم والذي ورث عن والده علي خان هذا الإرث الكبير عام1960م، ويومها كان أغاخان في الرابعة والعشرين من عمره ولم تكن لديه الخبرة والتجربة الكافيتان للنهوض بأعباء هذه التركة (الثقيلة).. كانت البداية صعبة وشاقة واستدعت الكثير من الجهد والعرق فقد ورث الأغاخان سنة 1960م حوالي 220 رأسا من الخيل العريقة أعطت شهرة واسعة للقمصان الخضراء (الموشى) باللون الأحمر في السباقات العالمية، ولكنه واجه مشكلة مالية مبكرة في بداياته؛ فقد طالبت الدولة بحقوقها من الضرائب المترتبة عن انتقال التركة، وهكذا وجد الأغاخان نفسه مضطرا لبيع80 جوادا لتسديد تلك المستحقات المالية. ولكنه صمم في الوقت نفسه على إنماء ما تبقى من اسطبلاته، فانطلق في تنفيذ برنامج تأصيل واسع ويستعيد الأغاخان ذكرياته عن هذه الرحلة فيقول:

(لقد ساورني الشك بادئ الأمر حول مدى قدرتي على إدارة هذه الإسطبلات والمحافظة على نجاحها ولكن قراري كان حاسما. لقد اخترت الطريق (الأصعب) ولذلك كان علي العمل بجد كل يوم وتخصيص معظم وقتي لحضور تمارين الخيل وزيارة المزارع وتفقد الاسطبلات، ومن المشكلات التي واجهها الأغاخان في هذه المرحلة الفارق في السن بينه وبين الجهاز الإداري الذي ورثه مع إسطبلات الخيل؛ فالسيدة (فويلير) مسؤولة مزارع التأصيل كانت في العقد السادس من عمرها وكان يقاربها في العمر مدير الإسطبلات الأيرلندي سيريل هول وقد لا يكون فارق السن مشكلة حقيقية، ولكن الخلافات بين أعضاء الفريق الإداري والفني كانت تسبب مضايقة كبيرة للأغاخان فكثيرا ما كانت تتضارب غير أن شخصية الأغا كانت دائما تتدخل لحسم الموقف وتضع الأمور في نصابها الصحيح وكان خلافه المبكر مع مدربه الك هيد أول عقبة واجهته حيث كان هذا المدرب (شايف حاله) وتم إقالته وتعيين مدرب جديد هو الفرنسي (ماثيت) الذي أصاب نجاحات كبيرة في تنفيذ طموحات الأغاخان حتى وفاته وكان أبرز ثمارها الجواد (سيلفرشارك) الذي حقق ستة سباقات خاضها في عمر السنتين من أصل سبعة وتوج هذا الجواد سجله المشرف عندما اختارته فرنسا لتمثيلها في سباق (واشنطن) ثم توالت إنجازات مرابط الأغا فأخرجت جياد عظيمة مثل زدان، وقلمون، وبلاشنغ غروم.

ولكن السؤال الذي يطرح هنا هو: هل تحقق صناعة الخيل أرباحا تجارية حقيقية لصاحبها بالمقارنة مع النفقات الباهظة التي تتطلبها مزارع الاستيلاد وإسطبلات جياد السباقات؟! عن هذا السؤال يجيب الأغاخان بقوله: كنت أعلم منذ البداية أن صناعة الخيل تتطلب ميزانية كبيرة ونفقات باهظة تفوق بكثير ما ينفقه عادة الهواة العاديون ولا يمكن لأحد أن يتحمله مهما كان ثريا بشكل دايم لذلك أخذت في الحسبان أن مشروع تنمية مرابط الخيل يجب أن يمول (نفسه بنفسه) فأنا لا أدير عملياتي بهدف جمع المال بل أضع نصب عيني تأصيل النسل وإنتاج أفضل الجياد وترتيب أموري بحيث تغطي واردات المزارع نفقاتها. إنني لا أتوخى الربح بل إنتاج الجواد البطل (أصل وعدي) وعندما يفوز أحد جيادي في سباق ما أكون في منتهى السعادة، وأشعر بأنني قد كوفئت على أتعابي, أما تغطية النفقات فتأتي من مصدرين: الجوائز المالية التي نفوز بها ومداخيل بيع بعض جيادي ومع العلم أنني لا أحبذ بيع جيادي! ولكني ألجأ إلى بيع البعض منها أحيانا بعد دراسة وافية مع بقية جهازي الفني حيث تقارن بين احتمالات الإفادة من الجواد المرشح للبيع في حالتي بيعه أو الاحتفاظ به وعلى ضوء هذه المقارنة نتخذ قرارنا. إذن يحرص الأغاخان على عدم بيع الجياد المؤصلة بأي ثمن لأنه يعلم المنافع الكثيرة التي يعود بها الجواد سواء كان فحلا أو فرسا منجبة. وعن توسيع وتنمية (إمبراطوريته الشهيرة) يقول: نحن نستولد 99% من الخيل التي تركض باسمنا وتدافع عن ألواننا حيث تبقى معرفتنا في هذا الشأن واضحة ودقيقة بعائلات الخيل ودمائها مشيرا إلى أنه دائما ما يرسل جياد ذات دماء معينة لتدريبها على أيدي مدربين محددين برعوا في تدريب جياد هذه العائلة ويستبعد الأغاخان فكرة توسيع نشاطاته وإنشاء إسطبلات في أمريكا، كما يصر على استيلاد أفراسه من فحول أوروبية وليس من فحول أمريكية، مؤكدا في هذا الجانب بأن الجواد الذي سيركض في أوروبا يجب أن يكون من فحل أوروبي ينتمي إلى نسل شهير ومعروف يضاف إلى ذلك أن الأغاخان لا يثق كثيرا بالفحول الأمريكية بسبب إفراط الأمريكيين في حقن جيادهم بالمنشطات وهو ما يؤثر على نسله حسب رأيه والمعروف عن الأغا أنه من أكبر المعارضين لحقن خيول السباق بالمنشطات وهو يصر على أن تبقى سباقات الخيل نظيفة من التلاعب100%، وفي اعتقاده أن السباق هو البرهان الوحيد على الفحول.

وخلال بحثي عن الجياد السريعة كنت محظوظا مع الفرس (دومكا) وميس ميلودي وأستطيع القول إنني وجدت عنصر السرعة بين إنتاجي، وهدفي المحافظة على جياد السرعة أملا في تحقيق انتصارات مرموقة في المسافات القصيرة على نحو ما حققته في المسافات المتوسطة.. ويمضي راعي الإمبراطورية الناجحة في شرح وجهة نظره قائلا: إن مربي الخيل لا يرتاحون كثيرا للجواد الفائق السرعة (سبيد) مثلما أنهم لا يرتاحون للجواد البطيء (ستاير) في عالم الخيل خير الأمور (الوسط) أنهم يهتمون بالجواد القادر على إثبات وجوده في مساقه المببل ونصف الميل (بين 1600 - و2400)م وهناك جياد قادرة على قطع مسافة الميل وما دونه بسرعة جيدة إذ تم تدريبها بعناية ودراية ولكن عنصر السرعة الفائقة سلاح ذو حدين والسؤال الذي يطرح دائما إلى أي حد يمكن أن نمضي بالجواد إلى السرعة إذ إن ذلك غالبا ما يكون ثمنه باهظا ويؤدي إلى التضحية بالجواد نفسه.

وعن تسمية جياده يقول أنا لا أعتمد الأسلوب الأوروبي في تسمية خيولي بل أختار الأسماء التي ترتبط بتاريخنا وتراثنا وغالبا ما أبحث في الموسوعة الإسلامية عن هذه الأسماء ومعظم الأسماء التي أختارها لها مدلولاتها التراثية ولا ينكر الأغاخان أصالة بعض الفحول الأمريكية التي حققت إنجازات كبيرة في عالم التأصيل ولكن هذا لا يغير قناعته بعدم الاعتماد على نسل واحد يسيطر على إنتاج مزارعه، كما يحدث مثلا بالنسبة لعائلة الفحل التاريخي (نورثرن دانسر) يقول بهذا الصدد: لقد استعملنا نورثرن دانسر في استيلاد بعض أفراسنا ونحن معجبون بإنتاج هذا الفحل الكبير ولكن لا أعتقد شخصيا أن عمليات الاستيلاد في مزارعي يجب أن تخضع لنسل فحل معين والجدير بالذكر أن الأغاخان معجب أشد الإعجاب بنسل الفحل (كربيليو) الذي أنجب له جياد رائعة مثل: أكراد، وأكيده، وشرنزار. كذلك هو معجب بالفحل.. نفر بند الذي أغنى إمبراطوريته بجياد لن ينساها عالم الخيل مثل (درشان) و(تابايان) (ولا شكاري) (وديون) ويبدي الأغا إعجابه الشديد بدم (نفر بند) مؤكدا أنه يضاهي دم نورثرن دانسر بل يتفوق عليه في خاصة طباع السلوك.

انتهت تجربة راعي كياسي وديون الثرية وقريبا ومتى كان (المزاج آخر روقان) فإني سأروي لكم تجربتي مع إمبراطورتي المصغرة في الجنادرية والتي لم تجلب لي سوى جائزة المركز الخامس في سباق ماضي وبيع مهر وحيد في المزاد الماضي مضى على بيعه أكثر من 90 يوما. ودون أن أستلم قيمته حتى اليوم، ويبقى الوضع كما كان والجاي (باد وورست).

المسار الأخير.. للرائع مساعد الرشيدي:

عديت للعليا وحدتني ظروف

وحوّلت من راس الطويله للسما


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد