نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رعى وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني مساء أمس الأول حفل افتتاح مركز تلفزيون جدة، وفور وصول معاليه إلى مقر المبنى بدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم ثم ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون سليمان العيدي كلمة رحب فيها بمعالي الوزير.
وأوضح أن هذه المنجزات تأتي امتداداً لعطاءات الدولة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي بدأت منه مسيرة الإعلام السعودي بإنشاء أول محطة إذاعية لتكون نواة للإعلام السعودي المسموع والمرئي.
وأضاف أن تلفزيون جدة يعد أحد القنوات الإعلامية المبكرة التي انطلقت لتخدم رسالة الحرمين وخصوصا في موسم الحج وشهر رمضان المبارك، وأبان العيدي أن معالي وزير الثقافة والإعلام ومنذ أن تقلد حقيبة الثقافة والإعلام جاءت في مقدمة اهتماماته أمور متعددة منها التطوير الشامل في الشكل والمضمون في كافة قنوات التلفزيون السعودي والتحديث معتبرا أن مشروع مركز تلفزيون جدة اكبر دليل على هذا التحديث.
وأشار إلى أن من اهتمامات معاليه أيضا حرصه على مشروع التلفزيون الرقمي الذي قطع أشواطا متقدمة وحرص معاليه على الكفاءات العاملة مهما كلف ذلك وكذلك الحرص على الإبداع والتجديد واستثمار التقنية لتقديم كل ما هو جديد.
وأكد العيدي أن مشروع تلفزيون جدة ستتبعه مشاريع أخرى في المنطقة الشرقية ومكة المكرمة وحائل وتبوك وقد بدأ لعمل في بعضها فعلا.بعد ذلك شاهد معالي وزير الثقافة والإعلام والحضور عرضا سينمائيا يحتوى على شرح مفصل عن المراحل التي مر بها إنشاء المركز علق على ذلك وكيل الوزارة المساعد للشؤون الهندسية الدكتور رياض نجم.عقب ذلك ارتجل معالي الوزير اياد مدني كلمة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين..
أصحاب المعالي والسعادة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أعبّر لكم عن سعادتنا جميعاً في وزارة الثقافة والإعلام أن تشاركونا وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة تدشين مركز تلفزيون جدة.. هذا المشروع الذي يأتي ضمن سلسلة من المشاريع التي تقوم بها الوزارة بغية رفع كفاءة إيصال الرسالة الإعلامية المسموعة والمرئية بنوعية وجودة عالية داخل المملكة وخارجها وهذا أمر حتمي بما يتفق مع مكانة المملكة كخادمة بفضل من الله سبحانه وتعالى للحرمين الشريفين ولحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين ولزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا كدورها المركزي في الوطن العربي وثقلها على امتداد رقعة العالم الإسلامي وما لها من وزن وتأثير على امتداد العالم اجمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
المشروع الذي تتفضلون بمشاركتنا فرحة إنجازه هو واحد من إنجازات وكالة الوزارة للشئون الهندسية وهذه الوكالة هي الوكالة المظلومة في وزارة الثقافة والإعلام الكل يتحدث عن الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية والإعلام الداخلي وعلاقته بالصحف ومؤخراً الشؤون الثقافية ولكن قلة قليلة تذكر أن لوزارة الثقافة والإعلام وكالة للشؤون الهندسية وان أعمال هذه الوكالة هي البنية التي تستند عليها كل هذه الأعمال الإعلامية والثقافية.
فهذه الوكالة هي أشبه ما تكون بالجندي المجهول في سياق وزارة الثقافة والإعلام وأرجو أن تشاركوني إن تفضلتم بتحية حقيقية وعطره للاخوة القائمين عليها وعلى رأسهم الزميل الدكتور رياض نجم، تعمل هذه الوكالة في هذه الوزارة على مشاريع عدة تشمل مراكز البث والإنتاج التلفزيون والمرسلات التلفزيونية وكذلك الإرسال الإذاعي والمرسلات الإذاعية ومؤخرا على موجة (أف أم) كما تشمل الصيانة والحفاظ على العشرات من المنشآت التي تملكها الوزارة أو تشغلها بما في ذلك اكثر من 80 مكتبة عامة على امتداد رقعة المملكة من أهم المشاريع التي تقوم الوزارة بتنفيذها الآن التي هي قطعا في دائرة اهتمامنا جميعا هو مشروع أرشفة المواد الإذاعية التلفزيونية هذه المواد تعود إلى عشرات السنين وهي ثروة وطنية حقيقية وهي ثروة تحتفظ بتراثنا وفلكلورنا وأعمالنا الإبداعية وسجل أحداثنا السياسية والاجتماعية هو مشروع طموح وبدئ في تنفيذه وتبلغ تكلفته إن لم تخوني الذاكرة أكثر من 80 مليون ريال.. استخدام هذه الثروة من المعلومات والتشغيلات هو أرشفتها أرشفة علمية دقيقة وأيضا حفظا لها.
هذه المواد سجلت على عدة أنواع من الأشرطة بعضها تجاوزته التقنية وبعضه مازال مستخدماً ولكن توحيدها وأرشفتها إن شاء الله يكون له مردود على كل بحث وكل مهتم بما مر على المملكة من إحداث وما تعاقب عليها من مبدعين وفنانين في مختلف المجالات، كذلك ضمن المشروع الكبير التي تمر به معظم الأجهزة الحكومية مجهود مشروع الحكومة الإلكترونية تعمل الوزارة على أن تكون من الوزارات السباقة في هذا المضمار وقد شرعنا بالفعل وبدأنا الآن بتشغيل مركز تفقد إعلامي وهو متاح لكل باحث ولكل كاتب ولكل مهتم يحتاج إلى معلومة وأرجو أن تستفيدوا من هذا المركز بصرف النظر عن الاهتمام، كذلك المشروع الآخر الذي نأمل أن يحدث نقلة محسوسة هو مشروع البث الرقمي وهو إيصال إرسال قنوات التلفزيون الحالية الأربع قنوات والخامسة التي سنشهد انطلاقتها قريبا إن شاء الله بثاًً أرضيا رقميا مع قناة تفاعلية تبث فيها بعض الخدمات التفاعلية.
بإمكان كل أسرة أن تستقبل قنوات التلفزيون السعودي دون الحاجة إلى استخدام طبق لاقط وقد نضيف إلى هذه القنوات سلة من البرامج المختارة التي ننتقيها من أكثر من مصدر على امتداد العالم.. نسأل الله تعالى أن يحالف التوفيق هذه المشاريع وتحقق ثمرتها المرجوة لنصل بالفعل إلى نقلة نوعية في البنية التحتية وأدوات ووسائل الحراك الإعلامي للوزارة.
وأود مرة أخرى أن اشكر جميع الاخوة والأخوات القائمين على هذه المشاريع تخطيطا وتصميما وإشرافا وتنفيذا وتشغيلا وكم كنا نتطلع أن يشاركنا صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز هذه الأمسية ونسأله سبحانه أن نراه معنا في مناسبات كثيرة قادمة وقد كان لي حظ معرفة سموه الكريم أميرا في منطقة تبوك، فمنطقة المدينة المنورة ومن ثم منطقة مكة المكرمة وفي كل هذه المناصب القيادية أحسست أن لسموه دائما رؤية مستقبلية منهجية وطموحة ويجسد وفقه الله فيها رؤية واقعا معاشا بفضل العمل الدؤوب والتصميم والمثابرة والمتابعة والإشراف ولعل من فضل الله عليه أن جعله قلة من الرجال الذين قدر لهم خدمة المدينتين الأحب إلى الله سبحانه وتعالى والى رسوله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة والمدينة المنورة.
أصحاب المعالي والسعادة..
الأمر الذي يجب أن نذكر دائما أنفسنا به في مثل هذه المناسبات أن نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أسبغ به علينا من نعمة الإسلام التي هي جوهر كينونتنا وأساس نظرتنا للحياة والوجود ونعمة الاستقرار والرخاء ونعمة قيادة رشيدة يتولى أمرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز فلله الحمد والمنة وله الفضل والمنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اثر ذلك قدم معالي وزير الثقافة والإعلام الشهادات التقديرية للجهات المشاركة والمشرفين على تنفيذ مشروع مركز تلفزيون جدة.
بعد ذلك قام معاليه بقص الشريط إيذانا بافتتاح المبنى وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع.. ثم تجول معاليه في المركز حيث شملت الجولة الاستديوهات ومراكز البث وغرفة التحكم و المكاتب الإدارية.بعدها دخل معاليه أحد الاستديوهات حيث شاهد عرضا فلكلوريا قدمته فرقة أبو سراج للفنون الشعبية كما استمع معاليه في غرفة التحكم إلى شرح مفصل من أحد المختصين عن مهمات وعمل الغرفة. بعد ذلك صعد معاليه ومرافقوه برج مركز تلفزيون جدة حيث تجول في مطعم البرج وصالة كبار الشخصيات، ثم شرف معاليه والحضور حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.
عقب ذلك أدلى معالي وزير الثقافة والإعلام بتصريح صحفي أوضح من خلاله أن تلفزيون جدة كان بحاجة ماسة للتطوير وبحمد الله اليوم نفتتح مركز تلفزيون جدة الجديد وقال: نسأل الله أن يوفق الاخوة وان تبدأ مرحلة التشغيل وان تتم الاستفادة من هذا المبنى وان تستثمر هذه التجهيزات وان يتم تدريب العاملين على المعدات الجديدة.ووصف معاليه المشروع بأنه نقلة نوعية ليس كمبنى ولكن أيضا كأسلوب عمل لأنه يعتمد على الحاسب الآلي في تناول المواد والاستفادة منها ونقلها من موقع لآخر مؤكدا أن الشباب السعودي لديهم القدرة والرغبة التي ستنعكس على مستوى الأداء والمحتوى الإعلامي.
ورداً على سؤال حول الجديد لدى وزارة الثقافة والإعلام في مجال التلفزيون أوضح معاليه أن لدى الوزارة مشروعاً في أرشفة مكتبة الإذاعة والتلفزيون وهو مشروع ستستفيد منه كل الأجهزة العاملة ليتمكن كل جهاز من الوصول إلى المادة التي يريدها في وقت قياسي بعضها يستفيد منه التلفزيون وتستفيد منه الإذاعة وتستفيد منه وكالة الأنباء السعودية ويستفيد منه كل الأخوان الذين لهم علاقة بتاريخ المملكة وما مر عليها من أحداث والحركة الإبداعية والفنية والثقافية.
وفي إجابة على سؤال حول كيفية إسهام هذه النقلة النوعية في دعم دور الإعلام السعودي وإيصال رسالته إلى الخارج قال معالي الاستاذ اياد مدني: إن التقنيات تعني مرونة اكبر وتعني سهولة الاستخدام وتعني القدرة على المواكبة الأسرع للحدث وتعني القدرة على التواجد فهي رسائل وأدوات ويبقى في نهاية المطاف المستخدم هو الأساس ولهذا الآن الجهد ينصرف وينصب أن شاء الله على التدريب والجهد قد بدأ فعلا مواكبا وموازيا لإنشاء المركز لكن سيكثف الآن حتى تكون هذه النقلة التقنية مصحوبة أيضا بنقلة معلوماتية في ذهن المستقبل ومن ثم يظهر هذا على الأداء ذاته وعلى المحتوى.
وعن كيفية الاستثمار في المجال الإعلامي أبان معاليه أن فتح الباب أمام القطاع الخاص للاستثمار في المجال الإعلامي قد انتهت الوزارة من دراسته مع هيئة الاستثمار وقال: نحن الآن في الخطوات الأخيرة لإعلان كيفية هذا الاستثمار خاصة فيما يخص الاستثمار في المحطات الإذاعية على موجة الأف ام لكن الوزارة ستمضي قدما في وضع إطار تنظيمي محدد يقنن مثل هذه المشاركة من القطاع الخاص في القريب إن شاء الله.
وفي معرض إجابة معاليه على سؤال حول اختلاف آراء المجتمع السعودي حول الاستراتيجية الإعلامية في المملكة أكد معاليه أن هذا طبع كل مجتمع لا يمكن أن يكون هناك مجتمع موحد والمجتمع السعودي مثله مثل بقية المجتمعات الإنسانية في كل مكان يتكون من شرائح عمرية مختلفة يتكون من مستويات تعليمية مختلفة ويتكون من اهتمامات مختلفة وكل هذه تشكل اهتمامات وتوقعات وأولويات مختلفة هذه طبيعة المجتمعات ومن واجب الوسائل الإعلامية كافة وليس فقط التلفزيون السعودي أو الإذاعة السعودية أن نفهم هذا التنوع وتخاطبه وتلبي احتياجاته.