Al Jazirah NewsPaper Monday  19/03/2007 G Issue 12590
الريـاضيـة
الأثنين 29 صفر 1428   العدد  12590
عرضا اختراعهما في معرض سكرس بدبي
شابان سعوديان يخترعان جهازاً إلكترونياً خاصاً بحكام المباريات

* حوار - فهد السبيعي:

قام صالح هادي المخلف وعبدالله أحمد سحاري وهما شابان سعوديان بابتكار جهاز بحجم الكف يساعد حكم الساحة على تدوين جميع ملاحظاته أثناء سير المباراة عوضاً عن الكتابة وشاركا فيه في معرض سكرس 2006م الذي أُقيم في دبي بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

صالح وعبد الله زارا (الجزيرة) وقدَّما شرحاً وافياً لابتكارهما وكذلك تحدثا عن معاناتهما وطموحاتهما مع هذا الجهاز.

* كيف بدأت الفكرة الأولية للاختراع؟

- بدأت الفكرة بعد أن لاحظنا استخدام حكم الساحة في كرة القدم للورقة والقلم أو لنقل المفكرة لتسجيل ملاحظاته في تدوين أرقام اللاعبين الحاصلين على البطاقات الملونة، وكذلك مسجلو الأهداف وركلات الجزاء والتبديلات وغيرها لذا وجدنا في اختراعنا ما يعوض الحكام من استخدام ذلك مجاراة للتقنية.

* كيف يعمل الاختراع أو ما طريقة استعماله؟

- عبد الله: في البداية يقوم الحكم قبل بداية المباراة بتحميل أسماء اللاعبين والاحتياط مع الجهاز الفني والإداري عن طريق الكمبيوتر إلى هذا الاختراع ومن ثم يحمله معه لدائرة الملعب ويضبط الوقت الموجود في الجهاز، كما يمكنه تسجيل رقم أي لاعب يحصل على بطاقة أو يسجل هدفاً أو أي لاعب يتم استبداله عن طريق الضغط على رقم اللاعب الموجود في الجهاز، وهكذا وفي نهاية المباراة يقوم الحكم بتوصيل الجهاز بالكمبيوتر المحمول حتى يطبع الأوامر والملاحظات الصحيحة بشكل سريع.

* ما هي الإيجابيات والسلبيات في تقنيتكم الجديدة؟

- صالح: التقنية دخلت في كل شيء، ومن الممكن أن تجد لها مكانة في خدمة حكم الساحة كما هو حاصل أثناء مباريات كأس العالم عندما استخدمت أجهزة الاتصالات بين الحكام، فكل اختراع له سلبيات وإيجابيات، فالجهاز يخدم الحكم في عملية احتساب الوقت الضائع بدل الصحيح، كما أنه ينبه الحكم عندما يخطئ أي لاعب منح بطاقة في حالة وجود بطاقة سابقة له فمجرد أن يدخل رقم اللاعب تتكون لديه في الشاشة البيانات الخاصة به أضف إلى ذلك أن الجهاز خفيف ويمكن تثبيته في منطقة من الجسم كما أنه يحوي على زر تنبيه خاص بالمساعدين متى ما أرادوا حكم الساحة من استدعاء أو تبديل أو وجود خطأ أو تسلل لم ينتبه له الحكم.

عبد الله: أحب أن أضيف أن الجهاز لا يتأثر عند سقوطه من الحكم أثناء الجري حتى لو تم إغلاقه وإعادة تشغيله فالمعلومات تكون موجودة محفوظة يتم الرجوع إليها في أي وقت نظراً لسعة الذاكرة الكبيرة.

* ماذا عن السلبيات في الجهاز؟

- عبد الله: لكون الجهاز غريباً في بادئ الأمر فقط لا أكثر فمتى ما أخذ فرصته لإثبات أهميته ووجوده وأصبح دارجاً في الملاعب فلن يكون هناك أي نواحٍ سلبية.

* من أين حصلتم على براءة الاختراع؟

- صالح: تقدمنا لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كما هو الحال لأي فكرة أو اختراع لكونها المرجع الرئيس لذلك، وقمنا بتسجيله لديهم تحت رقم خاص نقوم بمتابعته حتى يتم تسجيله عالمياً مع اضطرارنا لدفع رسوم تقدم بـ250 ريالاً سنوياً وأخبرونا أن المدة قد تطول إلى ما يزيد على السنتين.

* هل قمتم بعرض الاختراع في معرض سكرس في دبي لكونه يهتم بمثل هذه الفكرة؟

- نعم عرضناه هناك باسم المملكة العربية السعودية وعلى حسابنا الشخصي دون أي رعاية حكومية أو أهلية وهو الوحيد من نوعه بالمعرض وصادف أن شاهده السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وأعجب به ووصفه (بالشيء العظيم) كذلك السيد محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وقال بالحرف الواحد سيد بلاتر: (هذا اختراع سعودي آسيوي نقدمه هدية لكم يا بلاتر) كما أن الأجهزة الإعلامية والقنوات الفضائية أعجبت به وقدمت تقارير مفصلة عنه وأجريت معنا لقاءات وكنا نشعر بالاعتزاز لكوننا نمثل وطننا ونشاهد كل هذا الاهتمام.

* هل قمتم بتجربة هذا الاختراع في إحدى المباريات محلياً؟

- للأسف مثل هذا الاختراع يكلف مادياً قياساً بوضعنا المادي الخاص بالتالي لا يمكن تصنيعه دون رعاية أي جهة سواء حكومية أو خاصة حتى تتم تجربته.

* لماذا لم تقوموا بعرض الفكرة على الجهات الأهلية المهتمة بهذا الجانب؟

- صالح: من الصعب عرضه دون تصنيع.

عبد الله: أي شركة خاصة لا يمكن أن تقبل تبني أي فكرة أو اختراع إلا بعد أن يتم اعتماده من الجهة ذات الاختصاص لغرض الاستخدام فلو أن الاتحاد الدولي ممثلاً بلجنة التحكيم قبل بهذه الفكرة فلن نجد صعوبة في البحث عن الشركة الداعمة.

* ما الذي تحتاجونه لإنجاح هذا الاختراع؟

- صالح: أثناء عرضنا للجهاز في معرض سكرس في دبي خاطبتني شركة أمريكية لغرض شراء فكرة الاختراع مقابل مليوني دولار وتكون الأولوية لشركتهم في حال اعتماد الفكرة مع نسبة من المبيعات تصل إلى 30% إضافة إلى الجنسية الأمريكية، لكني رفضت لكوني عربياً مسلماً أؤمن بمبدأ الانتماء وحلمي أن يظل الاختراع سعودياً كما بدأ.. وأنا على يقين أن الدولة برجالاتها ليست عاجزة عن تبني هذا المشروع خصوصاً أنه يحمل اسم دولتنا العزيزة.

* هل عرضتم ذلك على المسؤولين؟

- صالح: عندما عدنا إلى الرياض تقدمنا إلى مكتب رعاية الشباب بخطاب نريد تقديمه لسمو الأمير سلطان وأثناء اتصالنا بالأمين العام للاتحاد السعودي فيصل عبد الهادي أبدى تذمره مما ذكرناه للإعلام هناك في معرض سكرس في دبي أننا قدمنا هناك دون دعم من الاتحاد السعودي رغم أنها الحقيقة وطلب مني أن أكتب في خطابي للأمير سلطان بن فهد أنه (أي فيصل عبد الهادي) هو الذي أوصلنا لمعرض سكرس فذكرت هذا الشيء بناء على طلبه وأحيل الخطاب إليه وقال: إنه سوف يعرضه غداً على الأمير سلطان ومضى الآن أكثر من شهرين لم يصلنا أي شيء حول الموضوع ورغم اتصالاتنا إلا أنها تنتهي بمواعيد دون التزام.

عبد الله: نحن مدركون أن فكرة اختراعنا مهمة ومتى ما استطعنا الوصول للمسؤولين فإنهم لن يتوانوا في تقديم الدعم الكبير لنا خصوصاً أنه عرف عنهم الاهتمام بالمواطن السعودي.

* ما رأي لجنة التحكيم السعودية بالاختراع؟

- اتصل بي الأستاذ عبدالله الناصر رئيس لجنة الحكام وقال لي: (خذوا الاختراع وقدموه للفيفا لا نستطيع عمل أي شيء لكم) وكان رده محبطاً لنا لكوننا أردنا أن يقوم الاتحاد السعودي بتبني الفكرة والاهتمام بها، ولكن أغلقت الأبواب في وجه طموحنا.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد