لقد سعدت بمقالات فهد الكليب بتراجمه لبعض أعلام الوطن من آل سعود الكرام، والتي أرجو أن يستمر فيها، وذلك لبيان مآثر هذه الأسرة المباركة وفضائلها على بلادنا الحبيبة، ويطيب لي مشاركته في ترجمة علمين من الأعلام آل سعود، وهما صاحب السمو الأمير - عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير - سعد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله.
وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولد في مدينة الرياض سنة (1345هـ)، وقيل ولد سنة (1344هـ)، وهو الابن الثالث عشر من الذكور للملك المؤسس القائد عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وتغمده بواسع رحمته، ووالدته هي: الجوهرة بنت سعد السديري، رحمها الله وأدخلها فسيح جناته، وقد تتلمذ على يد عدد من علماء الرياض وقرائها كما هو حال كثير من ابناء الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث أحضر لهم عددا من المعلمين للقرآن الكريم والقراءة والكتابة وبعض العلوم المتنوعة، وقد تقلد عدداً من المناصب الحكومية، وأولها: وزيراً للداخلية في عهد الملك سعود -رحمه الله-، ثم عين أميراً على منطقة المدينة المنورة في ربيع الثاني عام (1385هـ) في عهد الملك فيصل -رحمه الله-، وكان لين الجانب لأهل المدينة، حريصاً على لقائهم ومجالسة وجهائهم، ومما يذكر من نجدته أنه بعد تسلمه الإمارة بفترة وجيزة انهارت عمارة في شارع المناخة، فسارع إلى الموقع وأمر بضرب الخيام في المنطقة وأقام فيها أكثر من أسبوعين يشرف بنفسه على عملية إزالة الإنقاض واستخراج الأحياء والمصابين، وقد خطت المدينة المنورة في عهده خطوات واسعة نحو التقدم والتوسع العمراني والتعليمي والصحي وغيرها من المجالات التي قام بها سموه -رحمه الله-، وكان يتابع كل صغيرة وكبيرة ويشرف على أمور الزائرين بنفسه، وقد شهد المسجد النبوي في عهده تطوير مرافقه وشيئا من التوسعة، وكان رحمه الله محباً للعلم والأدب، وكان ميالا للشعر وخاصة النبطي، وله أشعار محفوظة، كما كان لديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب، كما أن مجلسه في المدينة لايخلو من العلماء والأدباء والشعراء، وكان أبناؤه يجتمعون معه في مجالسه فينهلون منها، وقد تزوج من أخواله السديريين ومن آل رشيد، ومنهن (وضحى الحمود الرشيد) رحمها الله، وله عدد من الاولاد الذكور والأناث ومنهم 1- سمو الأمير - سعود بن عبدالمحسن (أمير منطقة حائل حفظه الله)، 2- سمو الأمير - بدر بن عبدالمحسن الشاعر المبدع المعروف، 3- سمو الأمير - وليد بن عبدالمحسن، 4- سمو الأمير - فواز بن عبدالمحسن، 5- سمو الأمير - بندر بن عبدالمحسن، وقد مرض في آخر حياته واشتد عليه المرض فنقل لمستشفى الملك فيصل بالرياض عام (1402هـ)، حيث وافاه الأجل في عام (1405هـ)، وقد رثاه مجموعة من الشعراء، ومنها قصيدة لابنه الشاعر - بدر بن عبدالمحسن وعنوانها (عزوك ياشيخ انكف)، ويكفيه فخراً خدمة الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي، وقيامه بتطوير المدينة وتنميتها، جعله الله في موازين حسناته، وتغمده بواسع رحمته.
ب - صاحب السمو الملكي الأمير - سعد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولد في مدينة الرياض سنة (1339هـ)، وهو الأخ الشقيق لكل من الأمراء (عبدالمحسن، مساعد، حصة البندري) وأمهم كما سبق الأميرة - الجوهرة بنت سعد السديري رحمها الله، وقد تربى على الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -فأخذ عنه كثيرا من صفات الفروسية والقتال، وكذلك أخذ عنه الكرم والشهامة ونبل الأخلاق وتحمل المهام الجسيمة، واهتمامه رحمه الله بالأدب والثقافة وتذوق الشعر العربي الفصيح، ولكن لم يذكر له أشعار خاصة به، كما عرف عن سموه العطف على الفقراء وتفقد المحتاجين وغوث المكروبين فكان يستقبلهم في بيته ويعطيهم ويرسل ببعض المال لهم بدون علمهم بمن أرسله، وكان زاهدا في الدنيا مبتعدا عن المناصب وزخرف الدنيا، مع جمعه بين الحكمة والأناة والحلم والرحمة ومساعدة الخدم والموظفين لديه، وقد تزوج رحمه الله من عدة زوجات، وله عدد من الأود منهم: 1- سمو الأمير - فهد بن سعد، 2- سمو الأمير - محمد بن سعد، 3- سمو الأمير - سعود بن سعد، 4- سمو الأمير - خالد بن سعد، 5- سمو الأمير - فيصل بن سعد، 6- سمو الأمير - عبدالعزيز بن سعد، 7- سمو الأمير - عبدالله بن سعد، 8- سمو الأمير - سلطان بن سعد، وأما البنات فأربع، وقد توفي -رحمه الله- بعد سجل حافل بالعطاء وخدمة الدين والوطن، وذلك في مدينة الرياض سنة (1414هـ) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وقد نعاه الديوان الملكي وشيعه خلق كثير، ورثي بمراث كثيرة من شعراء وغيرهم.
يوسف بن عبدالعزيز الطريفي
المعهد العلمي في حائل