Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/03/2007 G Issue 12596
الرأي
الأحد 06 ربيع الأول 1428   العدد  12596
الأمير سلطان بن سلمان.. والأمل المنشود
صلاح بن سعيد أحمد الزهراني/ أمانة منطقة الرياض

في دعوة ظاهرها التحدي وباطنها حث الناس على تحصيل العلم والتزود به، يقول عز وجل: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ). والسلطان هنا كما يقول المفسرون هو العلم.

أما سلطاننا اليوم وموضوع حديثنا فهو رجل دخل التاريخ على مركبة فضائية لوكالة أمريكية، كما أراد الله له، رجل حلق في أعالي الفضاء وكتاب الله لم يفارقه، جال ببصره وخواطره في فضاء الكون الذي نعرفه، بل والذي لا نعرفه، فالمعرفة البشرية دائماً نسبية، وتظل محدودة مقارنة بكم المعارف الهائل التي تكتنف ما حولنا من العوالم والموجودات المرئية لنا وغير المرئية، فأسماعنا وأبصارنا قد خلقت لتؤدي وظائفها في حدود ما شاء الله لها أن تكون، وبالعلم استطاع الإنسان أن يصل إلى أبعد مما يصل إليه سمعه وبصره المجرد، رجل له ما له من حضور وتواجد في المجالات الإنسانية، رجل كانت استجابته لدعوة العلم على مستوى المسؤولية التي خلقه الله لها وأناطه بها فنجده قد جمع بين العلوم الإنسانية وعلوم الطيران والفضاء، وشتان بينهما.

وللأسف الشديد لم يحالفني الحظ بالتعرف على هذا الرجل عن قرب ولكني سأعرض جانباً من شخصيته من خلال مقتطفات لحديثه لجريدة (الحياة) إذ يقول: أحدث الوصول إلى القمر نقلة نوعية في أبحاث الفضاء شحذت الهمم، فبالإضافة إلى الوصول بصناعة الصواريخ الباليستية إلى درجة عالية من التقدم، أسهمت أبحاث الفضاء في صناعة وتطوير التقنيات الحديثة التي نراها اليوم ونفيد من منتجاتها ومخرجاتها مثل القنوات الفضائية والإنترنت، بالإضافة إلى تطور الكثير من الصناعات الأخرى مثل الطائرات ونوعيات الوقود والحاسبات الإلكترونية والأدوية، وفتحت عالماً لم يكن متاحاً للتجارب قبل صناعة الفضاء هو مختبرات بيئة انعدام الوزن وما تخلقه من ظروف تختلف عن المختبرات الأرضية.

ويستطرد الأمير الإنسان بقوله: أجد صعوبة في فهم الصراعات التي تحصل في العالم اليوم، وفي تفسير الناس لهذه الصراعات التي لا تعطي الانطباع بأننا نعيش في وطن واحد، على ظهر سفينة واحدة، مصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد، والاختلافات أو الخلافات التي بيننا سواء كانت دينية أو عرقية، فكرية أو سياسية، هي خلافات بسيطة يمكن إعادة النظر فيها.

وعن أروع ما رأته عيناه في الفضاء الكوني، يقول سموه: رأيت ولادة القمر، رأيته ينمو، كان منظره بديعاً جداً، ومنظر الكرة الأرضية كان مبهراً أكثر، لأن الكرة الأرضية هي وطني، ووجوده في غياهب الفضاء يعطيك بعداً آخر لموقع الإنسان في الكون، وهذه النظرة لها تأثيرها الذي يبقى في النفس طويلاً قبل أن يمحى.

ويختم حديثه قائلاً: في الفضاء شعرت بعظمة الخالق عز وجل.

وسمو الأمير سلطان بن سلمان... ذلك الرجل الذي تم اختياره أميناً عاماً للهيئة العليا للسياحة، رجل شاء الله أن يكتب اسمه بحروف بارزة متلألئة على صفحات الزمن.

الرجل الذي رأى للسياحة دورها الحضاري في تأمين تلاقح الثقافات والحضارات، ومردود ذلك الإيجابي في توثيق العلاقات الثقافية والإنسانية بين الشعوب.

رجل يتفهم بعمق ما تتميز به المملكة العربية السعودية باتساع صحاريها وامتداد جبالها وشواطئها وتنوع مناخها والمواقع الأثرية الفريدة، فإذا كان وجود الحرمين الشريفين على أرضها قد أهلها للسياحة الدينية، فإن تلك المقومات تؤهلها للسياحة الترفيهية والترويحية.

رجل يؤمن بالعلم والعمل الدؤوب لسد الفجوة الهائلة بين حجم السياحة الداخلية والخارجية، وتسويق المقومات السياحية الوطنية بما يحقق رغبات وإمكانات السائحين، وتهيئة مراكز الاستقطاب السياحي وتزويدها بالكوادر البشرية المؤهلة.

ولد الأمير سلطان بن سلمان بالرياض وأكمل دراسته في الولايات المتحدة حيث درس علوم الطيران، وحصل على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية والسياسية، تم ترشيحه عام 1985م في رحلة دامت أسبوعاً كاملاً على متن مكوك الفضاء الأمريكي (ديسكفري)، أشاد به مجلس نواب ولاية مستشيوست الأمريكية بإنجازه التاريخي كأول رائد فضاء عربي عام 1985م ثم شارك في تأسيس جمعية مستكشفي الفضاء الدولية في نفس العام.

يترأس الكثير من المؤسسات المتخصصة والجمعيات الخيرية وله ما له من الأيادي البيضاء في كثير من المجالات الإنسانية، وإنه لفخر لي ولكل سعودي فيما يقوم به لإعلاء شأن بلادنا.

حصل على وشاح الملك عبدالعزيز وعدد من الجوائز والأنواط والأوسمة والشارات والميداليات والدروع تكريماً له واعترافاً بنشاطاته البارزة في العديد من المجالات الإنسانية، وفقه الله لما يصبو إليه.

وصدق المثل القائل: هذا الشبل من ذاك الأسد، فمما يزيدنا ويزيده فخراً والده سلمان الرياض كما يحلو لمحبيه مناداته، فقد بذل الجهد الجهيد مع الخيرة المختارة من معاونيه لتغيير وجه الرياض حتى أصبحت مدينة تنافس كبريات المدن العريقة وحصلت على العديد من الجوائز العالمية، بشهادة كل من زارها.

ويا حبذا لو يتم تكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من قبل أهل الرياض بما يليق به حباً وعرفاناً لعل ذلك يكون رداً لقليل من كثير مما بذله ويبذله لعاصمتنا العالمية.

رعاكم الله أسرة طيبة يخرج نبتها طيباً بإذن الله ووفقكم لما يحبه ويرضاه تحت لواء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسائر أسرتكم الطيبة وشعبنا الوفي.. آمين.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد