في حلقة جديدة من مسلسل الأخطاء الطبية المتكررة، أدى إهمال طبيب يعمل في أحد المستشفيات (الكبيرة) بالعاصمة إلى انفصال سلك توجيه في عملية تركيب قالب بالشريان السباتي الأيسر لمريضة، حيث توفيت المريضة لاحقاً متأثرة بهذا الخطأ.

طبعاً، وبالرغم من احتمالية ارتفاع نسبة هذا الخطأ في مثل هذه العمليات، إلاّ أن أهل المريضة قد أكدوا أن السيناريو الروتيني الذي عاشته قبيل إجرائها العملية يدخل ضمن الإهمال الطبي الذي أودى بحياتها.

وكانت المريضة (28 سنة، وهي أم لثلاثة أطفال) قد أدخلت المستشفى بعد معاناتها من ألم في العين اليسرى إثر خدش في أحد الشرايين المغذية للعين. ولم يكن ذووها يدرون بأن دخولها بغرض العلاج من إصابة بعينها يمكن أن يؤدي إلى خروجها بسيارة الموتى؛ فبعد مراجعة للمريضة بالمستشفى تقرر إجراء عملية لإصلاح (الناصور) بواسطة تركيب قالب بالشريان السباتي الأيسر؛ حيث أثبت التصوير الشعاعي الشرياني وجود (ناصور) قابل للإصلاح بواسطة قالب تسليك مغطى. وأوضح الأطباء لذوي المريضة أن العملية ممكنة، ولكن عدم توافر القالب بالمستشفى قد يحول دون إجرائها بشكل عاجل.

واستمرت المريضة في مراجعتها للمستشفى حتى وصل القالب بعد شهرين تقريباً تدهورت خلالهما حالتها بشكل واضح؛ فأدخلت غرفة العمليات وهي تعاني من جحوظ متزايد بكلتا العينين بعد أن كانت تشتكي من جحوظ في العين اليسرى فقط، ولكن لم ينجح الطبيب في تركيب القالب المغطى؛ فانفصلت قطعة من سلك التوجيه وعلقت داخل الشريان الدماغي الأوسط الأيسر، ولم تفلح المحاولات المتعددة التي أجريت لاستخراجه فواصل الأطباء إعطاء المريضة جرعات (هيبارين) كاملة، وأبقيت في حالة نوم متواصل، وأدخلت وحدة العناية الفائقة. وبعد أيام من دخولها الوحدة جرت محاولة لفصل أجهزة وأنابيب التنفس، ولكن المحاولة لم تنجح، وأظهر التصوير بالأشعة الطبقية المقطعية وجود جلطة كبيرة بمنطقة تغذية الشريان الدماغي الأوسط يرجح أن تكون لها علاقة بوجود السلك، ولم تستجب المريضة لجرعات (المانيقول)، وتوفيت بسبب توقف القلب والرئتين الناتج عن موت الدماغ.