Al Jazirah NewsPaper Monday  26/03/2007 G Issue 12597
محليــات
الأثنين 07 ربيع الأول 1428   العدد  12597
في افتتاح الملتقى الثقافي الرابع بكلية التربية للبنات
الأميرة لطيفة بنت ثنيان: التغيُّر ظاهرة عالمية ... والتعليم اليوم هو اللغة المتسيدة العالم

* جدة - هيفاء القريشي:

افتتحت سمو الأميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد آل سعود الملتقى الثقافي الرابع ومعرض الكتاب الذي نظمته كليات التربية للبنات بجدة بالتعاون مع مكتب العمل، مساء يوم السبت 5 ربيع الأول 1428هـ، تحت عنوان (الثوابت والمتغيرات في تطوير التعليم)، والذي يهدف لمناقشة قضايا التعليم ومعالجتها لمواجهة المتطلبات والتحديات الراهنة، على أساس الانطلاق من الثوابت الإسلامية التي يقوم عليها النظام التعليمي والإلمام بالمتغيرات التي تفرضها التطورات الاقتصادية والاجتماعية، وما يتطلبه هذا التغير من تطوير في البنى الأساسية ومن رفع للكفاءات البشرية ومراعاة لمخرجات التعليم التي تتفق مع سوق العمل.

ويناقش الملتقى عدة محاور أساسية منها: تطوير التعليم أهداف وآليات، تقنية المعلومات والتعليم، التأهيل لتقبل التغير، مواءمة خريجي التعليم لسوق العمل، تطوير المناهج والتحديات الراهنة، والبدائل الممكنة للتعليم العالي. ويصاحب الملتقى معرض للكتاب يستمر لمدة عشرة أيام يكون موعد الملتقى خلال الأربعة الأيام الأولى منه. ويشمل برنامج القراءة للجميع ويشتمل على ورش عمل ومسابقات ثقافية نظمتها لجنة الإشراف والمتابعة على مكتبات الكليات برئاسة الدكتورة صلوح السريحي.

وفي كلمة راعية الحفل سمو الأميرة لطيفة بنت ثنيان شكرت القائمين والقائمات على تنظيم الملتقى الذي ظهر بالصورة المشرفة لكليات البنات، وقالت سموها: بات التغير ظاهرة عالمية والتعليم أحد النظم المجتمعية بل أهمها وهو الطريق إلى أفق واسع تنطوي تحته التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولا نفارق الحقيقة إذا قلنا إن التعليم اليوم هو اللغة المتسيدة العالم، ولكن التعليم إما أن يمكِّن الأمم من البقاء والاستمرار على خارطة العالمية وإما أن يحكم عليه بالاندثار والزوال حسب اهتمام الأمة ذاتها بتطويره على جميع المستويات.

ومن هنا جاءت أهمية الملتقى الرابع لكليات البنات والذي يسلط الضوء على الثوابت والمتغيرات في تطوير التعليم، وإن كنت في هذه اللحظة راعية لهذا الموسم الثقافي فإني في الجانب الآخر جزء من كيانه العام، كيان نعيش على أرضه ونبذل ما نستطيع أن يكون واضح المعالم في خارطة الكونية، ولست بعيدة عن كليات البنات الثقافية والتي تشرق علينا كل عام من خلال معالجة واقعية وموضوعية لقضايا المجتمع بشكل عام.

وألقت كلمة عميدات الكليات بالنيابة الدكتورة الجوهرة المقاطي أشارت فيها إلى التطور الواسع والعميق الذي تشهده بلادنا في مجال التعليم كما هو ملاحظ للجميع، بما تبذله القيادات التعليمية من وضع سياسات التطوير النابعة من احتياجاتنا الذاتية ومتطلباتنا التنموية وفق الثوابت الشرعية والمجتمعية التي تعزز قيم الانتماء بالوطن وتقوي جانب القيام بالحقوق وأداء الواجبات، وتركز على النهوض بالتعليم وهي مسألة تفرضها متغيرات العصر ومستجداتها لتقيضها في ميدان التعليم التربوي، ولقد كان هذا الملتقى الذي هو فرصة لمدارسة ومناقشة ما يمر به التعليم من تطورات ومستجدات ومعرفة آلية تطبيقها في تعاليم الشريعة الإسلامية في بلادنا.

وذكر الدكتور رشيد البيضاني مدير عام الكليات في كلمته أن التعليم هو البوابة التي تنطلق منها المجتمعات لتحقيق أهدافها وتطلعاتها الاجتماعية والتنموية والسياسية والاقتصادية ولإدراك المسؤولين لهذا المطلب الحتمي فقد جعلوا من إعادة هيكلة العملية التعليمية بما يتوافق والمتغيرات العالمية غاية تبذل الجهود المخلصة من أجل الوصول إليها مع الحفاظ على الثوابت التي لا تقبل إلا التمسك بها.

وأضاف أن من خلال محاور الملتقى تفتتح مجموعة من الأكاديميين المتخصصين الآفاق على القضايا الرئيسية التي تصل بنا إلى تغير يضمن لنا منافسة قوية في ميدان العالمية من خلال الطرح الموضوعي والواقعي الذي يوائم بين متطلبات المجتمع واحتياجاته ونظريات التغير التي تضمن للمجتمعات البقاء والتقدم أو الضياع والتأخر في قافلة لا تؤمن بمحطات التوقف.

وأشارت الدكتورة نجاح القبلان عميدة شؤون المكتبات إلى صعوبة التطوير التعليمي وتحسينه، ولكن يمكن تحقيقه لما يعنيه من تطوير الهيئة التدريسية والطلاب والموظفين والمنظمين ومقدمي الدعم الفني والإداري وإشرافهم بأن يفكروا ويكونوا مستعدين في الوقت ذاته ليتثقفوا بالأفكار الجديدة للعمل ضمن منظومة تعليمية تنظيمية واحدة لديها رؤية مستقبلية واضحة بجانب التقييم المستمر للأداء والأهداف والجودة، ومن هنا انطلقت كثير من المؤسسات التعليمية العالمية التي دفعت بالتقدم في شتى المجالات في العالم وسارعت بحركته تطويره المضني وجعلت من لا يستطيع أن يواكبها يتخلف عن ركب العلم والتعليم والحضارة.

ونوهت إلى القضية الثابتة كيفية تحقيق الثوابت مع المعوقات التي تواجه التعليم من عدم القدرة على تأمين القبول للأعداد المتزايدة من مخرجات الثانوية العامة والصعوبات التي تعوق تفعيل استخدام التقنية في عمليات التعليم والتعلم بجانب تحديات وتطوير المناهج وأعضاء هيئة التدريس، وغيرها من المعوقات التي قد تقف أمام تطوير التعليم، التي يسعى الملتقى من خلال فعالياته والقائمين عليه ومتحدثيه لمناقشة هذه المعوقات ومحاولة حلولها بطرائق علمية جادة من خلال البحوث التي تدرس الواقع أو تطرح تجاربها الناجحة للنقاش والحوار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد