Al Jazirah NewsPaper Monday  26/03/2007 G Issue 12597
محليــات
الأثنين 07 ربيع الأول 1428   العدد  12597

دفق قلم
قمَّة التضامن
عبد الرحمن صالح العشماوي

قمَّة عربية تُعقد في الرياض، وقمَّة تحمل اسم (التضامن) وهو اسمٌ عزيز على النفوس، حبيب إلى القلوب (التضامن) الذي يعني وحدة الصف ووحدة الهدف، وتكاتف أعضاء الجسد الواحد ليصبح جسداً قوياً متماسكاً في مواجهة الأحداث العاصفة، ماذا يريد الإنسان العربي من هذه القمة؟ ربما تكون هذه الإجابة عن هذا السؤال طويلة غير واقعية لو سردنا الآمال والأحلام التي تراود نفوسنا جميعاً، ونطمح جميعاً إلى تحقيقها، ولكننا هنا نتحلَّى بالموضوعية وبصفة (القناعة) وبأسلوب (ترتيب الأمور وفق الأهم) فنقول: إنَّ هنالك هدفاً كبيراً نحلم بتحقيقه من قواد الأمة العربية في هذه القمة التي تعقد في (الرياض) عاصمة الدولة الإسلامية المحبة لاجتماع الشمل، ووحدة الصف، ألا وهو (التضامن)، وإذا تحققت بعض الأهداف الأخرى الإيجابية فهي مكسب لنا جميعاً.

ألم تطلق وسائل الإعلام المختلفة على هذه القمة (قمة التَّضامن)؟ أليس التضامن هَدَفاً ضخماً يستحق أن نسعى بكل ما أوتينا من كلمة ومعرفة وحسن تفكير إلى تحقيقه؟ بلى، هو كذلك، فلا عجب أن نجعله مطلباً رئيساً نطالب القمة العربية المنعقدة في هذه الأجواء السياسية العالمية المضطربة بتحقيقه، ورسم معالمه، والاتفاق على أفضل الوسائل وأقصر الطرق للوصول إليه.

كأني بكل إنسان عربي مسلم صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً كان أم امرأة، غنياً كان أم فقيراً، آمناً كان أم خائفاً، كأني بهم جميعاً يرفعون لافتة واحدةً شديدة الوضوح (نريد تحقيق التَّضامن) بين أبناء الأمة الواحدة، ودول الأمة الواحدة، وسياسي الأمة الواحدة، نريد تضامناً تنبذ فيه الخلافات التي تقصم ظهر الأمة، وتشتت القوة، وتتيح للأعداء احتلال الدول والتهام الاقتصاد بسهولةٍ ويسر.

نريد شعوراً جماعياً يتجاوز فيه قادة الأمة الأهداف القصيرة، والطموحات الصغيرة، وتختفي به مظاهر المناوشات بالكلام، والاتهام، والخصام التي رأيناها في قمم سابقة فطأطأنا برؤوسنا خجلاً منها، وشعرنا بآلام تعتصر قلوبنا في حينها لأنها كانت مؤشراً سلبياً على عدم القدرة على تحقيق (التضامن) الذي نتوق إليه.

يا قادة العرب الكرام، أنتم في الرياض، في ضيافة المملكة العربية السعودية التي تعرفونها جيداً، وتعرفون صدرها المنشرح لإخوتها في كل مكان، وأنتم في قمة عربية مهمة، تنتظرها الأمة، نناديكم بلسان الحرص على مصالحكم ومصالح شعوبكم وأوطانكم وأمتكم أن تحققوا معنى (التضامن) الذي تحمله قمتكم هذه عنواناً لها، التضامن الحق القائم على سعة الأفق، ونقاء السريرة، وتحديد هدف مصلحة الأمة كلها للانطلاق إلى تحقيقه.

نحن نعلم أن كثيراً من القضايا السياسية تخضع لأنظمة وقوانين دولية، وأنَّ بحر السياسة المتلاطم يحتاج إلى وسائل خاصة لخوضه بنجاح، وساحتكم في هذا المجال مفتوحة، ومراعاة بعض الموازنات الدولية متاحة، ولن نتدخَّل في التفاصيل (فما راءٍ كمن سمعا) ولكننا نطالبكم بتحقيق هدف (التضامن) لأننا نعرف جميعاً أنه هدف عظيم، وأن تحقيقه ممكن - بإذن الله - وأنه إذا تحقَّق سيداوي كثيراً من الأمراض، ويعالج كثيراً من المشكلات إنه ممكن لأن عوامله موجودة في لغة حضارية عربية واحدة، ودين سماوي عظيم يحمل في تشريعه كل وسائل الخير للبشرية جمعاء، وفي طاقات بشرية متميزة جداً بدليل هجرة معظم عقولها إلى أعظم الدول المتطورة في العالم، وفي ثروات اقتصادية هائلة لن يحفظها من سطوات الأعداء، ولن يحقق استثمارها بنجاح كبير إلا تضامن عربي إسلاميٌّ يحفظ للأمة مكانتها، ويبني لها كياناً لائقاً بها.

(التضامن) مطلبنا الأهم، وهدفنا الأعظم، (التضامن) على الحق والخير، وسلامة النية في الوصول إلى الأهداف الإيجابية الأخرى. حلم يراودنا أن نسمع صوتاً واحداً ينبثق من هذه القمة يردِّد (التضامن - التضامن) ويؤكد تحقيق هذا الهدف الكبير، وإننا لندعو لكم بالتوفيق من أعماق قلوبنا.

إشارة

ليس ضعفاً أن يعلم المرءُ عوداً

لصوابٍ وأن يطيب المقالُ

إنما الضعف في التعصُّب لمَّا

يطعن القلب سهْمُه القتَّال

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5886» ثم أرسلها إلى الكود 82244

www.awfaz.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد