من قاعٍ يمتد من الماء إلى الماء

ومن التراب حتى حدود النخيل،

ومن البحث عن كفاف يوم إلى البحث عن قضية

من أمل إلى يأس إلى أمل

ومن تعب إلى ملل..

يراوح الإنسان العربي مكانه..

يحبّ في أول النهار أن يبني (طوبة)

ويكرهُ في الزّوال أن يهدّ غيره جداراً..

فيحتار..!!

فمنذ أن دقت بقوائمهما إسرائيل في (أرضه)

حتى اجتماع الشمال الكون ضدّه

من الاحتلال إلى الاختلال

بأمل فك مخالب الحديد من جسد أمه

ليلاً يوقد فكره وأعصابه ليأتي بالنهار

وفي النهار يحتمي من شعلته (الشمس) ويستظل بجدار

مُربكٌ متحولٌ قلقٌ.. ثابتٌ متشككٌ تعبٌ

منتهى طموحه (رغيف) ومتر في بطن الثرى

تدور به (الدوائر) فتدخله بوابة (المسكنة)

تَسرقُ الأحداث منه (أسنانه) فيمضغُ البكاء..

يغصُّ بالصرخةِ الأولى والأخيرة في مهدهِ

ويبلعُ ما تبقى من كلام

يحتجُّ صمتاً على نفسه وما ملكت يمينه من زوج وطفل وألم

يجيب (بطيب الحال) ولا رغبة لهُ في الجدال

عن المؤجل من الحل والمعجّل من خطبة الجنرال.

أجمل أصحابه مات من قسوة الضحك

وأقبحهم طاح (فجراً) من أعلى (الخيال)..

يأمل (العربي اليوم).. ولا يتأمل..

يربط جسده بيديه ولا يتألم

فمن بياض ذات اليد إلى سواد الراهن

يتمدّد (فأل) طيب

أحلى تجلياته ترداد (الأماني)

(فأجمل أيامنا تلك التي لم نعشها بعد،

أجمل أطفالنا ذلك الذي لم يولد بعد).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«784» ثم أرسلها إلى الكود 82244