Al Jazirah NewsPaper Monday  26/03/2007 G Issue 12597
محليــات
الأثنين 07 ربيع الأول 1428   العدد  12597
يارا
الخطاب الثقافي
عبدالله بن بخيت

اطلعت على مجلة (الخطاب الثقافي) متأخراً عدة أسابيع عن وقت صدورها.. فأنا لا أزور جريدة الجزيرة إلا مرة كل عدة أشهر كي أتأكد أن المبنى ما زال قائماً في مكانه والزملاء في الجريدة ما زالوا أحياء كما عهدتهم ثم استغل هذه الزيارة التفقدية وأمر على صندوق البريد المخصص باسمي. أصادف فيه حشداً من الكتب والمجلات والرسائل والدعوات. بعضها يمكن الاطلاع عليه والاستفادة منه وبعضها مات بالتقادم. كان يمكن أن أضع عنوان بريدي مع زاويتي هذه حتى تصلني عليه الرسائل. ولكن الأمر سيصبح غير معقول. لو ألقيت نظرة على أسفل هذا المقال ستجد حشداً من العناوين: بريد إلكتروني وفاكس وأس أم أس فإذا أضفت إلى ذلك صندوق البريد فما الذي يمنع إذاً أن أضع رسماً كروكياً للمنزل.

أشعر دائماً بالأسف عندما أجد دعوة شخصية فات أوانها أو نشرة ترتبط قيمتها بالزمن الذي صدرت فيه. من الصعب أن أجد حلاً لهذه المشكلة. أحد الحلول أن تؤسس الجريدة مكتباً لعلاقات الكتاب والمحررين مهمته استلام الرسائل الواردة للكتاب وإيصالها إلى منازلهم أو الاتصال بهم في حالات الخطابات والدعوات التي لا تحتمل التأجيل. المشكلة أن المشكلة لم تصبح مشكلة بعد. لم يعترف بها أحد.

قدر لي أن أزور الجريدة يوم الأربعاء الماضي. وجدت في صندوق بريدي عدداً كبيراً من النشرات بينها مجلة علمية محكمة باسم الخطاب الثقافي يرأس تحريرها الصديق القديم الدكتور فالح العجمي تصدر عن جامعة الملك سعود جمعية اللهجات والتراث. يمكنك أن تعرف حجم الرصانة فيها عند قراءتك لأسماء الكتاب والباحثين الذين ألفوا هذا العدد من المجلة.

عندما تقلب أبحاثها تحمد الله أن جامعة الملك سعود ما زالت بخير. لم تختطف بالكامل كما كنا نظن. لعل صدور هذه المجلة يكون نواة لعودة جامعة الملك سعود إلى جامعة الملك سعود في السبعينيات.

أشير إلى دراستين من أهم الدراسات التي قرأتها مؤخراً نشرتا في هذا العدد من المجلة. الأولى بعنوان الثوابت نوابت بقلم الدكتور فالح العجمي. يبحث فيها قضية الثوابت الدينية واستغلال هذا المصطلح من قبل الجماعات الدينية المعاصرة حتى يصل المؤلف إلى القول: (حتى أصبحت الثوابت سلاح من لا سلاح له من المزايدين بالدين أو التقليديين الذين يريدون ألا تزول شعيرة يرون فضلها فيضمونها إلى الثوابت أو يتمسكون بعادة اجتماعية يعتقدون بأنهم قيمون على بقائها فيربطونها بذلك المبدأ. ولا أدل على ذلك من مقالة في صحيفة سيارة يستشهد فيها الكاتب بثلاثة مواقف يعدها من الثوابت التي لا تتنازل عنها الأمة هي:

1 - رفض إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو ضمها لقطاع آخر وتقليص نفوذها.

2 - تمسك المجتمع برفض قيادة المرأة للسيارة مثلما يتمسك بدينه.

3 - استنكار إقامة حفل تكريمي نسوي اشتركت فيه المرأة بمشاركات عبر دائرة نقل صوتية إلى القاعة التي وجد فيها رجال وقد سماها الصحفي تدليسا وكأن هناك شيئاً من الاختلاط).

والدراسة الأخرى بعنوان اللازمة اللغوية الدينية في كلام السعوديين بقلم الأستاذ ناصر الحجيلان. يستعرض فيها المؤلف اللازمات السعودية بأنماطها المختلفة التي تبين انتماء المتحدث سواء للطبقة أو للمنطقة أو للسن أو الجنس ثم يستعرض بعد ذلك أثر الصحوة في تغيير هذه اللازمات وإدخال لازمات جديدة على كلام السعوديين. يقول المؤلف: (ما إن يلتزم الشخص دينياً حتى يلاحظ الناس عليه مجموعة مظاهر من ضمنها (1) تجنب سماع الأغاني والموسيقى (2) الإقلاع عن التدخين إن كان مدخناً (3) تقصير الثوب وأحياناً طرح العقال الذي يمسك غطاء الرأس.. (4) الإكثار من ترديد تحية السلام بصيغتها الكاملة وزيادة عدد العبارات الدينية الأخرى في كلامه.) ويرد المؤلف هذه التغيرات إلى مجموعة من العوامل من بينها الإحباطات والحروب التي داهمت الأمة في العقود الثلاثة الماضية.

بالإضافة إلى هاتين الدراستين هناك عدد من الدراسات والمقالات القيمة التي تستحق القراءة لأساتذة أجلاء مثل الدكتور سعد الصويان والدكتور عبد الله الغذامي والأستاذ محمد المحمود وغيرهم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6406» ثم أرسلها إلى الكود 82244

فاكس 4702164

yara.bakeet@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد