Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/04/2007 G Issue 12609
الرأي
السبت 19 ربيع الأول 1428   العدد  12609
إلى جنة الخلد يا أبا عثمان!
فهد القحطاني / الخرج

ما أصعب الأمور عند المرء عندما يمسك القلم ويكتب عن شخصية عظيمة خدمت الوطن عبر مجال التعليم ألا وهو والدنا الشيخ محمد بن عثمان الخزيم أسكنه الله فسيح جناته أحد الرجال الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذا الوطن حيث عمل في سلك التعليم وكانت نهاية خدمته مديرا لمدرسة اليرموك الابتدائية بالخرج الذي كان أول مدير لها.

الكلمات تظل عاجزة عن إيفاء هذا العملاق حقه فكان نعم الوالد ونعم القائد الذي يعامل العاملين معه بأسلوب تربوي في 26-7-1396هـ كانت بدايتي في سلك التعليم معلما في مدرسة اليرموك بالخرج التي كان يديرها الوالد العظيم.

كان استقباله لي استقبالا أبويا حانيا أمدني بالكثير من التوجيهات التي لم ولن أنساها في بداية مشواري الوظيفي.. كان سمحا ودودا.

أتذكر أنني كنت أصغر معلم في المدرسة ومع ذلك أعطاني الضوء الأخضر لأن أكون فاعلا في المدرسة عندما أسند لي تدريس اللغة العربية للصف الخامس وأن أشرف على الإذاعة المدرسية.

أتذكر أنه كان يناديني بالابن فهد ولم أمكث إلا عام دراسي فقط ثم رشحني للتدريس في الفترة المسائية وكان في ذلك الوقت الترشيح بواسطة مديري المدارس الذين توجد في مدارسهم مدارس ليلية.

وكانت تلك الفترة من أحسن الفترات التي قضيتها في التعليم وأتذكر أيضا موقفا لن أنساه ما حييت عندما دخل عليَّ الصف ليطلعني على تقييم الأداء الوظيفي قائلا لي أمام الطلاب: إنك تستحق أكثر من100 درجة تعد الدرجة الكلية أي العلامة كاملة ليمدني أيضا بالنصائح الأبوية الصادقة قائلا: إنك أخلصت فشهد لك الجميع هذا الرجل مدرسة متكاملة في تخريج القادة فأغلب مديري مدارس الخرج المميزين في ذلك الوقت تخرجوا في مدرسة الشيخ محمد بن خزيم - رحمه الله - كان بسيطا ومتواضعا يتعامل مع الجميع بأريحية رائعة وكان يدافع عن المعلمين حسبما شاهدته ولمسته عن قرب أمام المفتشين وأولياء الأمور وكان يملك خطا جميلا أثر بذلك على ابنه الفنان التشكيلي الأستاذ عثمان الخزيم ويمتلك أيضا أسلوبا في تحرير الخطابات قل وجوده هذه الأيام من أصحاب الشهادات العليا.

هذه الشخصية الرائعة يصعب الكتابة عنها وإعطاؤه حقها إلا أن القلب يحزن والعين تدمع وهذه حال الدنيا.

أسأل المولى عز وجل أن يخلف أبناءه ومحبيه الخير كله وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد