أدام الله على هذه الدولة وحكامها وشعبها نعمه وأسبغها إلى قيام الساعة، وموضوعي هذا ليس من باب التشاؤم ولكن من باب النصح والتذكير، قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55) سورة الذاريات، ومن باب ليت وهل.
إذا نظرت إلى بعض الشباب أو أغلب الشباب في هذا الوقت وقد لبسوا وتخلقوا بملابس وأخلاق ليست لهم ولا تناسبهم يصرخون (لن أعيش في جلباب أبي) ولم يعلموا أن جلباب الأب أشرف من ملابس الآخر أو على الأقل لا يصف ولا يشف إن الذي يتخلى عن جلباب أبيه يتخلى أيضاً عن كل ما كان يتخلق به أبوه وعن كل ما كان يفعله.
تخلى بعض شبابنا عن جلابيب آبائهم ولبسوا ملابس الأوروبيين وتخلقوا بأخلاق الجنس الناعم.
إن الحضارة والتقدم والرقي ليست بالملابس ولا القصات ولا أدوات التجميل ولا الإكسسوارات.
موديلات الملابس والقصات وأدوات التجميل ظهرت في الغرب نتاجاً للترف بسبب التقدم المبهر بعد الثورة الهائلة للنهضة الأوروبية.
ولكن من يستخدمها ليسوا من قام بهذه النهضة من العلماء والمخترعين والسياسيين والمحنكين.
فلا أعلم لماذا هذا الإعجاب بغير ما يليق بنا. إن العظمة لمن أراد العظمة تكمن في الجوهر وليست في المظهر. ولكن هنا لا أتكلم عن العظمة إنما أتكلم عمن أَمِنُوا مكر الله وغدر الزمان ومصائبه وتقلب أحواله قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم).
