Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/04/2007 G Issue 12624
الرأي
الأحد 05 ربيع الثاني 1428   العدد  12624
رحم الله خالتي الغالية .. نورة اليحيى
عبدالمحسن بن محمد المحيسن/ وكيل مدرسة المغيرة بن شعبة برياض الخبراء

الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه، والحمد لله الذي تفرّد بالبقاء والحياة دون غيره، والحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أيُّنا أحسن عملاً، والله سبحانه وتعالى قدَّر الموت والفناء على خلقه أجمعين قال تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }(88) سورة القصص، فالموت سنّة من سنن الله في خلقه، وهو نهاية كل حي على هذه البسيطة وكل مخلوق حي له يوم مقدر ومعلوم في فراق هذه الدنيا الفانية، قال تعالى: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}(38) سورة الرعد. فآجال الخلق عند الله يقدِّرها كيف يشاء وتلك من المغيّبات التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.

وكثير منا فقد عزيزاً وغالياً وقريباً وصديقاً حال بينه وبين ما يشتهي هادم اللذات ومفرِّق الجماعات، والإنسان التقي المسلم يولد على الفطرة وتلك نعمة كبرى امتنّها الله على خلقه الذي هدى وفطر الناس عليها جميعاً، والمؤمن مأمور وواجب عليه الإيمان بقضاء الله وقدره خير وشره،

وهذا شرط من كمال إيمان المرء ولا ريب أن الموت حق، وجسر لمن يمشي على قدم وكل نفس ذائقة الموت ولله ما أعطى وما أخذ، كما أنّ المسلم المحتسب هو الذي يصبر على أقدار الله لا يسخط ولا يناله الجزع، وعندما تفقد قريباً يكون فقده أشد وطئاً وألماً على النفس، حيث تعود بك ذاكرة الأيام الخوالي لهذا الشخص العزيز عليك وعلى نفسك تعد محاسنه ومواقفه أثناء حياته.

وفي مساء يوم الأربعاء الموافق 12-1-1428هـ فقدنا امرأة صالحة قانتة عابدة أحسبها كذلك، والله حسيبها، ولا أزكي على الله أحداً، تحب الخير للناس، قريبهم وبعيدهم .. إنّها خالتي (نورة اليحيى) فقد شيّعتها محافظة البدائع بما فيهم الأقرباء والمحبون، وفقدها الأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأقارب والجيران.

فكم كانت هذه الخالة والتي أعتبرها بمثابة الأم تقديراً وتوقيراً، تدخل علينا الفرح والسرور وتزرع المحبة بين الجميع والابتسامة المعهودة عنها والتي لا تفارقها حتى وهي تصارع الآلام والأمراض، تحب أن تطمئن على الجميع وعلى الأبناء وأبناء الأبناء وكل قريب وبعيد، كم تحمّلت هذه الخالة الغالية المصائب والمتاعب وهي المرأة المؤمنة الراضية بما كتبه الله عليها من أقدار، فما أصعب الفراق ولوعته وغياب الأحباء والأعزاء ومن لهم بسويداء القلب محبة ومعزة.

كم ذرفت المآقي عندما شاهدت جسدها المسجي وهي محمولة على الأعناق إلى قبرها جعله الله روضة من رياض الجنة ونوراً وسروراً .. فكانت هذه الخالة الغالية - رحمها الله - نعم الأم ونعم المربية، والتي قامت بدورٍ كبيرٍ وعبءٍ ثقيل بعد وفاة زوجها - رحمه الله - منذ سنوات، فلقد تحمّلت حملاً ثقيلاً في سبيل تعليم وتربية فلذات أكبادها.

اسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمّد هذه الفقيدة بواسع رحمته، ورضوانه، ويجعل الجنة دارها ومستقرها في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وعزاؤنا لابنيها (صالح وعبد الله) وبناتها الكريمات فاصبروا واحتسبوا على قضاء الله وقدره، وأعزي نفسي ووالدتي أطال الله في عمرها، والتي كانت مع خالتي قلباً وقالباً في صحتها ومرضها.

كما أقدم العزاء في خالتي الغالية للخالين (حمود وصالح اليحيى) وخالتي (أم صالح العبري) .. غفر الله لموتانا وموتى المسلمين ووالدينا ووالديكم وجميع من له حقٌ علينا .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد