Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/04/2007 G Issue 12627
متابعة
الاربعاء 08 ربيع الثاني 1428   العدد  12627
بعد عتق رقبته
الجعيد يروي قصة1500 يوم وليلة عصيبة في زنزانته في سجون الطائف

* الطائف- متابعة -عليان آل سعدان:

روى عبدالرحمن بن قطين الجعيد الذي كتبت له بتوفيق من الله حياة جديدة بعد صدور حكم شرعي بضرب عنقه بالسيف، بعد ارتكابه جريمة قتل معاناته لأكثر من1500 يوم وليلة في سجون الطائف؛ تنفيذا للحق العام.

وقال في حديث خاص ل(الجزيرة) بعد صدور عفو من ورثة المجني عليه بعتق رقبته في الأيام الأخيرة من موعد القصاص: لا أستطيع أن أستعيد لكم اليوم أو الليلة المشؤومة التي وقع فيها هذا الحادث المؤسف بارتكاب جريمة قتل نفس بريئة نظراً لما يصيبني من ألم وحسرة شديدة تؤثر علي وعلى صحتي كثيراً من شدة الندم الذي أشعر به كلما تذكرت هذا الليلة المشؤومة التي اقترفت بهذين اليدين أكبر وأبشع الجرائم بقتل النفس التي حرم الله قتلها، ولكن سوف أسرد لكم الأيام والليالي التي مضت علي خلف القبضان في زنزانتي في سجون الطائف أترقب فيها لحظة بلحظة متى يدخل على عدد من رجال الأمن لاقتيادي إلى برحة القصاص لضرب عنقي بالسيف.

في اليوم الأول الذي تم اقتيادي فيه إلى سجن التوقيف بشرطة الفيصلية خلال فترة التحقيق معي في هذه الجريمة التي ارتكبتها وأسبابها والاعتراف بها والتصديق عليها شرعا كنت في أسوأ الحالات التي يمر بها الإنسان في حياته أسفا وندما وحسرة قبل الانتقال إلى زنزانتي في سجن الطائف الذي أمضيت فيه حتى اليوم أكثر من 1500 يوم وليلة، ويضيف الجعيد قائلا: لم أكن أتوقع في حياتي أن أكون مجرما وقاتلا في نفس الوقت؛ فقد كنت أسمع عن مثل هذه الجرائم بين الحين والآخر وأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأتذكر أنني شاهدت في بعض الأحيان أشخاصا نفذ فيهم القتل بضرب أعناقهم بالسيف.

لكني لم أكن أتوقع أن أكون يوما ما في نفس المكان الذي كنت أركض فيه لمشاهدة من تنفذ فيهم مثل تلك الأحكام الشرعية لكني عندما نقلت إلى زنزانتي في سجون الطائف بدأت استعيد ذكريات مثل الأيام واترقب اليوم الذي يقتحم فيه رجال الأمن مقر زنزانتي وحملي إلى برحة القصاص لضرب عنقي بالسيف كانت أيام وليالي عصيبة خاصة بعد إبلاغي بصدور صك شرعي مصادق عليه من محكمة التمييز ومجلس القضاء الأعلى، وأمر سامي بتنفيذ ما تقرر شرعا بتنفيذ حكم القتل بحق محدثكم على جريمة قتل ارتكبتها قبل 4 سنوات في ليلة مشؤومة في حياتي لقد استسلمت للأمر الواقع وسلمت الأمر لله وحده خاصة في مثل هذه الأمور التي يفقد فيها الإنسان الأمل من كل شي إلا من الله سبحانه وتعالى، وقضيت أكثر وقتي في الصلاة والإكثار من الدعاء بالفرج والرحمة والمغفرة والتوبة، وجميع الأخبار التي كانت تصلني من خارج السجن خلال زيارات الأهل والأصدقاء لا تبشر بالفرج في قضيتي ولكن إيماني بالله كان قويا جدا أقوى بكثير مما كنت أشعر به من قبل، وترجع الأسباب في زيادة قوة الإيمان إلى قناعتي بأحكام الله وسنة رسوله الكريم في الحياة الدنيا لكل البشرية ومرت علي هذه الأيام والليالي كدهر من الزمن حققت فيه أكثر مما حققته في أكثر من3 عقود من الزمن منذ بداية حياتي حتى دخلت السجن على ذمة هذه القضية، ولم يكن الموت يخيفني كثيرا فهذا قدر اقتنعت به كما أسلفت لكم في بداية الحديث لكني في الحقيقة كنت متخوفا كثيرا من ضربة عنقي بحد السيف، وكلما سألت عن مدى ألم شدة هذه الضربة لم أجد أجابه ودايما ما أتحسس المكان الذي سيضربه السياف في رقبتي خاصة عندما أقترب موعد التنفيذ.

وواصل الجعيد في ختام حديثه بعد أن أجهش بالبكاء سرد معاناته قائلا: لم أكن والله قاصداً للقتل لكني وجدت نفسي في قمة الغضب أسدد طعنة قاتلة ولا ألوم أبناء المجني عليه رحمه الله الذين رفضوا التنازل وطالبوا بتنفيذ القصاص، ولو كنت في مكانهم لطالبت بذلك، لكنهم جزاهم الله ألف خير كانوا في منتهى الكرم والعفو والتسامح وطوقوا عنقي بجميل لن أنساه أنا وقبيلتي لأسرة المجني عليه وقبيلته إلى الأبد كما عبر الجعيد عن شكره وتقدير لكل الخيرين الذين بذلوا مساعي خيرة في قضيته وفي مقدمتهم معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز ابن معمر ومن معه من أعضاء لجنة إصلاح ذات البين وكل الخيرين الذي كانت لهم جهود ومساعي خيرة كان لها الأثر الكبير في عتق رقبته من القصاص.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد