Al Jazirah NewsPaper Friday  04/05/2007 G Issue 12636
الرأي
الجمعة 17 ربيع الثاني 1428   العدد  12636
التدريس المصغَّر بين الواقع والمأمول (2-2)
د. صالح بن عبدالله الحمد

ماهيَّة التدريس المصغَّر:

يقصد بالتدريس المصغَّر أنه تعليم حقيقي ذو أبعاد مصغرة، ومصمم لإكساب الطلاب المعلمين أثناء الخدمة مهارات التدريس اللازمة لهم، حيث يقدِّم الطالب المعلم درساً مصغراً ذا أهداف محددة بوضوح لمجموعة صغيرة من المتعلمين تتراوح ما بين (5-10) أشخاص، وقد يكونون تلاميذ حقيقيين أو أقران الطالب، ويبدأ التدريس المصغَّر بتعريف المتدربين بالمهارة التدريسية لفهم عناصرها المختلفة وأهميتها في العملية التعليمية قبل أن يبدأ المعلم بالتخطيط للدرس وتنفيذه. ويتميز التدريس المصغَّر بأنه عملية تستخدم التغذية الراجعة لدى المتدرب بعد قيامه بالدرس مباشرة باستخدام مصادر متعددة (المشرف، الأقران، إعادة عرض تسجيل الدرس) ويستمر المتدرب في ذلك حتى يصل إلى مستوى التمكن من أداء المهارة، ونظراً لما تقدم من أن التدريس المصغَّر قد مرّ بمراحل تطويرية متعددة ومازال يخضع للبحث العلمي لتطويره وتحسينه بهدف تحقيق الأهداف المرجوة منه، نجد أن له العديد من التعريفات طبقا للهدف من برنامج تدريسه، وسنورد هنا تعريفا للتدريس المصغر يجمع بين خصائصه، وهو:

عبارة عن موقف تدريبي مصغر من حيث إعداد الطلاب والمحتوى وزمن الحصة والمهارة المستخدمة في الشرح، وذلك تحت ظروف معينة وبطريقة معينة، وهي أن يقوم أحد الطلاب المعلمين بدور المعلم، ويقوم أقرانه بدور المتعلمين، وبعد تدريس درسه يتلقى التغذية الراجعة من المشرف أو أقرانه وذاتياً باستخدام استمارة التقويم الذاتي، وتتاح الفرصة لكل طالب معلم بإعادة تدريس الدرس على أقرانه، ويتلقى تغذية راجعة عقب كل أداء ويسجل الدرس عادة بالفيديو أو التسجيل الصوتي، ويرى كل من المشرف والطلاب المعلمين أداء زميلهم المسجل على الفيديو، أو سماع أدائه على التسجيل الصوتي، ويقوم كل معلم بدور المعلم على أقرانه بالتتابع حتى ينتهي أفراد المجموعة من التدريس، وتتاح الفرصة لكل معلم تم تدريبه بالتأكيد على مدى اكتسابه للمهارة بالتدريس لمجموعة أخرى من المعلمين. ومدة الدراسة تتراوح ما بين (5-10) دقائق يتبعها فترة تغذية راجعة في مدة تتراوح أيضاً ما بين (5- 10) دقائق ويستمر كل معلم في التدريب حتى يصل إلى مستوى التمكن في أداء المهارة.

من هنا يتضح تماما أن التدريس المصغَّر طريقة فعَّالة من طرق إعداد المعلمين وتدريبهم قبل الخدمة وأثناءها لمختلف المراحل التعليمية ولمختلف مواد التدريس، يتدرب المعلمون بواسطته على التدريس في مواقف تعليمية حقيقية في إطار مبسط يشبه حجرة الفصل العادية ولكنه لا يشتمل على العوامل المعقدة التي تتدخل عادة في عملية التدريس. إذ يتقلص فيه الدرس كما سبق توضيحه إلى ما يلي:

أ- المحتوى: حيث يتدرب الطالب المعلم غالبا في المرحلة الواحدة على مهارة تعليمية محددة كأسلوب طرح الأسئلة أو جذب انتباه التلاميذ وإثارة اهتمامهم للدرس بقصد إتقان هذه المهارة قبل الانتقال إلى مهارات تدريسية أخرى.

ب- المدَّة: التي تستغرق بشكل عام ما بين (5-10) دقائق وقد تزيد أو تنقص حسب كل برنامج أو حسب حجم المهارة التي يتدرب عليها المتدرب.

ج- عدد التلاميذ المتعلمين: إذ يتكون الفصل عادة من (5-15) تلميذا كل هذا يسمح بضبط عملية التدريب إلى حد كبير بالمقارنة مع ما يجري في الفصل العادي ذات العوامل المعقدة والأجواء الصاخبة، والهدف من ذلك تجنب إلقاء المعلم المبتدئ دفعة واحدة في الموقف التعليمي بتعقيداته الكثيرة، والقيام بتدريبه خطوة خطوة وجعله يركز على العديد من المهارات التدريسية حتى يصبح قادراً بالتدريج على التدريس العادي في الفصل المدرسي. وقد يستخدم التدريس المصغَّر مع بعض المدرسين أثناء الخدمة لمعالجة بعض نقاط ضعفهم، كما يستعمل في التدريب أثناء الخدمة لإتقان مهارات جديدة أو التدريب على مناهج دراسية جديدة بهدف إكسابهم المهارات اللازمة لتدريس هذه المناهج وغير ذلك من المتطلبات المهارية لإعداد المعلمين قبل وأثناء الخدمة.

هذا ما أردت إيضاحه بإيجاز عن التعليم المصغَّر الذي يعتبر قسماً من أنواع التعلم الذاتي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد