فَقَد الوطن والمواطنون أميرا من أمرائهم البررة الأوفياء المخلصين، إنه الراحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد (غفر الله له). لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق، وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيِّرة والمزايا الطيبة والسجايا الكريمة. ليّن الجانب والسمت الرفيع, وحسن الخُلق ومحب للخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم مع سعة الحلم ورجاحة العقل. صاحب فطنة وكياسة, وشجاع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع، وصبور شديد التحمُّل, سلس الحديث, ثاقب الرأي حصيف, ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة، ويُنزل الناس منازلهم، ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم، وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، ومكتبه مفتوحا وأذنه صاغية. ورع تقي فسموه - رحمه الله - تولى إمارة تبوك وكان نِعم الأمير، ثم تولى إمارة المدينة المنوره ثم إمارة مكة المكرمة، فملك قلوب الجميع بحبه وكانت أعماله وحسن إدارته تشهد له بحسن الإدارة، والمكتب المفتوح والقلب المفتوح والأذن الصاغية.. ومعاملة الصغير والكبير بالرفق واللطف واللين والحنكة والمساواة, وسرعة الإنجاز في الأعمال, وكان يأتي إلى عمله مبكراً ولا يخرج حتى ينهي ما لديه من أعمال ويبذل جهده ووقته لنصرة المظلوم وردع الظالم، ويدعم الجمعيات الخيرية, ويعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين وييسر لهم أمورهم ويسد لهم حاجاتهم بقدر ما يستطيع. وكانت أعماله الخيّرة بصمت، محجوبة عن التلميع الإعلامي.. ويجل العلماء وطلاب العلم ويدنيهم منه ويحترم آراءهم، ويُجادل بالتي هي أحسن ويدفع السيئة بالحسنة.
فإن كان سموه الكريم قد رحل عن هذه الدنيا الفانية يوم السبت الموافق 18-4-1428هـ الموافق 7-5- 2007م بعد عمر ناهز الخامسة والستين، أفناه في العمل الصالح وحُب الخير والإصلاح بين الناس, فستبقى مآثره الخيّرة وخصاله الحميدة وأعماله الجليلة وذكره الحسن الطيب، وما خلّفه من أخلاق فاضلة وسيرة عطرة تشهد على علو مكانته وقدره ومحبة الناس له.
فخالص عزائي وصادق مواساتي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسائر أبناء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ونخص بالعزاء والمواساة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود وابن الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود، وأبناءه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فيصل بن عبدالمجيد آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالمجيد آل سعود وصاحبة السمو الملكي الأميرة العنود بنت فيصل بن عبدالمجيد آل سعود وزوجة الفقيد صاحبة السمو الأميرة سارة العنقري في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز.
فإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا فيصل لمحزونون. سائلا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
* الأستاذ الأكاديمي وعضو المصالحة وعضو التحكيم
الرياض