عزيزتي الجزيرة..
طالعت ص 36 متابعة الأحد 12 ربيع الآخر 1428ه العدد 12631 بعنوان: هنيئاً لك يا سلمان حرصك واهتمامك بأهل القرآن بقلم الدكتور محمد بن عبد الله الجريوي وأشاركه التهنئة للأمير سلمان، وأقول الدال على الخير كفاعله وأحب أن أبين فضل قراءة القرآن وهذا من باب التذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين.. يخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته مبشراً أن قراءة القرآن وتعليمه وتعلمه للأبناء يفيد الوالدين وينالهم الجزاء الأوفر يوم القيامة يلبس تاجا من نور ويلبسان حلتين لا يقوم لهما الدنيا.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن).
وأبان رسول الرحمة صلوات الله وسلامه عليه فضل القرآن على قارئه أنه لا يرد إلى أرذل العمر أي لا يبلغ درجة من الشيخوخة التي يهذي بها ويخرف، فقد استعاذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من هذا في أحد أدعيته بقوله وأن أرد إلى أرذل العمر وهنا ناحية صحية نفسية تنعكس على بدنه فإن الحالة النفسية لها أثر على البدن والحواس.. ألا تسمع قوله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ}، ثم ألا ترى الخائف تصطك ركبتاه ولا يستطيع الفرار فالمسلمون حياتهم هانئة ونفوسهم قريرة لا أحقاد لديهم ولا بغضاء يعاون المؤمن أخاه في الشدة والرخاء ترى البشر على وجوههم والبسمة على شفاههم لماذا لأنهم مجتمع القرآن تلوه ودرسوه وتدبروه وتعلموا فقهه وعلموه فانعكس على حياتهم نوراً يشع لهم وضياء ينير حياتهم يسترشدون به وإن فضائل القرآن أن المؤمن إذا تعلم آية من القرآن خير له من صلاة مائة ركعة لأن أجر صلاته لنفسه بينما تعلمه للآية سيتعدى إلى غيره ليرشدهم وهو إحياء للعلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر لأن تعدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي ألف ركعة). ومن فضل قراءة القرآن أن المؤمن إذا قرأ آية فيها سجدة يهرب الشيطان ويعتزل ويندب حظه يقول أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار.
وإن من يقرأ القرآن حرفاً واحداً فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها وإن قراءة القرآن عبادة يؤجر قارئه ويثاب وأن من يتعلمه له مرتبة خيرة ويحوز على الخير نتيجة لطلبه التفقه في القرآن وتعليمه غيره، فقد بين النبي صلى الله لعيه وسلم أن خير الناس من يتعلم القرآن ويعلمه لما فيه من النفع العميم والخير الشامل وصلاح الأمة وأن الذي يستمع إلى آية من القرآن فإن له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة وهي دروس وتوجيه يقوم النفس ويهدي صاحبه إلى الجنة يرتع في القرآن بحدائق معرفته وبساتين علومه ينهل من صافي الأفكار وعذب المنهل لا يظمأ المؤمن بعده فيه الري والشبع وفيه إصلاح، فمن سلك منهجه هدي إلى صراط مستقيم، ويوضح رسول الرحمة بجلاء ووضوح مرشداً أمته إلى فضل القرآن أن الغبطة في رجل أتاه الله القرآن يقوم به آناء الليل وآناء النهار تلاوة وتدبراً وعملاً.
أسأل الله أن يجزي الأجر والثواب لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود والقائمين على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن والدائمين لها وأيضا المتعلمين والمعلمين للقرآن وأن يديم هذه النعمة علينا في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة راعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.
إبراهيم بن راشد الهذيلي/ الخرج