Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/05/2007 G Issue 12645
مدارات شعبية
الأحد 26 ربيع الثاني 1428   العدد  12645
أصل تسمية الشعر النبطي بالنبطي

ذهب كثير من الأدباء والباحثين إلى عدة أسباب لتسمية الشعر بالشعر النبطي؛ فمنهم من قال: إن قوماً من العرب المستعربة قد قدموا من بلاد فارس ونزلوا بالبطائح بين العراقيين يعرفون بالأنباط فسمي نبطي نسبة إلى أولئك القوم، ومنهم من قال: إن أصله يرجع لقبيلة بني هلال التي هاجرت من موطنها الأصلي جزيرة العرب إلى المغرب العربي وأنهم أقاموا بها ومنها انتشر الشعر النبطي وأيضاً نسب إليهم البحر المشهور بالهلالي، ومنهم من قال: إن التأثر والمحاكاة يؤكدان لنا أن الشعر النبطي يرجع في أصوله إلى الشعر العربي مما يزيد هذا التأكيد تسميته بالنبطي لأنها تعني ضمن ما تعنيه أنه مستنبط من شيء آخر وأقرب ما يكون الاستنباط منه هو الشعر العربي أي أن هذا الشعر النبطي مستنبط ومستنتج من الشعر العربي وأفضل ما يسعفنا في تأكيد استنباطه من الشعرب العربي وأن تسميته مرتبطة بتولده من أصله الفصيح المشار إليه هو ما قرره العلامة ابن خلدون في مقدمته فقد تحدث في بداية طرقه لهذا الموضوع عن تغير اللسان العربي بسبب ما خالطه من العجمة وما صاحب ذلك من نشوء لهجة لدى العرب تخالف اللغة العربية في إعرابها وكثير من موضوعاتها اللغوية وبناء كلماتها واختلاف تلك اللهجة ما بين البدو والحضر ومجتمع المشرق والمغرب بحيث أصبح لكل منهم لهجة خاصة به. ويقرر بعده ما يهمنا من أن أمر الشعر بقي كما هو لدى العرب دون تغيير فيه سوى ما ذكره من أمور الإعراب وبناء الكلمات فيما تطبع به اللسان في لهجته الجديدة واستمرت موازين الشعر قائمة على ما هي عليه في سائر أعاريضها المعروفة لدى سلفهم وبقيت مذاهبه وأغراضه ومميزاته كما كان عهدها دون تبديل فيقول في مقدمته: ثم لما كان الشعر موجوداً بالطبع في أهل كل لسان لأن الموازين على نسبة واحدة في إعداد المتحركات والسواكن وتقابلها موجودة في طباع البشر فلم يهجر الشعر بفقدان لغة واحدة وهي لغة مضر الذين كانوا فحوله وفرسان ميدانه حسبما اشتهر به بين أهل الخليقة بل كل جيل وأهل كل لغة من العرب المستعجمين والحضر أهل الأمصار يتعاطون منه ما يطاوعهم في انتحاله ورصف بنائه على كلامهم؛ فأما العرب أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيقرضون الشعر لهذا العهد في سائر الأعاريض على ما كان عليه سلفهم المستعربون ويأتون منه بالمطولات مشتملة على مذاهب الشعر وأغراضه من النسيب والمدح والرثاء والهجاء. وذهب الكثير من الأدباء والباحثين أيضاً لسبب تسمية الشعر العامي بالنبطي وأصل اكتسابه لهذا الوصف الذي أصبح علماً عليه في مقابل الشعر الفصيح فإذا قيل الشعر النبطي أصبح المراد به الشعر باللهجة العامية أياً كانت هذه اللهجة المنظوم بها لأنه لا يغيب عن مفهومنا أن لهجات العرب في هذه الأزمنة أصبحت كثيرة ومتشعبة في مقابل اللغة العربية الواحدة على امتداد العصور والأزمان.

ناصر السلمان - الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد