Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/05/2007 G Issue 12647
الاقتصادية
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1428   العدد  12647
توطين
ضرورة إعادة هيكلة التوظيف بالمساجد
عبد الله صالح محمد الحمود

المساجد تُعد مؤسسات دينية تنبثق منها وتنشط فيها أعمال الخير عامة، فضلاً عن أن دورها الأساس يتمثَّل في تنفيذ ركن أساس من أركان العبادات، الذي أمرنا الله به وهو الصلاة ليكون داخل هذه المساجد جماعة مع جماعة المسلمين، كما ينعم من بداخل المساجد بروحانية عظيمة عند قراءته لكتاب الله فيها، وفرصة سانحة باستمرار لعقد اللقاءات التوعوية الدينية، ومعروف أيضاً عن المساجد أنها تؤدي وتساهم في ترابط وتلاحم الجسد الواحد، والمساجد دوماً ما يُنادى إليها بأن تنال الاهتمام والعناية اللازمين، وقد أضحى هذا الأمر طريقاً لا بد من نهجه، اتباعاً وانقياداً للحفاظ على حرمة هذا المكان الطاهر، وتأتي عوامل عدة نحو وجوب الحفاظ على هذا المكان المقدس، وعلى وجه الخصوص الدور الأساس والمفترض الاضطلاع به من لدن القائمين على هذا المكان الطاهر، وهم الأئمة والمؤذنون ومسؤولو النظافة، وللاضطلاع بالمسؤولية الملقاة دوماً على عاتق الإنسان يُفترض أن يؤدى دورها بكل قدرة واقتدار، وأهمها المواظبة المستمرة على العمل المنوط بالمكلف، فلا يجوز أن يتساهل المرء في واجباته، أو أن يؤدي عمله حسب ارتباطاته الشخصية، وذلك بأن تكون المهام الشخصية (سبباً في إعاقة عمل أو أعمال الوظيفة المسندة إليه)، ولأن دور المساجد يُعد عملاً دينياً وتشريفياً لهذا المكان الطاهر في المقام الأول، لانعقاد الطاعات الإلهية فيه، فكان لا بد من أن يشرع في إيجاد تنظيم يتوج بنظام عام لخدمة المساجد، والعمل الرئيس في المساجد يناط بدور رئيس تجاه إمام المصلين ومؤذنهم، وحتى يكون لهذه المساجد المزيد من الاهتمام والعناية، لا بد من أن يتولى شؤون الإمامة والأذان أشخاص بوظائف رسمية وذات تصنيف يتلاءم وهذه المسؤولية، وبمرتبة ذات حقوق مالية تتفق والمستوى المعيشي الحالي، ولينهى تاريخ مضى وطال، اعتبر العمل في المساجد مقابل مكافأة تجعل القائمين على العمل فيها إما أنهم لا يشعرون بالأمن الوظيفي إذا كان لا عمل لهم، أو قد لا يبالون كثيراً بالمواظبة نحو هذه المسؤولية الدينية بحكم ارتباطهم في الأصل بأعمال رسمية معظمها حكومية، وعند تطبيق هذا التوجه سوف نصل إلى مكاسب عدة، منها أننا سوف نوجد وظائف رسمية بعشرات الآلاف، حيث إن هناك مصادر تقول إن لدينا بالمملكة قرابة مئة ألف مسجد وجامع، فهذا يعطي لنا توافر ثلاثمائة ألف وظيفة، واحدة للإمام، والثانية للمؤذن، وأخرى لعامل النظافة، فهناك خريجو الكليات الشرعية الذين يفترض تعيينهم على وظيفة إمام، وخريجو معاهد الدعوة والمعاهد الإسلامية عامة ليتم تعيينهم على وظيفة مؤذن، ويُؤتى بحملة شهادتي الابتدائية والكفاءة المتوسطة وتوظيفهم على أعمال نظافة المساجد، فمن هذا المنطلق يكون قد انخفضت لدينا نسبة البطالة، وأسهمنا في أن يحافظ أولئك الأشخاص على وظائفهم الذين كانوا ملتحقين فيها بالعمل بالمساجد بنظام المكافآت، وهم لا عمل لهم سوى المساجد، لنصل إلى انتظام في حضور العاملين الرسميين عندما يكون كذلك في المساجد دون انقطاع أو تأخير عن واجباتهم هذه كما يحدث من التجربة

الحالية، حيث سيكون بعد ذلك شغلهم الشاغل هو المساجد.

كاتب اقتصادي

ناسوخ 2697771 - 01


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد