تميز جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمة الله - إبان فترة حكمه البلاد في الفترة بين عامي 1395- 1402هـ بالعديد من الصفات القيادية التي انعكست على رفاهية الوطن والمواطن، وقد تميز - رحمه الله - بعمق الإيمان، السماحة، الثقة بالنفس، الشجاعة، النبل والشهامة، رقة المشاعر، الفراسة في معرفة الرجال، الصدق، حب الناس.
وقد تمكن - المغفور له - من عقد مصالحة بين مملكتي السعودية واليمن في عام 1353هـ وذلك حين فوض الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ابنه الأمير خالد، وقد تمكن الأمير خالد - بعبقريته - من إنهاء النزاع بين المملكتين وقام بترسيم الحدود في وقتها.
وقد شهدت البلاد في فترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز شهدت وثبة حضارية شملت مختلف النواحي، ودخلت التكنولوجيا معظم المجالات، وآتت خطط التعليم ثمارها، وتوفرت الأعداد من الشباب السعودي الطموح المؤهل الذي أصبحت تعتمد عليهم البلاد، وهو ما لم يكن متوافراً من قبل. ومن خلال تنفيذ خطة التنمية الثانية (1395-1400هـ) تم انجاز العديد من مشروعات البنية التحتية، وتم التوسع والارتفاع بمستوى الخدمات.
وعربيا، قدم الملك خالد بن عبدالعزيز الكثير للقضية الفلسطينية منذ أن كان ولياً للعهد، وبعد أن أصبح ملكاً للبلاد، حيث أكد في أكثر من مناسبة دعم حكومة المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني وقضيته، إيماناً منها بشرعية القضية الفلسطينية وعدالتها.
وقد سعى الملك خالد (رحمه الله) إلى توحيد صفوف المسلمين لعلمه يقيناً بأن الوحدة قوة ومهابة والتفرق ضعف وذلة، وذلك من خلال المؤتمرات التي دعا إليها جميع حكام المسلمين للاجتماع في رحاب المسجد الحرام لمدارسة أمور المسلمين، ومحاولة إظهار أهمية دور المسلمين في العالم أجمع.
وكانت جامعة الملك خالد بأبها قد أقامت مؤخرا اللقاء العلمي الأول لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله باشراف وتنظيم كرسي الملك خالد للبحوث العلمية اللقاء العلمي الأول.
وقد ألقى خلال اللقاء العديد من الاكاديمين والمختصين أوارق عمل تناولت بشكل واسع مسيرة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمة الله - وجهوده المحلية والإقليمية والعالمية، وكانت ملخصات اوارق العمل كالتالي:
البحث الأول
مصادر ومراجع تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود
(دراسة توثيقية)
أ.د. غيثان بن علي بن جريس
يعد الحديث عن الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ضمن التاريخ المعاصر، ولا يزال هناك معلومات ومصادر كثيرة حول عصره في محيط الحفظ والسرية، ولن ُيفرج عنها إلا بعد فترة لا تقل عن الأربعين أو الخمسين سنة من تاريخ حدوثها. وهناك معلومات أخرى كثيرة أصبحت في متناول أيدي الباحثين ويمكن الاطلاع عليها أو على بعضها، وهذا ما سوف نرصده في هذه الورقة. ولمعرفة هذه المصادر والمراجع نذكرها في النقاط التالية:
1) الوثائق: ومنها غير المنشور ويوجد ضمن بعض مراكز المحفوظات المحلية والعربية والعالمية، وهذه قد تحتاج إلى بعض الوقت حتى تخرج إلى النور. أما الوثائق المنشورة فهي متوفرة في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وبعضها تم نشره في سجلات أو تقارير أو إحصائيات أو مناسبات أخرى.
2) اللقاءات أو (المقابلات الشخصية). وهذا المصدر يعد من أفضل المصادر التي تؤرخ للأشخاص في دقائق الأمور. وإذا كان هناك العديد من اللقاءات التي عقدت حول الملك خالد، فلايزال الكثير منها لم يدون من معاصرية، وأرجو أن تسعى مؤسسة الملك خالد الخيرية، أو جامعة الملك خالد إلى إنجاز هذا العمل قبل موت من لايزالون على قيد الحياة ممن عاصروا وعاشوا مع هذا الملك الفاضل.
3) الكتب العربية والمعربة، وهذا النوع من المصادر سهل الحصول عليه، فهو متوفر وموجود في المكتبات العامة والخاصة، ولا يحتاج إلا من يبحث عنها، ويقوم بجمعها ودراستها. ولا تزال الكتب المطبوعة والمنشورة قليلة عن الملك خالد مقارنة بغيره من ملوك آل سعود كالملك عبدالعزيز أو الملك فهد بن عبدالعزيز وغيرهما.
4) هناك مصادر ومراجع أخرى عديدة مثل: الرسائل العلمية (عربية وإنجليزية)، والبحوث التي قدمت في ندوات ومؤتمرات مختلفة، ومطبوعات وتقارير وسجلات حكومية مختلفة وموسوعات، ودوريات، وصحف محلية وعربية وأجنبية وكتب وتقارير أجنبية، وأخيراً الصور الفوتوغرافية المختلفة. كل هذه المصادر سوف تثري الحديث عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، وهي موجودة داخل البلاد وخارجها، وتحتاج فقط إلى من يجمعها من مصادرها الرئيسة، ونتطلع في جامعتنا (جامعة الملك خالد) إلى أن تبادر إلى تحديد مكان في مكتبتها المركزية، وتوظيف من يجمع شتات هذه المصادر والمراجع عن هذا الملك الذي تحمل الجامعة اسمه وسوف نركز هذه الورقة على العديد من الطرق والجهود التي يجب اتباعها، حتى نستطيع جمع ما يفيد الباحثين لتدوين تاريخ وتراث هذا الملك الراحل.
البحث الثاني
(ملخص بحث)
جهود خالد بن عبدالعزيز آل سعود
في عقد معاهدة الطائف بين المملكة العربية السعودية ومملكة اليمن لعام (1934م-1353هـ)
الدكتور: سعيد مشبب القحطاني
قسم العلوم الاجتماعية - جامعة الملك خالد
تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بجهود الملك خالد بن عبدالعزيز الرائدة في عقد معاهدة الطائف التي تمت بين المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) ومملكة اليمن في عهد الإمام يحيى حميد الدين، وهذه الدراسة سوف تقتصر على سنة (1934- 1353هـ) نظراً لأهمية ذلك العام، وما جاء فيه من أحداث مهمة، ابتداء من انهيار العلاقات بين المملكتين في بداية العام لشهري (يناير وفبراير)، ثم بعد ذلك الحرب القصيرة التي دارت رحاها بين المملكتين، ثم ردة فعل العرب وبعض الدول الأوربية من هذه الحرب، ثم إعلان الهدنة بين المملكتين، وعندها فوض الملك عبدالعزيز ابنه الأمير خالد، وفوض الإمام السيد عبدالله الوزير في وضع بنود المعاهدة التي أطلق عليها معاهدة الطائف وملحقاتها، ثم ظهرت عبقرية الأمير خالد في الرسائل المتبادلة بينه وبين السيد ابن الوزير، حيث كرس الأمير خالد جهوده من أجل إغلاق ملف النزاع، وترسيم الحدود بين الدولتين ثم في نهاية الدراسة سنورد بعض الملاحظات والنتائج في ضوء ما هو متاح من معلومات حول المعاهدة وهذه الدراسة تعتمد في معظم محاورها على المصادر والمراجع باللغتين العربية والأجنبية.
البحث الثالث
(ملخص بحث)
الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود
دراسة تحليلية في منهجه القيادي
أ.د. محمد عبدالله آل ناجي
أستاذ القيادة والتخطيط التربوي - جامعة الملك خالد
تعتبر مرحلة حكم المغفور له -بإذن الله- الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود حلقة بارزة في تاريخ التنمية في المملكة العربية السعودية. فقد تميزت هذه المرحلة بطفرة اقتصادية نتج عنها نمو هائل في مجمل أبعاد التنمية الاجتماعية والتعليمية والصناعية. وقد كان لشخصية الملك خالد القيادية الدور الأساسي الفعال في قيادة سفينة التنمية من خلال ممارسة أنماط قيادية بعيدة عن التكلف والتعقيد. فالنهضة التي عاشها المجتمع السعودي في تلك المرحلة يوجهها قيادة حكيمة يتربع على قمة هرمها المغفور له - بإذن الله - الملك خالد رحمه الله. حيث أعطى رحمه الله هذه المرحلة - بكل معطياتها الاجتماعية والاقتصادية - ما تحتاجه من حنكة قيادية مكنت من الاستفادة القصوى من الفرص التنموية المتاحة في تلك المرحلة.
لقد كانت مرحلة حكم الملك خالد مرحلة واضحة في مسيرة التنمية في المملكة العربية السعودية، أحدثت تطورات كبيرة في مجال التنمية لا يزال أبعاد العديد منها شاخصاً للعيان، وسيبقى لعقود عديدة. وانطلاقاً من الأهمية العالية لدراسة تاريخ التنمية في المملكة العربية السعودية، تلك التنمية المتكاملة للجوانب الإنسانية والتنظيمية والمادية، بهدف توثيقها بكل تفصيلاتها ومن ثم تحليلها للاستفادة من التجارب الثرية التي خاضها المجتمع السعودي قيادة وأمة، خاصة وأن العديد من هذه التجارب تعتبر فريدة سواء لخصوصية المجتمع السعودي أو لضخامة حجمها.
ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة عن منهج الملك خالد في القيادة لرصد سماته وممارساته القيادية ومن ثم تحليلها على ضوء المناهج العلمية المعروفة مثل: منهج السمات في دراسة القيادة.
فمنهج السمات يعتبر من أقدم المناهج العلمية في دراسة القيادية، رغم ظهور عدد من المناهج والنظريات في القيادة بعد هذا المنهج، إلا أنه لا يزال يعتمد عليه في الكشف عن أسرار القيادة الإدارية ومتطلباتها. وهذا المنهج يعتمد على تعرف الصفات القيادية الفعالة من خلال دراسة سمات وخصائص القادة العظماء الذين كان لقيادتهم تأثيرات واضحة على مؤسساتهم ومجتمعاتهم حسب مجالات عملهم ومستويات قيادتهم.
شخصية الملك خالد رحمه الله من الشخصيات القيادية البارزة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، حيث تميزت شخصيته بالعديد من الصفات التي كان لها انعكاساتها الواضحة على منهجه القيادي. إن الممارسات القيادية للملك خالد جاءت انعكاساً لشخصيته المتميزة بالعديد من السمات القيادية سواء الموروث أو المكتسب، ومن أمثلة هذه السمات لشخصيته رحمه الله: عمق الإيمان، السماحة، الثقة بالنفس، الشجاعة، النبل والشهامة، رقة المشاعر، الفراسة في معرفة الرجال، الصدق، حب الناس.
عند استعراض خصائص القيادة الإدارية الفعالة في منهج القيادة في الإسلام نجد من أبرز هذه الخصائص: الرحمة، واللين، والتقوى، والعدل، والشورى، والقوة، والأمانة. كما أن النظريات المعاصرة التي درست السمات القيادية توكد على أهمية سمات مثل: الحزم والعزم، والثقة بالنفس، والتواضع، والاهتمام بما هو خارج الذات، والتسامح، والاستقامة. وعند تحليل الصفات القيادية للملك خالد في ضوء منهج السمات القيادة، يتضح توافق هذه الصفات مع ما توصل إليه هذا النهج من الصفات القيادية للقادة الفاعلين سواء على المستوى الإداري أو العسكري أو السياسي. من هنا يتضح لنا بعض جوانب شخصية الملك خالد القيادية المتميزة، كما يتضح الدور المهم للسمات القيادية الفعالة في نجاح القائد.
ومن المأمول أن تلقى هذه الدراسة المزيد من الضوء على السمات القيادية الإنسانية التي عرف بها الملك خالد، كما يؤمل أن تساعد هذه الدراسة الدارسين في مجال القيادة والإدارة، والعلوم السياسية، والتاريخ التعرف على بعض التطبيقات العملية لبعض نظريات القيادة من خلال الممارسات الفعلية لمنهج الملك خالد في القيادة، فالنمط التي تمارس فيه القيادة يفسر نظريتها.
البحث الرابع
(ملخص بحث)
خالد بن عبدالعزيز آل سعود.. رحمه الله
ومسيرة التنمية في عهده
د. محمد بن يحيى آل مزهر
أمين عام الغرفة التجارية - الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد
ماضٍ عريق وحاضر زاهر ومستقبل واعد - بإذن الله تعالى - في ظل دولة جعلت من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستور حياة، بلد تخطى بإذن الله- مائة عام من الوحدة المتماسكة والبناء المتوازن في جميع المجالات، هي فترة قصيرة إذا قيست بعمر الأمم تحقق فيها بحمد الله وتوفيقه ما لم يتحقق لدول لديها من الإمكانات والموارد الشيء الكثير، وما ذلك إلا بفضل الله ثم بفضل قادتها الذين رعوا كتاب الله علماً وعملاً، وحافظوا على قيمها ومبادئها التي تتوافق مع نهج الله، ولا غرو فخطط التنمية المتلاحقة ابتداء من عام (1390ه) تنص على أن دستور الدولة هو القرآن والسنة النبوية المطهرة. لكل ملك مميزات وإنجازات تحققت في عهده. ونحن نتكلم عن الإنجازات الإدارية والتنظيمية والإصلاحية، وكان أبرز ما في تلك المرحلة إنشاء جامعتي الملك فيصل بالأحساء، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وذلك انطلاقاً من حرصه (رحمه الله) على الإنسان السعودي بالدرجة الأولى، مدركاً أنه محور التنمية حيث يقول في إحدى كلماته (إن المؤمن القوي خير من الضعيف، فإنا نحرص على بناء قاعدة اقتصادية قوية أساسها وقاعدتها الإنسان السعودي، الذي نبني فيه القدرة على تحديات التعامل مع منجزات العصر).
ولذا كانت هناك إنجازات تنموية طموحة في فترة قصيرة جداً لم تتجاوز سبع سنوات هي فترة حكمه - رحمه الله -.
ولذا شهدت البلاد وثبة حضارية شملت مختلف النواحي، ودخلت التكنولوجيا معظم المجالات، وأتت خطط التعليم ثمارها، وتوفرت الأعداد من الشباب السعودي الطموح المؤهل الذي أصبحت تعتمد عليهم البلاد، وهو ما لم يكن متوافراً من قبل. ومن خلال تنفيذ خطة التنمية الثانية (1395-1400هـ) تم إنجاز العديد من مشروعات البنية التحتية، وتم التوسع والارتفاع بمستوى الخدمات، كما تم إعداد الخطة الثالثة للتنمية لإكمال المسيرة المباركة، وتم البدء في تنفيذها، وكان لتصاعد موارد الدولة من منتجات البترول الأثر الكبير في دفع عجلة التنمية بصورة أسرع، وتحقق الكثير من الإنجازات التي دفعت بالبلاد إلى مرحلة التقدم والنمو، وكان ذلك إيذاناً ببزوغ فجر جديد، ومرحلة مهمة من مراحل النمو، اتضح ذلك في قيادة أبنائها لكثير من المرافق العامة للدولة، ونمت القطاعات الإنتاجية نمواً قياسياً جعل المملكة في المرتبة الأولى بين دول العالم الثالث، من حيث معدلات النمو، واستطاعت المملكة اللحاق بالركب الحضاري، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات العملاقة التي تمثلت في تطوير المدن والتوسع في شبكات الطرق والجسور والأنفاق وشبكة الاتصالات، والتوسع في إنشاء محطات التحلية من البحر، وتطوير الزراعة، وتقديم الإعانات، والتوسع في إنشاء الصناديق للإقراض سواء الزراعية أو العقارية، وكان أهم إنجاز في عهده هو تحسين أوضاع الموظفين، ووضع قواعد جديدة للرواتب والمستحقات، وإنشاء وتطوير الموانئ والمطارات الدولية، والتوسع في إنشاء المعاهد والجامعات، وإنشاء المدن الجامعية، وإنشاء وزارة الصناعة والكهرباء. وقد ساهمت المملكة في عهده في إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام(1401هـ) واستضافت المملكة مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في الطائف ومكة المكرمة.
كل ما تقدم أنجز في فترة وجيزة، سأحاول إلقاء الضوء على الجانب الإداري منها، والذي بدوره انعكس على حياة المواطن السعودي في تلك الفترة، وهي بلاشك فترة ليست بالسهلة، فهي فترة تأسيس وبناء لأكثر أنظمة الدولة سواء ال إدارية أو القضائية أو الإصلاحية.
البحث الخامس
(ملخص بحث)
التنمية الصناعية في المملكة العربية السعودية
في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود
(1395-1402هـ - 1975-1982م)
أ.د. محمد مفرح شبلي القحطاني
قسم العلوم الاجتماعية - جامعة الملك خالد
احتلت التنمية الصناعية في المملكة العربية السعودية خلال فترة حكم الملك خالد (رحمه الله) (1395-1402هـ - 1975-1982م) أولوية كبرى في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فقد أكدت السياسة الصناعية في المملكة على (تنويع القاعدة الصناعية لتحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي اقتصادياً والإفادة من المزايا التي يوفرها الإنتاج المحلي بالنسبة للتكاليف والحماية من الاضطرابات الخارجية). أسس في بداية عهد الملك خالد (رحمه الله) المؤسسات الحكومية الرئيسة لقيادة القطاع الصناعي بالمملكة حيث تم إنشاء وزارة الصناعة والكهرباء، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، ومركز الأبحاث والتنمية الصناعية وغيرها. كما تم تقديم الحوافز التشجيعية والمالية للمستثمرين من القطاع الخاص لتنمية وتطوير المشاريع الصناعية.
نتج عن هذا الاهتمام بالتنمية الصناعية زيادة عدد المصانع من (479) مصنعاً في عام (1395هـ) على (1670) مصنعاً في عام (1402م)، أي بزيادة وقدرها (250%). وزاد عدد عمال الصناعة من (25.199) عاملاً في عام (1395هـ) إلى (109.919) عاملاً في عام (1402هـ)، أي بزيادة تصل إلى أكثر من (336%). كما زاد رأس المال المستثمر في القطاع الصناعي من (6.132) مليون ريال في عام (1395هـ) إلى (53.851) مليون ريال في عام (1402هـ)، أي بزيادة وقدرها (778%).
تركز هذه الورقة على تحليل خصائص التنمية الصناعية في المملكة العربية السعودية خلال تولي الملك خالد بن عبدالعزيز (رحمه الله) مقاليد الحكم (1395-1402هـ) من حيث سياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية، والبنية الصناعية، وتطور الصناعة وأهميتها في الاقتصاد الوطني، والتوزيع المكاني للتنمية الصناعية.
البحث السادس
(ملخص بحث)
موقف الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في دعم ومساندة قضية الصراع العربي - الإسرائيلي
(1395-1402هـ - 1975- 1982م)
د. نبيل عبدالجواد سرحان
كلية تربية البنات ببيشة.
لعبت المملكة العربية السعودية دوراً تاريخياً مهما في دعم قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومساندتها على مختلف الأصعدة العربية والدولية، وفي شتى الحقول والميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية. وقد اتضح ذلك جلياً في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز- يرحمه الله- (1395-1402هـ - 1975-1982م) حيث حرص جلالته على مناصرة القضايا العربية والإسلامية بصفة عامة، ودعم ومساندة قضية فلسطين على وجه الخصوص.
والجدير بالذكر، أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ليس أمراً طارئاً فرضته أحداث معينة، لكنه سياسة ثابتة للمملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - واستمر هذا الاهتمام، وأصبح استراتيجية ثابتة لسياسة المملكة في عهد أبنائه من بعده.
وقد قدم الملك خالد بن عبدالعزيز الكثير للقضية الفلسطينية منذ أن كان ولياً للعهد، وبعد أن أصبح ملكاً للبلاد، حيث أكد في أكثر من مناسبة دعم حكومة المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني وقضيته، إيماناً منها بشرعية القضية الفلسطينية وعدالتها.
كان الملك خالد بن عبدالعزيز يدعو باستمرار، وفي كل المناسبات إلى التضامن الإسلامي من أجل تحرير فلسطين، وإنقاذ المقدسات الإسلامية فيها، ودعم الشعب الفلسطيني في كفاحه وجهاده من أجل تحرير وطنه ومقدساته. فمنذ أن كان ولياً للعهد (1384هـ - 964م)، وهو يتابع تطورات القضية الفلسطينية، ويدعو المسلمين إلى التضامن من أجل حماية المقدسات الإسلامية والدفاع عن فلسطين والفلسطينيين.
ففي (14صفر 1387هـ - 24 مايو 1967م) أعلن الأمير خالد بن عبدالعزيز أمر الملك فيصل بن عبدالعزيز ?يرحمه الله- التعبئة العامة للقوات المسلحة، وقد تواترت الأنباء حول دخول عشرين ألف جندي من القوات السعودية الأراضي الأردنية، وصدرت لهم الأوامر لصد أي اعتداء إسرائيلي غادر على أي جزء من منطقة خليج العقبة. وعقب إحراق اليهود للمسجد الأقصى (1389هـ - 1969م) وجهت الحكومة السعودية نداءً إلى المسلمين في العالم طالبتهم فيه بالتضامن والتكاتف لحماية المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة. وعندما أعلنت اسرائيل ضم مدينة القدس، دعت المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر قمة إسلامي عقد في مكة المكرمة برئاسة الملك خالد بن عبدالعزيز في ربيع الاول 1401هـ - 1981م.
وتعتبر هذه السياسة في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز تعبيراً واضحاً عن إيمان الشعب العربي السعودي بقضية الصراع العربي-الإسرائيلي ودعمها في سبيل عودة الحق إلى أهله، وعودة الأرض إلى أبنائها، مما انعكس بشكل إيجابي على الشعب العربي الفلسطيني الشقيق وقيادته.
البحث السابع
(ملخص بحث)
الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وتعزيز التضامن الإسلامي من خلال المؤتمرات والمصالحة
د. محمد ناصر بن محمد القرني
كلية الشريعة وأصول الدين - جامعة الملك خالد
إن التاريخ الإسلامي العظيم سجل بمداد من الفخر والاعتزاز على صفحات من نور لملك عظيم نشأ نشأة إسلامية في بيت الصلاح والتقوى وعلى يد معلم بارع، تلك المواقف الإسلامية الرائدة الرائعة لخدمة الإسلام والمسلمين، ولا غرابة في ذلك فإن والده الموحد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) رباه على عقيدة التوحيد ومبادئ الإسلام، التي كانت تقوم على مبادئ مهمة أوضحها في مقولته المشهورة حيث قال: (الإنسان يقوم على ثلاث فضائل: الدين، والمروءة، والشرف، وإذا ذهبت واحدة من هذه سلبته معنى الإنسانية) والبحث في هذا الموضوع ينقسم إلى تمهيد ومبحثين وخاتمة:
لقد سعى الملك خالد (رحمه الله) إلى توحيد صفوف المسلمين لعلمه يقيناً بأن الوحدة قوة ومهابة والتفرق ضعف وذلة، وذلك من خلال المؤتمرات التي دعا إليها جميع حكام المسلمين للاجتماع في رحاب المسجد الحرام لمدارسة أمور المسلمين، ومحاولة إظهار أهمية دور المسلمين في العالم أجمع، وكذلك حاول توطيد هذا المبدأ من خلال المؤتمرات التي تخص الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومحاولة جمع الشمل وتوحيد الكلمة من خلالها.
وكانت هذه المؤتمرات التي عقدت في المملكة العربية السعودية وعهد الملك خالد (رحمه الله) بداية صحيحة لجمع شمل الأمة الإسلامية، التي تصدعت بينها العلاقات بسبب الخلافات، والتي كان لها أثرها الإيجابي على جميع المستويات، حيث اكتسبت أهمية خاصة لكونها تعقد في أطهر بقعة في العالم أجمع ألا وهي قبلة المسلمين مكة المكرمة، وكان (رحمه الله) قد افتتح مؤتمر القمة الإسلامي يوم (19 ربيع الأول لعام 1401هـ الموافق 25-1- 1981م) أمام الكعبة المشرفة في موقف مهيب يتذكر فيه الكل انطلاقة نور الإسلام من تلك الشعاب والجبال عند مبعث سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي كان نقطة البداية لعزة هذه الأمة.
وكذلك عقدت في رحاب المملكة العربية السعودية عدة لقاءات لوزراء الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية، وكان عددها ثلاثة مؤتمرات كلها في أرض الطهر والنقاء مكة المكرمة، وكانت كلها تصب في اجتماع الأمة الإسلامية على المنابع الصافية الكتاب والسنة، وكذلك من أجل التضامن الإسلامي بين الدول الإسلامية كان (رحمه الله) له دور كبير في تنقية شوائب الخلاف بين بعض الدول، كالتوفيق بين مصر وسوريا من خلال قمة ثلاثية بين كل من الملك خالد ? رحمه الله- والرئيسان السادات والأسد، وكذلك حل الخلاف الذي نشب بين مصر والسودان من خلال قمة ثلاثية في جدة, وكذلك إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا بعد قطعها بسبب الخلاف على الصحراء.
وهو بذلك يحاول جمع الكلمة وتوحيد الصف لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً.
المبحث الثاني:
تقدير المسلمين لأعماله الإسلامية من خلال حصوله على الأوسمة وشهادات التقدير
إن الملك خالد (رحمه الله) صاحب المواقف الإسلامية الكبيرة مع جميع المسلمين في أنحاء العالم، ومع قضاياهم العادلة، يستحق بكل اقتدار أن يتقلد من الأوسمة أفضلها، ومن الشهادات أرفعها، فقد جمع كلمة المسلمين من خلال المؤتمرات، كما تقدم وحكم بشرع الله عزوجل، وأوفد العلماء لنشر دعوة الإسلام في كل مكان من خلال مراكز الدعوة والإرشاد في الخارج، ومن خلال المعاهد العلمية المتواجدة خارج البلاد التي تدعو وتعلم الناس الخير، وكذلك دفاعه عن الأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم، وتقديم يد العون لهم مادياً ومعنوياً مما كان له كبير الأثر في نفوس المسلمين ومحل تقدير واحترام من كل مسلم على هذه البسيطة ومنها:
1- حصل على جائزة الملك فيصل (رحمه الله) لخدمة الإسلام.
2- حصوله على الشخصية العالمية لعام (1976م).
3- حصوله على الميدالية الذهبية للسلام.
4- حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة أرجنتينية بالإضافة إلى عشرات الأوسمة المهداة إليه (رحمه الله).
الخاتمة:
ختم هذا البحث بذكر نماذج من خطبه التي ألقاها ولها علاقة بجهوده لخدمة الإسلام والمسلمين، ولا أزعم أنني في هذه الوريقات أستطيع أن أفي هذ المليك حقه؛ لأنني أمام سيرة قامة من قامات القيادات الإسلامية العظيمة، ولكن حسبنا أننا نذكر شيئاً ولو يسيراً من سيرته الحافلة بكثير من الدرر التي ينبغي أن يتخذها الناس نبراساً تضيء لهم الطريق نحو مستقبل أفضل، ونسأل الله جلت قدرته أن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين.
البحث الثامن
(ملخص بحث)
جهود الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في خدمة قضايا الأقليات المُسلمة في العالم
الدكتور: صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُساعد ومدير مركز البحوث التربوية بكلية المعلمين في أبهـا
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:
فإن حياة الإنسان لا تُقاس بعدد السنين والأعوام، وإنما بحجم ما قدّم وأنجز لأبناء دينه ووطنه وأُمته. وانطلاقاً من هذه الحقيقة يأتي الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله تعالى) ليُقدِّم (في سبع سنين فقط) الكثير من الجهود العظيمة التي لا تزال شاهدةً على عظيم اهتمامه وصادق إخلاصه، ولا سيما فيما يخدم الإسلام وقضايا المُسلمين.
وانطلاقاً من كون خدمة الإسلام والمُسلمين تُعد واجباً شرعياً تفرضه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف على مستوى الفرد والمجتمع، وعلى مستوى الحاكم والمحكوم، فإن الملك خالد بن عبدالعزيز قد أولى هذا الجانب اهتماماً بالغاً ليكون بذلك سائراً على نهج والده (الملك عبدالعزيز)، وأخويه (سعود وفيصل) الذين انتهجوا جميعاً هذا النهج المبارك، وأسهموا فيه بالكثير من الإسهامات التي لا يُنكرها إلا مكابر أو جاحد. ورغم أن مجال خدمة الإسلام والمُسلمين ولا سيما في هذا العصر مجالٌ واسعٌ، وميدانٌ كبير ومُتشعب؛ فإن الملك خالد بن عبدالعزيز (رحمه الله تعالى) قد أسهم فيه بحظٍ وافرٍ ونصيبٍ كبيرٍ تمثل في كثيرٍ من الجهود العظيمة التي بذلها وحرص عليها سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي وستُحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على بعض من جهود الملك خالد بن عبدالعزيز في خدمة قضايا الأقليات المُسلمة في العالم، رغم ما يُحيط بهذه القضايا من تحدياتٍ ومُشكلات وضغوطٍ على مختلف الأصعدة، وبخاصةٍ على المستوى الدولي بمُختلف جوانبه السياسية والعقدية والتعليمية، ونحوها.
محاور الدراسة:
تشتمل الدراسة على مقدمة، وثلاثة محاور، ثم الخاتمة والتوصيات، وسوف تكون المحاور على النحو التالي:
المحور الأول: المقصود بالأقليات المسلمة، وأماكن وجودها في العالم.
المحور الثاني: دوافع عناية الملك خالد بدعم ومساندة الأقليات المُسلمة في العالم.
المحور الثالث: نماذج من جهود الملك خالد في خدمة قضايا الأقليات المُسلمة في العالم
الخاتمة والتوصيات.