Al Jazirah NewsPaper Friday  25/05/2007 G Issue 12657
الرأي
الجمعة 8 جمادى الأول 1428   العدد  12657
إلى مركز المشاريع بهيئة تطوير مدينة الرياض
عرقة: واقعها اليوم
أحمد الشدي

كانت فيما مضى مدينة عرقة، واليوم هي جزء من مدينة الرياض الناهضة؛ ومنها في الماضي انطلق مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله آل سعود عام 1236هـ - 1821م لبناء دولته، وتقويض نفوذ الدولة العثمانية الغاشم على هذه البلاد وهضبتها نجد وعاصمتها الرياض، التي جعل منها عاصمة لسلطانه.

كان الإمام تركي - رحمه الله - شجاعاً محباً للعدل والعمل به متصفاً بالحكمة والقيادة والرؤية الحسنة، وقد ساعده ابنه الإمام فيصل في تأسيس ملكه وتولى عنه إرساء قواعد الأمن والتوسع وازدهار البلدان والعقول، وبسط السلام على ربوع هذا الجزء المهم من جزيرة العرب.

إن موضوع حديثنا اليوم عن عرقة كما ذكرت لها ماض معروف وهي الآن يحيط بها الامتداد العمراني لمدينة الرياض من كل جانب لكنها تحتاج إلى الاهتمام من قبل هيئة مدينة الرياض التي نجحت بشكل مذهل على جعل الرياض مدينة عصرية بكل المقاييس.

عرقة القديمة بقي منها قرية أثرية ربما هي بقايا قصر الإمام تركي بن عبدالله، ويحجب هذه الآثار المهمة عن الوادي بيوت بنيت بشكل عشوائي تشوّه المنظر الجميل للوادي خاصة بعد أن يتم استكماله وهي أمام حي السفارات من ناحية الغرب وإزالتها أصبحت ضرورية لتكامل الصورة، وتلك المباني شبه (العشوائية) قليلة وطولها على الوادي حوالي مئة متر، وعرضها لا يزيد عن سبعين متراً؛ والهيئة بخبرتها في هذا الوادي أعرف مني بتحسين وادينا الجميل، إصلاح هذا الشريط سوف يضيف منظراً خلاباً وسيجعل مَن ينظر مِن أعلى حي السفارات أو مَن يسلك طريق مزرعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يشاهد تلك الآثار القديمة وبساتينه المورقة على حافة الوادي، ثم ينظر الجبل الغربي.

إنني أدعو المهندس عبداللطيف آل الشيخ رئيس مركز المشاريع في هيئة تطوير عاصمتنا الحبيبة أن يقوم بزيارة ميدانية ليقتنع بما طرحته خاصة، وقد بذلت الهيئة الشيء الكثير من أجل إنجاح الخطة التي وضعتها الهيئة من تشجير الوادي، ولم يبق إلا هذه الوصلة البسيطة، ثم إنها تقع في محيط المدينة ولا تبعد عن جامعة الملك سعود سوى كيلوات معدودة؛ وما دام الحديث عن عرقة هذه الضاحية الخضراء والمتنفس القريب جداً لأهل الرياض، فلا بد من إعادة النظر في تخطيطها بشكل أفضل، فمثلاً: خطط مدخلها الذي يبدأ من حي الخزامى الجنوبي ووضع دوار كبير يوزع الطرق على عدد من المسالك من يريد أن ينزل على الوادي أو عرقة القديمة فما عليه إلا أن يسير بحذر شديد، وكذلك من يريد الصعود إلى عرقة الجديدة، وهو دوار معرض للحوادث بسبب حجمه الكبير وعدم ضبطه بمطبات اصطناعية وإنارات كافية، المطلوب أن يعاد النظر في حجم الدوار، ثم التخطيط له بشكل أنسب، ثم لا بد من دعم بلدية عرقة بما تحتاجه لتحسين مدخل المدينة القديمة وبناء أسواقها، والعمل على توحيد ألوان المباني، وكذلك جعل التصاميم لها علاقة بتاريخ البناء في المنطقة، ويوضع فيها شيء من لمسات البناء في حي السفارات مع وضع ألوان تناسب البيئة المحيطة بعرقة، وكذلك إصلاح الحدائق المحيطة بجنبات وادي حنيفة؛ فالمياه متوفرة حسب آراء سكان عرقة من الفلاحين الذين يعرفون هذه المنطقة وبذلوا وما زالوا يبذلون جهودهم لتطوير الزراعة والرقعة الخضراء التي تضيف على ضاحيتهم ومدينة الرياض العامرة الكثير من البهاء والجمال.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد