صدر مؤخراً كتاب (حمد الحجي شاعر الآلام) دراسة في شعر الشاعر السعودي الراحل حمد بن سعد الحجي، والكتاب - في أصله - رسالة علمية أعدها الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الدخيل المحاضر في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ليستكمل بها متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الأدب العربي.

يتكون الكتاب من تمهيد - درس فيه الباحث العلاقة بين الألم النفسي والإبداع بشكل علمي عميق - وثلاثة فصول طويلة جاءت على النحو التالي:

الفصل الأول: العوامل المؤثرة في شعر الحجي.

الفصل الثاني: صدى المؤثرات النفسية في شعره.

الفصل الثالث: الدراسة الفنية.

واشتملت هذه الفصول الثلاثة على ستة عشر مبحثاً، انتهى الباحث من خلالها إلى جملة من النتائج، من أهمها:

1 - أن مسيرة حمد الحجي الشعرية مرت بثلاث مراحل، هي: مرحلة ما قبل المرض، ومرحلة إرهاصات المرض، ومرحلة المرض الفعلي، وكان شعره مصوراً للمرحلتين الأولى والثانية وعكس - بحق - نفسيته، وفي المرحلة الثالثة توقف عن الإبداع اللهم إلا بعض الأبيات المتناثرة التي لا تشكل قصيدة كاملة.

2 - أن الإبداع الذي خلفه الحجي لا يعود إلى المرض النفسي الذي أصابه، وإنما إلى المعاناة التي كان يعانيها من قبل؛ حيث الحساسية الشديدة، والانفعال السريع، وقد صورها شعره تصويراً دقيقاً، مما هو دال على أشياء كثيرة من أهمها صدق عاطفته الشعرية.

وأبرز ما يميز هذا الكتاب قيامه على المنهج النفسي الذي يكاد يكون مندثراً في دراسات الألفية الجديدة، واشتماله كذلك على ملحق بأهم القصائد المستشهد ببعض أبياتها في الكتاب.

الكتاب جاء في خمس مائة صفحة، بتقديم الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين، أول من لفت الانتباه إلى حمد الحجي بكتاب خاص.