سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - حفظه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعليقاً على ما يكتب في صفحات الجزيرة بشأن أبنائنا الطلاب وهموم التربويين، أحببت المشاركة بهذه الخاطرة، فأقول: يعيش أبناؤنا الطلاب هذه الأيام موسم حصاد موسم دراسي كامل بذلوا فيه الكثير والكثير، وبذلك أولياء أمورهم ومعلميهم الجهد الوفير من أجل تحقيق نجاح يختموا به مشوار عام دراسي كامل، وقياس مستوى تحصيلهم خلال هذا الفصل الذي تصرمت أيامه وانقضت، فنسأل الله عز وجل أن يوفقهم وأن يعينهم وأن يحقق فيهم رجاء معلميهم ووالديهم، بأن يتخرجوا ويصبحوا مواطنين مخلصين ولبنة صالحة في هذا المجتمع الطاهر وهم أهل لذلك - إن شاء الله تعالى- ولكن ونحن مقبلون على هذه الفترة المهمة في حياة أبنائنا الطلاب إلا أنه يخفى على بعض المعلمين وأولياء الأمور ما يقوم به الطلاب حال خروجهم من اختباراتهم في الفترة الصباحية من اختلاط بقرناء سوء مفسدين أغواهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وأحبوا أن يوقعوا غيرهم في شراكهم، حيث يقومون بلفت أنظار هؤلاء الفتية بالتفحيط تارة، وبالتحدي والمغامرة تارة أخرى، بعيداً عن رقابة المعلمين وأولياء الأمور.
إن المتأمل لما يقوم به بعض طلابنا اليوم في هذه الفترة الحرجة (فترة ما بين الخروج من الاختبار وحتى وقت الظهيرة) من سلوكيات وتصرفات لا مسئولة ليعجب أشد العجب ويتألم أشد الألم حين يرى شاباً لم يتجاوز السابعة عشر من عمره جعل من سيارته أداة للعبث بدماء الآخرين؟
نتألم أشد الألم حين نرى تلك التجمعات من شباب في عمر الزهور يدفعون زميلهم - قائد السيارة- إلى الموت بالتشجيع والتصفيق له!!
نتألم أشد الألم حين نرى ذلك الشاب يفقد السيطرة على السيارة فيدعس مجموعة من الأطفال الذين خرجوا للتو من مدرستهم متوجهين لتناول وجبة الإفطار في بيوتهم ومع أمهاتهم!!
نتألم أشد الألم حين نشاهد أولياء الأمور في سبات عميق لا يصحون منه إلا في وقت لا ينفع فيه الندم!!
فأين تأثير عام دراسي كامل على سلوك الناشئة وأخلاقهم؟
إننا نناشد المعلمين وأولياء الأمور أن يقفوا صفاً واحداً في سبيل توجيه هؤلاء الشباب ونصحهم وتحذيرهم من عاقبة تلك التجمعات المشبوهة بعد فترة الامتحان والتي تشكل خطراً بالغاً على هؤلاء المتجمعين، وأن يتعاونوا مع رجال الأمن في التحذير من تلك التجمعات، بالإبلاغ عن كل من به ريبه، والتعاون مع أجهزة الأمن بإعلامهم عن موعد خروج الطلاب في هذه الفترة، وأن يمنع الطلاب من الخروج من المدرسة بين فترتي الأمتحان.
كما نأمل من إدارات التعليم توجيه المدارس بمنع خروج الطلاب بين فترتي الامتحان، وتوجيه الطلاب لخطر الخروج والتجمعات أمام المدارس.
وإن من الواجب على أولياء الأمور أن يتفقدوا أبناءهم ويسألونهم: أين يذهبون؟ ومع من يذهبون؟ وماذا يفعلون؟ ومتى يعودون؟ فيدعونهم بالحكمة والموعظة الحسنة من غير عنف ولا تجريح، فإننا في هذه الفترة نشاهد مآسي سببت الآهات لكثير من الآباء والأمهات!! في هذه الفترة نشاهد الحسرة في قلوب كثير من أولياء الأمور بسبب فقدهم لأولادهم أو ملازمتهم لهم على الأسرة البيضاء!!.
نسأل الله عز وجل أن يوفق شبابنا في دينهم ودنياهم، وأن يحفظهم من كل سوء، وأن يجعلهم ذخراً لدينهم ووطنهم، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان.
محمد بن عبدالعزيز المحمود -البكيرية