عرَّف نايف عبيد الله الثبيتي (تخصُّص فيزياء البحار بجامعة الملك عبد العزيز بكلية علوم البحار) الإعصار - وفقاً لمركز الأعاصير الوطني بالولايات المتحدة - بأنه عاصفة حلزونية استوائية تحدث في المحيط الأطلنطي، وهو الاسم المعروف للأنظمة منخفضة الضغط التي تتطور في المدارين.
وأرجع الثبيتي حدوث معظم العواصف الرعدية في المناطق الاستوائية والمدارية إلى وجود التيارات الساخنة المحملة بالرطوبة (وهي مناطق الضغط المنخفض)، وعندما تتقابل مع تيارات الهواء البارد الجافة القادمة من الشمال (وهي مناطق الضغط المرتفع) تتكون الجبهة، معرفاً الجبهة بأنها الخط الواقع بين الكتل الهوائية الساخنة والكتل الباردة، فيأخذ الهواء الساخن في الصعود على شكل دوامة بسبب دوران الأرض حول نفسها، فيحدث جبهة ساخنة تتجه إلى أعلى، وتوجد دوامة هواء باردة تتجه إلى أسفل داخل دوامة الهواء الساخنة، وتسمى هذه الدوامة وسحبها بخلية العاصفة، ومن الغريب أن هذه الخلية قد تنقسم وتكون عدة خلايا أخرى، ومن تلك الخلية العاصفة يُولد الإعصار، فعندما يزداد حجم سحابة العاصفة وتزداد سرعة الدوامة الهوائية الصاعدة إلى أعلى يخرج من العاصفة إعصار.
وقال الثبيتي: إن الأعاصير أنواع، أشهرها الأعاصير المدارية، والأعاصير الدوامية. وتُعرف الأعاصير المدارية باسم مشهور (هاريكين)، وعادةً ما تتكون الأعاصير فوق المحيطات بسبب تقابل الرياح الباردة من القطب مع كتلة الهواء الدافئ التي تأخذ في الارتفاع على شكل حلزوني، وبسبب تمدُّد الهواء الدافئ يفقد حرارته فيبرد فيسبب تكثيف الماء المحمل من المحيطات، ثم يفقد الماء حرارته فيسخن الهواء مرة أخرى وينضم إليه هواء ساخن جديد من الخارج إلى الدائرة فتزداد الحرارة؛ مما يسبب ارتفاع الهواء ودورانه بسرعة أكبر، فتتكون دوامة ضخمة وجبارة، وتصبح السماء مظلمة، وتتكون كميات كبيرة من السحب، وتبدأ الدوامة في شفط مياه المحيط إلى أعلى، فتتكون موجات عملاقة، وتهطل الأمطار بقوة، وينطلق البرق والرعد. أما مواصفات الإعصار المداري فهو ضخم الحجم، ويصل قطره إلى 160 كيلومتراً، وقد يصل قطر بعض الأعاصير المدارية إلى 800 كيلومتر!! وتسير بسرعة تصل إلى 40 كيلومتراً في الساعة، والرياح العنيفة التي تهبّ داخل هذه الأعاصير تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة، وهي مدمِّرة وخطيرة. ومن عيوبه أنه قد يستمر من 9 إلى 25 يوماً. ومعظم الأعاصير المدارية لا تصل إلى اليابسة، وإذا وصلت إلى اليابسة فإنها تحدث خسائر كبيرة، ليس بسبب الرياح ولكن بسبب الأمواج التي يلقي بها الإعصار فوق الشاطئ. ومن الأمثلة الحديثة إعصار كاترينا بالولايات المتحدة الأمريكية.
أما الإعصار الدوامي أو التورنادو فهو أصغر في الحجم من الإعصار المداري (الهاريكين)، ولكنه أكثر خطورة؛ فهو أسرع من (الهاريكين)، ويظهر فجأة دون إنذار، بعكس (الهاريكين) الذي يمكن رؤيته وتحذير المدن منه؛ فالتورنادو يختبئ داخل العواصف الرعدية ثم فجأة يظهر ويدمّر كل ما يقابله، والتورنادو يتميز بدوامة عنيفة، ويأخذ شكل القمع، ورأس القمع تكون عند الأرض ثم يرتفع، وعند البداية يكون لون القمع أبيض، ولكنه يتحوَّل إلى اللون الأسود، حيث إنه حمل ألواح الفولاذ كأعواد القش، وهدم المنازل كأنها علب كرتون، وحمل 3 صهاريج عملاقة محملة بالغازات يزن الواحد منها 34.000 كيلوجرام، وقام بسحقها كأنها أكواب من ورق، ولكن من نعم الله أنه لا يدوم أكثر من ساعتين.
أجزاء الإعصار
ويضيف الثبيتي: عند تكوُّن الإعصار نجد أنه يتكون من ثلاثة أجزاء، هي:
العين: وهي مركز الدوران، وفيها ضغط منخفض وهادئ.
جدار العين: وهي المنطقة حول العين، وفيها أسرع وأعنف رياح. موجات المطر: وهي موجات من العواصف الرعدية التي تدور نحو الاتجاه الخارجي للعين، وهي جزء من دورة التبخر والتكثيف التي تغذي العاصفة.
الحجم والموقع
تتباين الأعاصير في أحجامها، فنجد أن بعضها ذات حيّز ضيق وتخلف وراءها القليل من الأمطار والرياح، والبعض الآخر أكبر وأوسع وتنتشر رياحه وأمطاره لمئات أو آلاف الأميال.
عمر الإعصار
يختلف الإعصار حسب نوعه وقوته، فهناك أعاصير قد تستمر من 9 إلى 25 يوماً.