الدمام - ظافر الدوسري
أكد عدد من الأكاديميين والتربويين أن هاجس خوف ورعب الامتحانات الذي يتعرض له طلابنا لا مفر منه في ظل الطريقة التقليدية التي تنفذ بها وزارات التربية والتعليم بالوطن العربي وتعتمد على الحفظ دون الفهم خصوصاً ونحن نعيش في وضع من التدفق وانفجار المعلومات المختلفة. وطالبوا الآباء بعدم ربط نجاحهم بنجاح الابن وتحقيقه درجات عالية ما يجعله يعيش في خوف وقلق، مطالبين بالحرص على تقديم التحفيز والتشجيع الذي يدفع الطلاب للدخول في الاختبار باطمئنان.حول الاختبارات وطريقة التعامل المثلى كان هذا الرصد:في البداية تناول الدكتور محمد عبدالغني هلال مدرب عميد المعهد العالي للتعاون ورئيس مجلس إدارة مركز تطوير الأداء والتنمية بجمهورية مصر العربية أسلوب الاختبارات قائلاً: بالنسبة لتقييم الاختبارات فيقودها مجموعة من الأساتذة والخبراء المطلوب أن نغيرهم بدماء جديدة وأفكار جديدة تستطيع أن تستفيد من ما يحدث من ثورة في المعلومات والاتصالات، وأوصي الموجهين والموجهات على الأخذ بالأساليب الحديثة للاختبارات وأن تغير استراتيجيتها في الامتحانات التقليدية التي تعتمد على الحفظ إلى الاختبارات التي تعتمد على القدرة والاستفادة من المعلومات, فكلما اعتمد الاختبار على الحفظ كلما أدى إلى الخوف, فالقدرة على الحفظ تختلف من شخص لآخر ولم تعد معياراً للكفاءة ولكن ما هو معيار الكفاءة؟ من الذي يستطيع أن يحصل على المعلومة ويوظفها لخدمة الهدف؟ وهنا التوجه الجديد أن تكون الامتحانات عبارة عن تمارين وتطبيقات وحالات تختبر القدرة على توظيف المعلومات لإدارة الموقف والواقع وليس سرد المعلومات, لأن التدفق وانفجار المعلومات لن يمكننا أن نحفظ كل المعلومات التي حولنا مهما كان.
د. أحمد بوزبر وكيل وزارة التعليم العالي سابقاً بدولة الكويت ودكتوراه الفلسفة في التربية علل رعب الاختبارات لدى الطلاب إلى 3 أسباب قائلاً: في اعتقادي أن رعب الاختبارات نحن الذين أوجدناه, فبعد أن أوجدناه وأردنا أن نتخلص منه لم نستطع. وهذا الرعب عند الأبناء سببه 3 أمور في اعتقادي الشخصي؛ أولاً: هناك ما يسمى بتسعير التعليم أعني أن التعليم مسعّر بمعنى أنه كم صدر من امتحان كم وافق لك وكم نسبة الصح إذن أنت تنجح. مما جعل الطالب يقيس نفسه بهذا السعر فتسعير التعليم هو الذي جعل الطالب يعيش في رعب وخوف.
السبب الثاني في رعب الطلاب: وهو توقعات البيت من الابن عالية جداً برفع سقف النجاح أن يكون أبناؤنا كلهم بتقدير امتياز, فعندما رفعنا سقف النجاح عند الأبناء كوّن خوفاً ورعباً عندهم وهنا يضرب الدكتور بوزبر مثالاً من أسرته إذ يقول: لدي أحد أبنائي ولا أخجل أن أقولها أمام الناس كلهم حصل على معدل متوسط بينما والده يدرب دورات في بلاد العالم, فالأمر عادي جداً بالنسبة لي, لأن هذه هي قدرات الطالب وهناك أسر مثلاً لديها طالب لو حصل على 94.5% لقيل له بندم ليتك حصلت على 95% بدلاً من أن نبارك له على هذه الدرجة.السبب الثالث: نتيجة التزايد العددي على الوظيفة, أصبح واقعنا الحالي أن خريج التعليم الذي يتعب والذي لا يتعب سوف يوضعان سوياً بالطابور بحثاً عن الوظيفة فم الذي نتج عندنا بعد ذلك؟ ماذا يقول الطالب لماذا أتعب وأتميز إذا كان التميز والتعب مسعّراً أو من أجل أن يرضى والدي عني على إنجازي أو في النهاية سوف أصف في الطابور انتظاراً للوظيفة الحكومية.ولعلاج هذه المسببات يجب تفكيك هذه المسببات ويجب أن يفهّم الطالب بأن التعليم ليس بسعر, القضية ليست بكم تعرف وكيف وصلت إليه, القضية ليست بأن الطالب لا بد أن يحصل على امتياز القضية هل أنت أيها الطالب راض عن هذه النتيجة أم لا؟ هل هذا حدك أم باقي عندك نفس أيضاً، في عملية التوظيف لا يصف جميع المتقدمين سواسية فيجب أن نضع المتميزين في صف والأقل منهم في صف آخر حتى أشعر الطالب وأنا أتميز أنني سأكون متميزاً حينما أتقدم على وظيفة.
موروث تعلمناه في التعليم
فيما يرجع د خالد المريفع مستشار تنفيذي وأستاذ بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ويعمل في وزراة التربية والتعليم بدولة الكويت سابقاً، إلى أن رعب وخوف الاختبارات إلى موروث يتلقاه كل جيل قادم فيقول: اختبارات الثانوية ما هي إلا شيء منفصل عن نظام متكامل, ورعب الامتحانات هو نتاج لموروث تعلمناه في التعليم بأن تدرس سنة كاملة إلى أن يأتي اليوم الموعود وهو موعد الاختبار النهائي.