الرياض - أحمد القرني
على هامش المؤتمر الخليجي السادس للرعاية الصحية الأولية واللقاء العلمي السابع للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع أكدت الدكتورة هناء الغامدي طبيبة الأسرة ورئيسة قسم الأمراض المزمنة بالرعاية الصحية الأولية بجدة أن تطوير الرعاية الصحية الأولية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوير التمريض ولا سيما أنه يعتمد كبيراً على الممرضات والممرضين بنحو 70%، وخصوصاً أن دور المراكز الصحية وقائي أكثر منه علاجي.. هذه الوقاية يقدمها التمريض (اللقاحات - التوعية - الحوامل) لا بد من تدريبهم حتى يقوموا بدور المثقف الصحي في ظل غياب المثقفين الصحيين، فنضطر إلى تحويل الممرضات إلى مثقفات صحيات. وقالت إن المسؤولة عن العيادة هي الممرضة وليس الطبيب. مشيراً إلى أن الوزارة تعطي الأطباء أقل الرواتب وذلك سواء كان طبيب أسرة أو غير ذلك.
وبينت أن الوضع في المنطقة الغربية أسوأ، إذ ذكرت أنها متخرجة عام 1996م قبل 11 سنة؛ وحتى الآن لم تحصل على ترقية لتصبح طبيبة استشارياً. وأضافت: هذا وهم يعدوننا تخصص نادر المشكلة ليس فقط أن طبيب الأسرة لا يحصل على دخل مغرٍ كذلك لا يحصل على الترقية التي يفترض أن تكون من حقه. وعند سؤالها عن الوقت الذي سيمثل طب الأسرة في مجتمعاتنا العربية حجر الأساس للحياة الأسرية أكدت الغامدي أن النظام يجب أن يتعدل، وقد بدأنا بذلك بعدم استقبال المستشفيات لأي من الحالات إلا إذا كانت محولة من المركز الصحي، ولكن المشكلة بعد استقبال المستشفى للمريض تنقطع صلة طبيب الأسرة بالمريض كلياً، وإذا عاد لا يكون مزوداً بما قدم له من خدمات ولا يزودونه بتقرير عن الذي أجري له بالتفصيل لكي نستطيع متابعة حالته.
وعن الحلول قالت إن النظام الإلكتروني الذي يجعل لكل مريض ملفاً صحياً إلكترونياً قد يكون الحل لمعرفة نتائج التقرير الخاص بحالة كل مريض عن طريق الشبكة العنكبوتية، وبينت أن هذه ثورة علمية نتمنى أن تتحقق حتى يتم التواصل بين طبيب الأسرة والمستشفى فيما يخص حالة المريض.
أما الدكتورة هالة المهزع رئيسة العلاقات الدولية بوزارة الصحة في مملكة البحرين واستشارية طبيب عائلة وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي ممثلة مملكة البحرين، فقالت: إن استراتيجية وزارة الصحة السعودية لا يقصد منها تخصيص طبيب أسرة لكل أسرة بل لمجموعة من العوائل، ويكون طبيب الأسرة مسؤولاً عنها يتابع أطفال العائلة منذ الصغر فيما يتعلق بالتحصينات والتطعيمات، وبعدها عندما يكبر الأطفال ويصبحون في عمر المراهقة، وعندما تتزوج الفتيات ويحملن يتابع أيضاً معهن طبيب الأسرة. ولا يقتصر دوره على ذلك فحسب، بل يتابع الأم والأب والجد والجدة. كل أفراد العائلة يتابعهم الطبيب نفسه.
وأضافت أنه في البحرين هناك مجلس إدارة لكل مركز صحي يوجد فيه طبيب وممرض وإداري وشخص في المجتمع يكون عادة من المحافظة أو من مجلس البلدية، وقريباً من الناس يعرف مشكلاتهم.. مؤكدة أهمية ذلك رسمياً وأن المركز الصحي هو المكان الأقرب للناس وهو مركز اجتماعي أكثر منه مركزاً صحياً، إضافة إلى برامج متكاملة تغطي جميع مراحل عمر الإنسان. وهناك اقتراح أن توجد ممرضة من قبل وزارة الصحة تعمل في المدارس، ولكننا نحتاج إلى دعم قوي من وزارة الإعلام.