أوضح المخرج السوري نجدت أنزور أن علاقته بالمشاهد السعودي لا تزال متينة وقوية، وأن ما كان من اختلاف في وجهات النظر فهي مع شركات الإعلان التي تحاول هذه الأيام إلى تمييع الدراما العربية والقضاء على قومية الدراما وموضوعيتها من خلال تدخلهم الدائم في فكر المسلسلات وتحديد البطل ووقت العرض.
واستشهد انزور بقيام الممثل السوري جمال إسماعيل بالمشاركة العام الماضي في مسلسل مصري متقمصا اللهجة الصعيدية وبما يقام هذه الأيام من توجه أكثر من ستة عشر ممثلا سوريا للمشاركة في الأعمال المصرية مؤكدا أن هؤلاء الممثلين لا يتحملون الذنب في مثل هذه الغلطات التي لا تُغفر لأنهم في الأخير عُرضت عليهم مبالغ مالية ضخمة جداً.
وقال أنزور في حديث (لفن الجزيرة) أجريناها معه أثناء تصوير مشاهد من مسلسله القادم سقف العالم بمدينة اللاذقية السورية إن ما يحدث الآن على الشاشات العربية هي مهازل لا نعلم أين ستصل أهدافها.
مشيرا إلى أنه لا يستطيع المشاركة في هذه المهزلة التي تسعى إلى تدمير الدراما العربية، ولذلك احرص العمل على إنتاج مسلسلات لها موضوعيتها، وذات رسالة عربية حقيقية ووفرنا لتلك الأعمال المغريات التي ستسهم في نجاحها.
وأبان أنزور في سياق حديثه أن الخطر الحالي التي تواجهها الدراما العربية عامة في شركات الدعاية والإعلان التي اتحدت مع بعضها وباتت تتحكم في أنواع الدراما وهذا شيء مرعب, مؤكدا أن انتقاده كان مع شركات الإعلان في السعودية، وليس مع المشاهد السعودي مشيرا إلى أنه يملك العديد من العلاقات حيث شارك في مهرجانات الجنادرية وفي افتتاح المملكة وفي بعض المسلسلات العربية.
وأضاف انزور أن من انتقدوني في السعودية قبل عرض مسلسل ( الحور العين ) كان لأغراض شخصية لهم بل وتعمدوا إلى الإساءة إلى ما صرحت به سابقا مبينين كيف لمسيحي أن يصور أعمالا عن المسلمين، وكيف لشخص غير سعودي أن يصور عملا عن المشاكل السعودية، ولابد هنا أن أبين أنني مسلم ولست مسيحيا بل واستطعت إن أجذب المشاهد المتدين إلى أعمالي لأنني أتحدث عن موضوعات إسلامية عربية تناقش هموما حقيقية ولعل عملي الأخير (سقف العالم) يتحدث عن الإساءة التي تعرضت لها مقدسات المسلمين من الدنمركيين.
وأبان إن علاقته مع بعض الصحفيين العرب كانت متعمدة من قبلهم الذين حرصوا على إساءة الفهم بل وقصدوها ويحاولون إن يكتبوا أيا كان للحصول على مائة ريال مثلا من قبل مؤسساتهم الصحفية.
ويضيف: لم أطلب من أي إعلامي أن يمدحني بل أرحب بأي نقد إذا كان نقدا موضوعيا ويهدف إلى تحقيق المصلحة العامة مطالبا من الإعلاميين بالالتفات أكثر إلى ما تهدف إليه شركات الدعاية والإعلان.
واستشرف نجدت انزور الأعمال الدرامية السعودية مؤكدا أن الدراما السعودية ومكوناتها من سيناريو وإخراج وممثلين لها وضع عربي مميز وما يحصل الآن في مسلسل (طاش ما طاش) خير مثال، وحين كنت عضوا في لجنة التحكيم لمهرجان الخليج الذي أقيم مؤخرا في البحرين طالبت بشدة بتكريم المسلسل الذي ضرب رقما قياسيا على المستوى العربي، وبات من أكثر المسلسلات المتابعة في شهر رمضان..
وختم نجدت انزور أن جميع أعماله تباع قبل أن يبدأ التصوير فيها، وأن جديده سيكون فيلما سينمائيا عالميا سيتم تصويره السنة المقبلة في أوروبا مفضلا عدم الإفصاح أكثر عن هذا الفيلم حتى يتم البدء رسميا في تصويره.