الغربة, الفراق, الوداع, واللقاء حين تكون تلك الكلمات في دائرة الوطن والأهل تصبح لهيباً لا يحسه إلا من وطئت قدماه أرض نارها!
|
أصحاب الأيادي التي تلعب في الماء لا يمكنهم أن يستشعروها مهما صدقوا في وصفها! وحدهم الذين خاضوا جمرها من يستشعرها حتى لو لم يستطيعوا وصفها لثقلها وعذاباتها! لكنه الشاعر وهو يكتوي طوال حياته بها ويجدها دائماً هي محور يومه وأمسه وغده وأشعاره أيضاً حينها سنسمع صرير أسنانه وهو يقولها!
|
تفضلت الصديقة رنيم فبعثت لي من كندا ديوان والدها (الخاص) الشاعر محمد مكناس ووجدت من بين قصائد الغربة والفراق ومآسيهما قصيدة هي لمن عايش معانيها ومعاناتها تشبهه تماماً وتحكي واقعه كقطعة من عذاب!! يقول في تقديمه لقصيدة غربة وأنين:
|
البعد عن الوطن غربة.. والبعد عن الأحباب غربة.. والبعد عن الأهل والأولاد غربة.. فما بالك بمن جمع كل ذلك في قلب واحد؟؟
|
طال اغترابي فلاترسو السفينة بي |
إلا على بلد منها إلى بلد |
فارقتكم زاعما أني أخو جلد |
لكن يوم النوى قد خانني جلدي |
فاضت دموعي وما دمعي سوى حرق |
قد قطرت من لهيب النار في كبدي |
غالبت جيش النوى فاغتالني ومضى |
وصرت في ذلة الأسفار للأبد |
أشكو وهل تنفع الشكوى أخا ولهٍ |
غريب دار بعيد الاهل والولد |
من للغريب إذا جن الظلام وأوى |
يسامر الكتب لا يلوي على أحد؟ |
مقرح الجفن لا نوم ولا أمل |
مشرد اللب في منفاه ذو نكد |
كأنني وسهام البين تتبعني |
من كل ناحية ضدان في جسد |
لها علي ترات عز مطلبها |
فأجمعت أمرها واستهدفت كبدي |
أدمت فؤادي وشر السهم صائبه |
ياليتها حُطمت من قبل ذا بيدي |
|
|