استرجعت ذاكرتي لشهرين ماضيين مستعيداً شريط زيارة رئيس تحرير «الجزيرة» الأستاذ خالد المالك لمحافظة المذنب تلك الزيارة التي ألهبت أناملنا للكتابة عنها وحدث أن كتبت إرهاصات المقالة بيد أن ظروفاً طارئةً حالت عن استكمال مشاعري تجاه هذه الزيارة التي حققت لمحافظة المذنب وهجاً إعلامياً وتقدماً وتطوراً في شريط استقبال المحافظة لرموز الفكر والأدب والصحافة. حقيقة بصمة وفاء إلى رموزنا الإعلامية، ما بين صوت غيور يستدني الزيارة.. وصرير قلم يكتب لكم في الوفاء أنشودة..
|
هاهي محافظة المذنب رسمت في يوم زيارة المالك المشهودة لأبناء المحافظة عنواناً صُوِّر ببوح الشاعر القائل:
|
نقريهم البشر ثم البذل نتبعه |
لا نمنع الجهد منا قلَّ أو كثرا |
تلك الزيارة التي شكلت من خاطر الأستاذ خالد المالك الشيء الكثير يوم أن قدَّم ندوته وقلَّب صفحاتٍ ماضياتٍ له مع محافظة المذنب.. كأني به ولسان حاله يقول:
|
يقرب الشوق داراً وهي نازحة |
من عالج الشوق لم يستبعد الدارا |
أزوركم لا أكافيكم بجفوتكم |
إن المحب إذا لم يستزر زارا |
المذنب (جنيف نجد) كانت هذه هي العبارة التي أطلقها المالك لحظة زيارته لمنتزه البحيرة (مريقب العيفار) وقد اصطادتها الأذان وشخوص المستقبلين على إثر قدم المالك وهو يتجول بين أفياء محافظة المذنب الخضراء وعندما وصفها بجنيف نجد هو من قبيل وفرة الخضرة وجمال الطبيعة فيها وبهائها ورابط تشبيهها بجنيف هو صفة الجمال والمسطحات الخضراء التي كست محافظة المذنب!!
|
عندما تتولد مفرداتنا على مساحات بيضاء ملؤها الحب والإخاء في جزيرتنا المميزة.. فلأنكم علمتمونا ألا ننكر الود.. ولا نحرق العهد.. إذ ليس للأشواق حدود فاللهفة تبدأ من القلب وإليه تعود..!!
|
ولكن هل تتوقعون أن تُمحَى مفردات الحب والحنين من قلب محب.. يعشق محافظته حتى الثمالة..؟؟ بالطبع لا..!!
|
لا عجب كنت سابقاً.. وأنا أسترق الوقت لإطلالة سريعة من رواد الثقافة وأصدقاء الحرف والكلمة في«الجزيرة») لزيارة محافظتنا والالتقاء بهم.. فكانت الزيارة ولا سيما أن أفضل ماتلذذت به نفوسنا محادثة الإخوان من الإعلاميين والأدباء وملاحظة كل ممتع في المحافظة بصحبتهم!!
|
في غمضة الزمن الحالك.. الكئيب حينها كنت أحتسي صمت الدهشة.. وأتوسد ذلك المساء الكئيب..!!
|
وعلى قامتي أحدق في السماء السوداء لا قمراً بها ولا نجماً.. ربما هو لتلك المحافظة التي تحمل بين جوانحها مفردات الجمال وهي عن الإعلام بلا وصال.. بل هي لأرباب الأدب والإعلام بلا اتصال ليس هو إلا دليل الشوق للقياهم في مهرجان الزيارة هذا.
|
أَمِنْ شوقٍ تعانقني الأماني |
وعن ودٍ يخادعني زماني |
تهنَّ في مهرجانك واعلُ فيه |
إلى العلياء أعناق الخطوب |
.. كنت أفتش عن مفردات أكثر دلالة للتعبير عما يجيش في خاطري تجاه محافظة المذنب وتجاه هذه الزيارة الخالدة من سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك وصحبه الكرام.. الأستاذ حمد القاضي.. والدكتور آل زلفة عضو مجلس الشورى ووكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الأستاذ منصور الخضيري وغيرهم من أعلام الساحة السعودية!!
|
بعدها أصغي لصوت رخيم يشدني أن قدم أحبابك للمحافظة هلَّم لتحكي معهم صور الجمال في هذه المحافظة وهلَّم لتشهد معهم صور الوفاء!!
|
وها هي محافظة المذنب تستقبل زوارها بعطر الورود.. وتحكي لهم مسلسل الجهود التي أظهرتها في أحلى حلة وبشهادة شهود.. هم أولئك ضيوفها وأبطال رحلتها ومهرجانها يوم الخميس 24-3-1428هـ!!
|
|
ليس في كل ساعة وأوان |
تتهيا صنائع الإحسان |
فإذا أمكنت فبادر إليها |
واغتنم ما أتى من الإمكان |
وهذا ما حصل بالفعل.. حيث برزت جهود الأهالي في الترتيب لهذه الزيارة من خلال محافظة المذنب وبلدية المذنب.. والفضل لله أولاً وآخراً ثم يعود كثيراً للأستاذ سليمان بن عبدالعزيز العقيلي مدير تحرير مركز الوطن الإقليمي بالرياض الذي بادر بصنائع الإحسان هذه وشمَّر لها عندما استقبل الضيوف في قصر الخليج في المحافظة وقام بدعوة رموز إعلامية بارزة للمحافظة وصارت هذه الرموز شاهد عيان على ما وصلت إليه المحافظة من تقدم وتطور برزت مع أحرف عمَّقت أصل الوفاء من نجوم هذا اللقاء الباهر عبر صفحات «الجزيرة». وهذه الخطوة تُعَدُّ وهجاً إعلامياً بارزاً تتخطاه المحافظة إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير بإذن الله..!!
|
لن أصف لكم ما حدث خلال هذه الزيارة ذلك أن «الجزيرة» سبَّاقة كالعادة حيث باشرت وصف المقال في الحال بقلم مراسليها في المحافظة وبأقلام الضيوف أنفسهم ومن هنا أقدم صادق شكري وتقديري ل«الجزيرة»على هذه الصفحات المصورة وأزجي الشكر أيضاً لكلِّ مَنْ سطر عبارات الحب والوفاء.. ووصف سطور هذا اللقاء.. وفي مقدمتهم: الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى.. والأستاذ محمد ناصر الأسمري.. والأستاذ أحمد محمد الشريدي وغيرهم ممكن كتب وسطَّر عن هذه الزيارة في جزيرتنا الحبيبة وغيرها من صحف المملكة!!
|
قالت الحكماء: (مَنْ ضعف عن شكر القليل كان عن شكر الكثير أضعف) لذا أقول شكراً لمن بذل وقدم وتفانى وأخلص وأوفى في هذه الزيارة.. وعلى رأسهم محافظ محافظة المذنب الأستاذ صالح بن محمد المحيميد، أيضاً لا نغفل جهود رئيس بلدية محافظة المذنب الأستاذ فهد بن محمد البليهي على ما قدمته البلدية من صور جمالية لإخواننا الضيوف تمثلت في تلك المناظر المبهجة التي تجلت فيها محافظتنا التي حازت على إعجاب الحضور والزوار.. وجهودها البارزة في تغذية مانعية المذنب.. والمجلس القديم.. ذلك العلم التراثي الكبير (جنادرية القصيم) كما يحلو للبعض تسميته بهذا الاسم الذي جذب إليه أعلاماً ورموزاً كبيرةً لزيارته والشكر موصول لكلِّ من أسهم في هذا اللقاء من أبناء (أرض العطاء) محافظة المذنب!!.
|
|
تقضي بأن أرحب بزوارنا وأشكرهم على هذه الزيارة.. غير أني أضع تهويمتي الهائمة في فضاء «الجزيرة».. التي منحتني إياها «الجزيرة»خيالاً معطراً.. ساعة غربتي.. فأوحت النفس من محطة غربتها بهذه الأبيات:
|
وقولاً للنزيل قدوم سعد |
وحيَّا الله مقدمك اليمينا |
سلام يوم وافتك فيحانا |
بماضيها ويوم ظهرت فينا |
ولمحافظة المذنب أقول: |
ريح المذنب بحق من أنشاكِ |
ردي السلام وحيِّ مَنْ حياكِ |
باسمي وباسم أهالي محافظة المذنب نتقدم بالشكر الجزيل مصحوباً بعبارات الود والتقدير إلى ربان «الجزيرة») وقائد دفتها الأستاذ خالد المالك الذي أعلن موافقته عن افتتاح مكتب خاص بالجزيرة في محافظة المذنب.. ذلك الرجل الشهم الوفي حقيقة الذي جعل معروفه ومعونته في تحقيق رغبة أبناء المحافظة هي عربون محبته وصدق وفائه.. نقول ذلك ونحن نحمد الله أن وهبنا زائراً كالمالك يرى بعين عقله لا بعين رأسه حيث رأى ضرورة احتضان المحافظة لمكتب تتسامى فيه أخبار المحافظة في فضاءات «الجزيرة»!!
|
وشكراً لصحيفتنا المتميزة الجزيرة تلك التغطية الشاملة لزيارة المالك التي حازت على رضا واستحسان الجميع من الأهالي وأبناء المملكة ممن أعجبوا بما تحويه المحافظة من معالم جمالية وتراثية جذبت الحضور والمتابعين من كل مكان.. كما أن هناك تغطية شاملة ومصورة لزيارة المالك في الموقع الرسمي لمحافظة المذنب (شبكة مجالس المذنب الإلكترونية www.methnb.net).
|
شكراً لمن كتب عن المذنب فيضاً من عبارات الحب والتقدير وشكراً لمن زارنا ولكن أحب أن أهمس بآذانكم قائلاً: أعلم بأن هجركم لمحافظة المذنب سابقاً هو هجر دلال لا هجر موجدة.. ولكن قلوبنا بالأشواق تفطن لإغباب الزيارة فهاهي محافظة المذنب تقول لعزيزنا الأستاذ خالد المالك ولكل فرد من صحبه الكرام:
|
أعذني من الهجران، واستأنف الودَّا |
وجَدِّدْ الوصل من عهدنا عهدا |
ختاماً أقول هذا لفظي أدرك ما لم يدركه لساني لزوارنا الكرام:
|
إذا القلب لم يبدِ الذي في ضميره |
ففي العين والألفاظ منه رسول |
فكات هذه الكلمات رسول شكرنا لمالكنا ولزواره الكرام على هذه الزيارة الجميلة التي فتحت لنا آفاقاً طُلعة.. وعمقت روابط التواصل.. والأُلفة.. وأنجزت أهدافها المرجوة..!!
|
|
عندما ودَّعنا المالك نظمت بيتاً أقول فيه:
|
أشكو الذين أذاقوني مودتهم |
حتى إذا أيقظوني في الهوى ذهبوا |
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي/المذنب |
|