.تابعت ما نشر عبر صفحة (محليات) في جريدة الجزيرة عن بداية التسجيل المبكر لطلاب الصف الأول الابتدائي وقيام وزارة التربية والتعليم بالتعميم على جميع المدارس في مناطق المملكة بضرورة التسجيل المبكر للطلاب اعتبارا من بداية الفصل الدراسي الثاني وما أود طرحه والتعقيب عليه هنا.. أن هناك فئة من الطلاب لا يتم التسجيل المبكر لهم. وهم طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم في جميع مناطق المملكة حيث لا يتم إنهاء إجراءات تسجيل الطلاب على الفور، كما في مدارس التعليم العام بل يسجل اسم الطالب أولاً ويعطى موعدا لإجراء مقابلة شخصية بعد شهرين من تقدمه أو ثلاثة (حسب المدة اللازمة لاكتمال عدد المتقدمين للمدرسة) وعندما يحين موعد المقابلة والذي يكون في الغالب خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق اختبارات الفصل الدراسي الثاني يحضر ولي أمر الطالب مع ابنه لإجراء المقابلة ثم يحضر مرة أخرى لمعرفة نتيجة المقابلة واستلام تحويل للوحدة الصحية المدرسية لإكمال إجراءات تسجيل ابنه.. لأن تعليمات القبول في مدارس تحفيظ القرآن المعلنة لأولياء أمور الطلاب تنص على: (الطلاب المتقدمون للتسجيل في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في الصف الأول ابتدائي تتولى المدرسة تسجيلهم تسجيلا مبدئيا وتشكل لجنة بالمدرسة لمقابلة الطلاب واختيار أفضلهم حسب المتبع مع التقيد بالميزانية المعتمدة للمدرسة)أ.هـ.
وأود هنا أن أوضح حقيقة وهي أن تعليمات القبول هذه كانت ضرورية في السابق عندما كان عدد مدارس تحفيظ القرآن قليلا.. وكان عدد الطلاب المتقدمين للتسجيل في هذه المدارس يفوق الميزانية المعتمدة لها. كما أن مستويات الطلاب المستجدين اليوم متقاربة جدا فمعظم الطلاب حاصل على فصل دراسي على الأقل في إحدى رياض الأطفال ويعرف مبادئ القراءة والكتابة ومن هذا المنطلق فإنني أرى أن الحاجة التي دعت إلى إقرار مثل هذه المقابلة وجعلتها شرطا من شروط القبول في مدارس تحفيظ القرآن الكريم قد انتفت أسبابها، بل إنه أصبح لها انعكاسات سلبية على عملية القبول والتسجيل في المدرسة ومنها ما يلي:
1- عزوف بعض أولياء أمور الطلاب عن تسجيل أبنائهم في مدارس تحفيظ القرآن بسبب طول المدة التي تستغرقها عملية التسجيل.
2- عدم استفادة الطالب من مزايا التسجيل المبكر التي تتوفر لزميله في مدارس التعليم العام.
3- زيادة الأعباء على المدرسة حيث توافق عملية التسجيل (المتأخرة) أعمال اختبارات الفصل الدراسي الثاني.
4- إشغال الوحدات الصحية المدرسية باستقبال طلاب مدارس تحفيظ القرآن في وقت تستعد فيه للقيام بجولات ميدانية على المدارس بهدف متابعة فحص بعض حالات الطلاب المستجدين وتوعيتهم ورعايتهم من الناحية الصحية.
5- حرمان الطلاب المتأخرين عن التسجيل المبكر أحيانا من الحصول على التطعيمات المنشطة لنفاد الكمية من المراكز الصحية.
6- عدم التمكن من فتح سجلات صحية لبعض الطلاب المتأخرين في التسجيل بسبب نفاد السجلات من الوحدات الصحية.
7- تضطر بعض مدارس تحفيظ القرآن إلى تسجيل من يراجعها من الطلاب بالرغم من بداية العام الدراسي وانتظام الطلاب في الفصول حرصا منها على تسديد الأماكن الشاغرة لديها.
لكل ما سبق فإنني أتوجه إلى الأمانة العامة للتوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم آملاً التكرم في بحث إمكانية إعادة دراسة تعليمات القبول والتسجيل بالنسبة لمدارس تحفيظ القرآن في ظل المستجدات الراهنة، والعمل على تسهيل هذه الإجراءات أسوة بمدارس التعليم العام حتى لا تقف عملية تسجيل الطلاب عائقاً وحجر عثرة في طريق من يرغب في تسجيل أبنائه في هذه المدارس التي تهتم بتعليم كتاب الله تعالى وتحفيظه والتي تجد الدعم والتشجيع من المسؤولين في هذه البلاد، وفقهم الله.
حمد بن صالح بن محمد العبيّد-مرشد طلابي - بريدة