تغيب عني أياماً، تحسبها بلغة الأرقام، ولكنها بلغة حبي أعوام. لحظات الانتظار.. لحظات احتضار.. أحبك ليس هناك من جديد إلا في حبي، أحتاجك فهل أحتاج لعذر أبرر به حضوري؟ عذري قلبي فلا أستطيع الصمود أمام طوفان شوقي لك، أو فرحي بك، أو حزني عليك، يا روح الروح، أحتاجك أكثر من حاجة الجسد للروح، أفكر فيك كل لحظة، وأحلم بك كل لحظة، وأنتظرك كل لحظة، وأتمناك ولو لحظة، وأنت معي أتمناك وأنت بعيد أتمناك، فمتى ستكون معي وأنت معي؟ أصبح عالمي حلماً، وعالمك هو واقعي، ولكن وأنت معي لا أصدق أنك معي. أحس أنك حلم يبدأ وحلم ينتهي، لا تغب لحظة لحظة عن خيالي فكيف أعتاد غيابك؟ ولا أصدق أنك معي حتى أُفجع بغيابك، فكيف أعتاد حضورك..؟ حضورك في حياتي لقاء لا أصدق به، وفراق أخشى أن لا يعقبه لقاء، حين نلتقي لا أصدق بلقائك أبداً، وحين نفترق أحس بأننا لم نلتق قط، الفرق بين حضورك وغيابك فرق بين الحياة والموت، أنا بين لقاء وانتظار، بين روح تحتضر، وروح تنتظر، لا تقل لن ألقاك اليوم، دع اليوم يشرق بأمل شروقك دع قلبي ينتظر عيده، من دونك أعيش في ليل دامس، فصباحي يعلن ميلاده لحظة شروقك، لا أحتمل غيابك يوماً فكيف ستغيب شهراً؟ بكيت الشهر في يوم، فكيف أحتمل عذاب الشهر؟ شهر في يوم قبل الشهر فكيف سيمضي الشهر؟ أبقي في عمري شهر؟ آه ستنزع روحي في لمحة بصر؟ أتمنحني إجازة عنك؟ ليس في حبي لك إجازة؟ في كل الأحوال أنت معي لا يبعدني عنك شيء لأنك كل شيء، حضوري أنت، غيابي أنت لا إجازة في حبك، ولكن حبك منحني إجازة عن الناس والدنيا. سرقت قلبي مني ولن أسترده أبداً، أهديه لك الآن وكل آن هبة خاصة وخالصة ولكني أتمنى الآن لو أني قد زينته لك ووضعت حوله شريطاً ذهبياً وزففته لك على طبق من ذهب.. أتدري لماذا؟ لأنك رجل من ذهب، أنت مني كيف تبعد عني؟ تغيب وتبقى نار بعدك، فكيف سأعيش بعدك؟ كيف تغيب عن عيني وأنت لا تغيب؟ كل ذرة مني تنتمي إليك، كل ذرة مني تحن إليك.