تعد الخطوات العلمية لأطفال الأنابيب إحدى أهم الركائز المهمة لنجاح عملية أطفال الأنابيب إذا ما تم تطبيقها بالشكل العلمي الصحيح، حيث تبدأ هذه العملية باستعمال أدوية تحفيز الإباضة، فتعطى الزوجة إبر يومية، والهدف منها تنشيط المبيض بصورة فوق العادي حتى يتم تحضير عدد كبير من البويضات نحو 10-15 بويضة، وتصاحب أدوية تحفيز الإباضة إبرة أخرى تعمل على توفيق عمل النظام الهرموني الداخلي حتى لا تحدث إباضة تلقائية داخل البطن وبالتالي نفقد البويضات.
وهناك عدة برامج مستعملة لتحفيز الإباضة تم تطويرها خلال الـ 25 سنة الماضية، وآخر ما تم التوصل إليه هو برنامج يستعمل فيه (GnRH Antagonist) الذي بينت فيه الدراسات أنه بديل مناسب وفعال ومقبول جداً من المرضى، حيث إنه يختصر مدة العلاج إلى عشرة أيام فقط ونسبة الحمل عالية ودون مضاعفات لأطفال الأنابيب، وخلال مدة العلاج يتم رصد ومتابعة استجابة المبيضين ونمو البويضات عن طريق جهاز الأمواج فوق الصوتية، وتتفاوت استجابة المبيضين للعلاج، ففي 90% من الحالات تكون الاستجابة جيدة، وفي 5% تكون أقل بكثير من المتوقع، وفي 5% تكون أكثر بكثير من المتوقع، وفي كلا الحالتين ننصح بتوقيف العلاج والبدء من جديد باستعمال تراكيز مختلفة من العلاج حتى تناسب الحالة.
ويتم الترتيب لإجراء سحب البويضات عندما تُظهر صورة الأمواج فوق الصوتية ثلاث بويضات أو أكثر بحجم يزيد على 17مم.
وتعطى الإبرة التفجيرية في المساء التي تعمل على استكمال نضوج البويضات.
بعد 36 ساعة من الإبرة التفجيرية يتم سحب البويضات في عملية صغرى تحت تخدير خفيف يستخدم في هذه العملية جهاز الأمواج فوق الصوتية وإبرة سحب صغيرة عن طريق المهبل، حيث تستغرق العملية نحو 10-15 دقيقة ولا داعي لبقاء المريضة في المستشفى حيث يمكنها أن تغادر إلى المنزل بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من إجراء عملية السحب.
ويتم عد البويضات ومراجعتها، ثم تترك لمدة نحو ساعة حتى تستقر أو تكمل مراحل النضوج، ويمكن التعرف على درجة نضوج البويضة.
وما يجدر ذكره أن ليس كل ما يسحب من البويضات يكون ناضجاً، حيث إن نحو 10-20% منها يكون غير مكتمل النضوج، وفي حالات الحقن المجهري تتم إزالة القشرة الخارجية حتى يتسنى حقن هذه البويضات بالحيوانات المنوية.
وتعد أفضل طريقة للحصول على الحيوانات المنوية هي بأن يعطي الزوج عينة مني، حيث تكون الحيوانات المنوية قد مرت في كل مراحل النضوج والتطوير، أما في الحالات التي يكون المني فارغاً من الحيوانات المنوية (أي العدد صفر) نلجأ إلى استخراج الحيوانات المنوية عن طريق خزعة في البربخ أو حتى من الخصية مباشرة.
كما أنه يمكن تجميد الحيوانات المنوية واستعمالها في مرات أخرى أو عند الحاجة إذا تعذر حضور الزوج أو تعذر عليه إعطاء عينة مني أو إجراء عملية الخزعة في يوم عملية سحب البويضات نفسه.
وهناك طريقتان يمكن استخدام إحداهما لتلقيح البويضات، الأولى هي الطريقة التقليدية، حيث تضاف الحيوانات المنوية إلى البويضة مباشرة ويحصل التلقيح كما لو في داخل الجسم.
وفي بدايات عملية أطفال الأنابيب كانت توضع البويضة في أنبوب اختبار، ويضاف إليها الحيوانات المنوية، ومن هنا جاء مصطلح (أطفال الأنابيب). أما هذه الأيام فهي توضع في صحن مخبري، ويتم رعاية البويضات قبل التلقيح وبعده داخل حاضنات خاصة تحافظ على درجة الحرارة ونسبة الرطوبة وتركيز الغازات.
أما الطريقة الثانية فهي الحقن المجهري، حيث يتم حقن الحيوان المنوي داخل البويضة الناضجة مباشرة من خلال استخدام المجهر نلجأ إلى التلقيح المجهري في الحالات التي يكون فيها عدد الحيوانات المنوية قليل جداً أو نشاطها ضعيف جداً، حيث تكون غير قادرة على التلقيح الطبيعي.
وفي اليوم التالي تتم دراسة البويضات الملقحة ونتعرف على عدد الأجنة المتكونة، في الغالب تكون نسبة البويضات المخصبة نحو 70-80% من عدد البويضات الأصلي، وسبب عدم التخصيب يعود إلى نوعية البويضات أو نوعية الحيوانات المنوية، وهي من الأسباب التي من الصعب التحكم بها أو تحسينها.
وبعد حضانة الأجنة لمدة 2-5 أيام تنمو هذه الأجنة ويتضاعف عدد خلاياها، وهذا يعطي فرصة للتعرف على أفضل هذه الأجنة.
نوعية الأجنة وعدد الأجنة المرجع مهم جداً، حيث إن فرص الحمل تزداد بتحسن نوعية الأجنة وبزيادة عدد الأجنة المرجعة حتى الثلاثة أجنة. أما بعد ذلك فزيادة عدد الأجنة المرجعة لا يحسن فرص الحمل.
المشكلة في ترجيع أكثر من ثلاثة أجنة هو خطر الحمل في 4 توائم أو أكثر، وهذا مصحوب بمضاعفات كثيرة للحمل أهمها الإجهاض والولادة المبكرة.
فأنصح بعدم ترجيع أكثر من 2-3 أجنة، يتم ترجيع الأجنة عن طريق عنق الرحم وهذا لا يتطلب أي تخدير، فالعملية لا تستغرق أكثر من 5 دقائق.
وتؤكد كل الدراسات الطبية عدم الحاجة إلى الاستراحة المفرطة، كل ما في الموضوع تجنب الأعمال الشاقة، أما نصائح النوم طوال النهار وعدم الحركة فلا أساس علمي له، وقد يسبب الضرر الجسدي والنفسي للمريضة.
الدكتور رامي حمزة
استشاري علاج العقم والمساعدة على الإنجاب وأطفال الأنابيب في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي