Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/07/2007 G Issue 12711
الرأي
الاربعاء 04 رجب 1428   العدد  12711
الملك عبدالعزيز
عبدالله بن غازي الحنيني - القصيم - الضلفعة

جاء ممتطياً صهوة جواده الأصيل، الذي وقف على كل وقعة تاريخية سجلها التاريخ بسجل حافل، ومجد زاخر بالبطولات. همه أثقل من الأخشبين وأحد وأبانات وطويق وسلسلة الحجاز وسراة تهامة، هم أثقل كاهليه، وحارب السهاد من عينيه، وجعل الأمر بعد الله بيديه، فشمر عن ساعديه، ونال ما يصبو إليه، بنى مجداً تليداً تفتخر به الأمجاد، وصال وجال حتى حقق الله له المراد، ولم شمل وشتات الآباء والأجداد، وقرت عيناه باستقرار أمن هذه البلاد. لا إله إلا الله الملك العزيز، الذي نصر بنصره الملك عبد العزيز وأعانه على إرساء كيان حكمه في وقت وجيز، حتى أبهر في عبقريته وحنكته العرب والعجم والإنجليز.. هذا هو عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤسس كيان المملكة العربية السعودية، الملك القائد العظيم، الذي جاهد في الله حق جهاده، ونصر الحق بعد أن أيده الله بنصره النافذ {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. سار بنهج شعشعت شمسه، وطاب يومه وأمسه، ونقل الأمة من ظلمات الجهل والفساد والضياع إلى أنوار العلم والابتكار والاختراع، وهذا هو عبدالعزيز الملك القائد البطل الشجاع.

عبد العزيز الذي ذلت لسطوته

شوس الجبابر من عجم ومن عرب

ليث الليوث أخو الهيجاء مسعرها

السيد المنجب ابن السادة النجب

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الإمام الملك العادل، والذي أظهر الله به الحق وأزهق به الباطل، كان مثله الأعلى ونبراسه في سيرته وحكمه وعدله ومنهاجه {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...}.

عندما فتح هذا الجهبذ السميدع عاصمة المجد (الرياض) ونادى المنادي (الحكم لله ثم لعبدالعزيز بن سعود) والخير يتنزل من السماء إلى الأرض - بأمر الله - على هذه البقعة المباركة غيثاً مغيثاً عاماً نافعاً غير ضار، فبعدل الملك عبدالعزيز تتابعت الخيرات وعمت البركات (فالله عدل يحب العدل ويحرم الظلم على نفسه) وعبده الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة (حكم فعدل فأمن فنام) ولقد بايعته الجموع والوفود والشعوب، من كل جهة وحدب وصوب، ورفرفت له البيارق الخضر على هذا الجهد الحثيث والعمل الدؤوب، ولسان حال الأمة من كل شرق وغرب وشمال وجنوب:

إمام على نهج الشريعة سائر

نبايعه نحن وأنتم ونصدق

عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لم يرحل ويترك هذا الإرث العظيم إلا وعيناه قارتان بحكم هذه القارة.

مغاني الشعب طيباً في المغاني

بمنزلة الربيع من الزمان

لقد شرف الله أبا تركي بهذا الشرف العظيم، كيف لا، وهو يحكم بشريعة الله ورسوله أفضل بقعة على وجه المعمورة. فهنا مكة المكرمة وقداستها منذ الأزل، حيث الكعبة الزهراء قبلة الإسلام والمسلمين وبيتها العتيق الشريف المكي، ومهبط الوحي وذكريات تفوح بعبق الإيمان، وأجواء روحانية تنقلك مباشرة إلى تلك السيرة المحمدية وأحداثها التاريخية، ومعجزاتها النبوية.

وهناك المدينة المنورة وطيبة التي هاجر إليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبنى فيها مسجده النبوي الطاهر الشريف، وأسس فيها الدولة الإسلامية وانطلقت منها الفتوحات في شتى بقاع الأرض {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} كما أنها تضم قبره الطاهر وقبور صحابته الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين، والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين.

وعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من التابعين - إن شاء الله - الذين تبعوه بإحسان رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

لقد أكرمه الله بكرمه العظيم ورزقه بأبناء بررة، توارثوا مجده العظيم وساروا على خطاه، وكانوا خير خلف لخير سلف، فعندما سلم الراية لابنه (الملك سعود) كان حاذقاً وحكيماً وصائباً بهذا الاختيار ويرى عليه علامات الزعامة وهو كفؤ بتسليمه سدة الحكم ثم من بعده تسلم زمام الأمور الملك الداهية (فيصل) ثم ملك البركات (خالد) ثم ملك السياسة والأحداث العصيبة (فهد) رحمهم الله جميعاً برحمته الواسعة وأسكنهم بفردوس النعيم المقيم، ثم تسلم الراية من بعدهم صقر العروبة وملك المفاجآت ورجل السلام (عبدالله بن عبدالعزيز) أطال الله بعمره وبارك له فيه وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.

هؤلاء الأشبال من ذاك الأسد، ومن بركات الله على هذه البلاد ثم من بركات صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي دائماً يقول في دعائه: (اللهم إن كنت تعلم في الخير والنفع لخدمة الحرمين الشريفين وراحة المسلمين، فاجعل الأمر بيدي ويد أبنائي من بعدي وإن كنت تعلم غير ذلك، فانزعه منا لمن يكون فيه الخير لخدمة الحرمين الشريفين، ونصرة الإسلام والمسلمين).

ونحن نقول:

(اللهم ارحم برحمتك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان وارحم أبناءه المتوفين منهم، واحفظ وأدم نعمتك على الأحياء منهم يا رب العالمين).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد