Al Jazirah NewsPaper Friday  20/07/2007 G Issue 12713
شاشات
الجمعة 06 رجب 1428   العدد  12713
فيلم صيفي

يُشاع في القاهرة أن الممثل مصطفى قمر منزعج جدّاً هذه الأيام. الحقيقة أن العبارة المستخدمة هي أن الممثل الآتي من الطرب (يعيش في أزمة نفسية)، أي أنها ليست مسألة انزعاج شديد، إنها أزمة نفسية يا ريّس!

والذي حدث هو أنه حضّر نفسه لدخول موسم الصيف بفيلمه الجديد (عصابة الدكتور عمر) لكنه فوجئ بأن شركات التوزيع وأصحاب دور العرض السينمائي اتّفقوا على تأجيل فيلمه الى ما بعد انتهاء موسم الصيف وربما الى ما بعد - ما بعد انتهاء موسم الصيف.

والذي يتردد في الوسط السينمائي أنه تمّت التضحية بفيلم مصطفى قمر لأن المجتمعين لم يروا ضرورة لإطلاقه في هذا الموسم بل كان التمحور دائراً حول الأفلام التي من شأنها تسجيل أعلى الإيرادات ولم يرد فيلم (عصابة الدكتور عمر) في تلك القائمة. وفي زمن أصبحت (الأنا) هي الشائعة والمسألة الشخصية هي السائدة فإن الممثل - المطرب لابد أن يشعر بأن المجتمع السينمائي يقلل من شأنه... ماذا يفعل إذا ما التقى في أحد الحفلات بالممثل أحمد آدم (لديه فيلم صيفي) أو بمحمد سعد (كركر يُكَركِرُ له الآن في الصالات) أو سواهما ممن لديهم أفلام صيفية؟ (أو أفلام صيفي كما التعبير المصري العزيز)؟ (يا دي الكسوف)!?

الذي لا يخرق العقل ولا يمكن القبول به هو جلسة مثل تلك الجلسة التي ضمّت الموزّعين وأصحاب الصالات لمعرفة ما الذي سيعرض وما الذي سيُرمى خارج العرض من الأفلام الجديدة. في هوليوود المسألة ليس فيها اجتماعات من هذا النوع ونحن نتحدّث هنا عن مؤسسة تغامر ببلايين الدولارات كل صيف وليس ببضع ملايين من الجنيهات المصرية - مع احترامي للجنيه المصري. ما يفعلونه هو أنهم يقرّرون منذ سنة كاملة أو أكثر ما هي الأفلام التي ستعرض في موسم الصيف. من الآن، مثلاً، خطّطوا لعرض (الدبّور الأخضر) في 22 مايو العام 2009 وهذا ليس بالاتفاق مع أصحاب الصالات وليس أمراً قابلاً للتعديل الا لأسباب قاهرة مثل أن يتعرّض الفيلم الى تأخير في إنجازه، أو أن تكتب الدبابير عريضة تحتج فيها على حمل اسمها في العنوان من دون إذن مسبق.

وفي مزيد من إلقاء الضوء على هذا الموضوع، موضوع مصطفى قمر وعصابة عُمر أن الممثل اتصل (وبداخله حزن وضيق) بالمنتج وطلب منه تأجيل عرض فيلمه واختيار موسم آخر. هذا بالطبع من بعد أن صدر قرار التأجيل أساساً. وأن الممثل علم أن أسباب التأجيل الذي لم يطلبه هو أن الفيلم من إخراج علي إدريس وعلى إدريس لديه فيلم آخر في الصيف (هو مرجان أحمد مرجان، المعروض حالياً). هل يعني هذا الكلام أن الجمهور يقبل أو لا يقبل حسب أسماء المخرجين؟ فجأة صار المخرج نجماً بحيث صار من الضروري اعتماد العدل والإنصاف والتوزيع المتوازن؟

لقد عوّد المنتجون الناس على انتظار موسم الصيف لأنه حافل بالأفلام الجديدة الأكثر تميّزاً عن سواها. وهذه سياسة خاطئة في بلد لا ينتج ما تنتجه الهند أو فرنسا أو الولايات المتحدة من أفلام لا من حيث العدد ولا من حيث التنوّع (الأفلام حالياً كوميدياً مع أغاني، قصص عاطفية مع أغاني، أغاني مع أغاني إلخ...). المطلوب دعم المنتجين لجيوبهم عبر تقوية العروض كافّة وإنتاج ما يكفي نوعاً وكمّاً والعودة بالسينما إلى أيّام ما كانت عليه حين كان لفريد شوقي (رحمه الله) ثلاثة أفلام في العام وللمخرج حسام الدين مصطفى (رحمه الله أيضاً) ثلاثة أو أربعة أفلام في العام أحياناً.?

م. ر

merci4404@earthlink.net

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد