Al Jazirah NewsPaper Monday  23/07/2007 G Issue 12716
الرأي
الأثنين 09 رجب 1428   العدد  12716

في عسير ... يطيب المسير
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط

في الصيف يطيب اللقاء وتستريح الأنفس من عناء العمل لعام كامل ومنطقة عسير من المناطق الحبيبة في بلدنا المملكة العربية السعودية التي تحظى في موسم الصيف باستقبال آلاف السياح من داخل المملكة وخارجها من دول الخليج وذلك لقضاء أجمل الأوقات فيها، والإنسان يسعد عندما يسافر لكسب الخبرة والتمتع بالطبيعة وقد قيل:

تلهو بما يستميل العين من زهر

جرى الندى فيه حتى مال أعناقا

* أبها.. حاضرة عسير وبها مقر الإمارة تقع على ارتفاع 2300م عن سطح البحر ملتقى شبكة من الطرق مع الطائف وجازان وخميس مشيط وجدة الساحلي.

الناظر لأبها سيجدها كالجوهرة وقد أحاطت بها سلسلة من الجبال المحملة بأشجار العرعر ونباتات الأثل والشوك وفيها شموخ الرجال صورها يحيى توفيق الشاعر المعروف بجمال شعره بقوله:

أبهى من الفجر يا أبها روابيك

ألقت عسير صباها كلها فيك

أبها اليوم لم تعد أبها الأمس لم تعد (مناظر) فقد اتسعت رقعتها وتناثرت أحياؤها وتعانق فيها القديم بالحديث وما زالت (المفتاحة) خير شاهد على حرص أهلها وتمسكهم بالموروث، فيها مناطق أثرية قلاع وحصون خاصة في قرية (طبب) وكان (وادي أبها) من أشهر أوديتها يقول أحد أبنائها الشاعر علي عبد الله مهدي:

يا متعة المصطاف يا ذات الشذى

ولقد قرأتك فوق ما أنا أكتب

أبها الخميلة والخليلة والسنى

أبها معين سعادة لا ينضب

وزائر أبها اليوم سيسعد بمناظر الطبيعة في (السودة وأبها الجديدة) ملتقى السياح وسيهنأ بالحدائق الخلابة والأماكن الرائعة في مدينة السحاب أبها وسيسمع عبارة مرحباً ألف في كل مكان.

* خميس مشيط: كبرى محافظات عسير ذات المناخ المعتدل كانت وما زالت السوق الذي لا يهدأ حتى استقرت رابع مدن المملكة من حيث النشاط التجاري، لم تعد الخميس (الدرب) فقد تعدت حدوده ولكنها تشابكت في عناق جميل بين أحيائها القديمة (ذهبان) والذي عرف بأنه مستقر أسرة آل مشيط منذ القدم وحي (العرق) الذي ما زال ينبض بحياة أسرة آل أبو ملحة ولا يمكن لدارس الخميس أن يمر مرور الكرام دون أن يقف عند حي (قمبر) هذا الحي الذي احتوى بحب سكان الخميس الأصليين ومن جاء إليها وسكنها فشكل هذا الحي لحمة في العلاقة والقرابة والنسب فكان مضرباً للحب الذي يجمع القلوب ويسكن الأجساد.

وكان من نصيب هذا الحي أن يستقبل موقع السوق المعروف لدى عامة الناس بكلمة (موجان) لكثرة رواده بعد أن كان في شمال حي الدرب واستقبل حي قمبر الموقع الثالث للمدرسة السعودية.. محمد سلمة بن عبد الملك.. بعد أن ولدت في حي الدرب في موقعها الأول ببيت آل عمير ثم بيت آل غالب.

* محائل عسير: لا تبعد عن أبها سوى 80 كم إلى الشمال الغربي منها، سوقها الشهير يعقد كل يوم سبت بشكل أسبوعي، أشهر وديانها (حلي) وتتبعها مناطق كثيرة منها بارق، ثلوث المنظر، قنا، ثربان، بحر أبو سكينة وغيرها وعلى جبالها تنتشر أشجار الشوحط والحمر وشجر الأراك.

وإن كانت محائل عسير حارة صيفاً إلاّ أنها تحظى بزيارة السياح للتمتع بأجوائها وما زالت كم كانت سوقاً تجارياً يؤمه الباعة والمتبضعون للأغراض الشعبية.

* بيشة: بوابة نجد والمعروفة بالفيحاء عرفت منذ القدم قيل فيها:

لا وفى بها شم كأن أباهم

ببيشة ضرغام غليظ السواعد

تعد سوقاً تجارياً للقرى المحيطة بها، تبعد عن أبها ما يقرب من 220 كم إلى الشمال هي عرين الأسود وموطن الرجال منذ قديم الأزل، قال أحد ساكنيها حينما وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم: بيشة سهل ودكاك وسلم وأراك وحمض وعلاك ماؤها ينبوع وجنابها مريع وشتاؤها ربيع.

* * *

* النماص: مركز بني شهر حظيت بمقومات الجذب السياحي، زائرها يدهش عندما ينزل فيها عندما يرى ذلك الحسن الرباني فيها وقد تشابكت الأشجار وارتفعت الجبال وصدحت الأطيار وهبت الأنسام، والنماص ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 13ألف متر ولها إطلالة مميزة وفي غاية البهاء على جبال ومنحدرات تهامة ومن الأماكن التي يجدر زيارتها (وادي ترج) ومن جبالها (مريد) والعديد من غاباتها المتناثرة في نواحيها، أما سبب تسميتها بالنماص فقد ذكرت مصادر التاريخ أن ذلك يعود إلى كثرة شجر (النمص) أو المعروف ب(الحلفاء) الذي يكثر على ضفاف واديها وللشاعر محمد بن عبد الله العمري بيتان من الشعر فيها متغزلاً بطبيعتها:

إذ يقول:

حيّ أبها وحيّ وادي تنومة

والنماص جباله وغيومه

خصها الله بالجمال رداءً

وحباها خصوبة وعمومه

* سراة عبيدة: تقع بين ظهران الجنوب وأحد رفيدة تسكنها قبائل عديدة منها آل معمر وآل الصقر والوهابة وآل الطلق وآل زهير والجرابيع وآل نهار وغيرها وهي تقع جنوب شرق أبها على بعد 85كم ويقال أنها كانت تعرف قديماً باسم (البوطة) ومن قراها (العرقين، الفرشة، الجوة) وهي تعلو فوق سطح البحر بنحو 2500م في أعلى مناطقها وتسيل فيها أودية شهيرة مثل وادي السراة، خضار، رغد، ويخترق وسطها طريق خميس مشيط - نجران يقول فيها الشاعر العمري:

حيّ أرض السرا سهلاً خصيبا

وجبالا شم الأنوف عظيمة

* رجال ألمع: تقع غرب أبها وحاضرتها بلدة رُجال الواقعة أعلى وادي كسان يفصل بينها وبين الشعبين عقبة رز ويخترقها خط - محايل - الدرب تزيد قرى رجال ألمع على 250 قرية وتسكنها قبائل عديدة منها بنو ظالم، البناء آل الصلب بنو جونة، بنو قطبة، العوص، شديدة، شحب وغيرهم.

تمتاز البيوت في ألمع بأنها طوابق متعددة وتبنى من الحجر وتنتشر فيها الأشجار والأعشاب والنباتات المتنوعة ويشتهر أهلها بصناعة العسل وتربية النحل وتصدره مع السمن والمواشي منذ القدم ويمتاز أهلها بحب الأدب والشعر وقد حظيت بمتحف ألمع التراثي والذي يقوم على خدمته الأديب محمد حسن غريب، وحظيت بملتقى ألمع الذي وجد رعاية كريمة من لدن سمو أمير المنطقة ومنتدى العميرة الأدبي الذي نجح في استقطاب أدباء أداروا موضوعات ساخنة كانت مثار حديث وكتابات صحفية.

كثيرون أنشدوها شعراً ينضح برائحة الشيح والحناء وعبق الورد والريحان ومنهم الأديب يحيى إبراهيم الألمعي:

في رجال وبني زيد وفي

ألمع قد طاب لي فيها السهر

عند وادي العوص في أقصى الذرى

عندها الأشجار لا تبغى المطر

في كسان في لصاف والبناء

في حلى ذقنا حلاوة السهر

في ذرى قيس وفي الميل الذي

نال قلبي فيه أحلام الصغر

* * *

* أحد رفيدة: تبعد عن أبها 55 كم، مناخها لطيف ومعتدل اشتهرت بمزارعها التي اندثرت لقلة المياه وكبر سن من كان يقوم عليها وهجران شبابها للعمل الزراعي طلباً للعمل الوظيفي. يقام فيها سوق كل يوم أحد من كل أسبوع وقد انتقل مؤخراً إلى موقعه الجديد في قرية (المراغة) بعد أن كان وسط أحد رفيدة من أحيائها هي الجبل، آل ماشي، آل بوعوه، آل بريد، عرق بالحناء آل كماه، صفوان، آل ناحي، المعلاة، آل بهلول، يخترقها طريق حيوي نجران - خميس مشيط.

يعود اسمها إلى يوم السوق مضاف إليه اسم القبيلة رفيدة (أحد رفيدة).

وأهم سكانها من قبائل ذعي وبني قيس وبني بشر وجارمة وخطاب ورفيدة والحاف، وقد شهدت افتتاح أول مدرسة عام 1369هـ وحققت تقدماً عمرانياً وصحياً وتعليمياً.

faya11@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد