تقرير وتصوير - خليفة الخليفة
كما هو حال البشر الزواحف تبحث عن المراقيب والأماكن المرتفعة لتشرف وتطلع على من حولها وترقبه هذه الزواحف التي تزخر بها بيئتنا الصحراوية مع دخول كنة الصيف وارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام تخرج من جحورها وتكون أكثر حظاً في المناطق التي سقاها السحاب من السيول والأمطار خلال الموسم المنصرم تجدها تقتات من الشجيرات والنباتات الربيعية التي صرمت والقريبة من أماكنها إلا أنها قد تكون مقصداً لمحبي صيد ما يحل منها كالضب مثلاً عندما يتهيأ ويمتلئ جسمه بالشحوم ويطيب مذاقه لمحبيه وهم كثر وأدت الشمس دورها في تجهيزه لهم.
أما شبيه الضب المسمى (الورر أو الورل) ذلك الحيوان الزاحف الشرس فيقتات على صغار الطيور والزواحف الصغيرة وغالباً ما تقع معارك كبيرة بينه وبين الزواحف والطيور المستوطنة في بيئته.
وكان ما لفت الأنظار تلك المعركة غير المتكافئة ولم نتوقع أن تكون أمام أعيننا بين هذا الزاحف الكبير وبين طائر مسالم صغير الحجم دائماً ما أمتعنا بتغريده وغنائه في البراري ويعرف محلياً (بأم سالم) رصدنا حركته وهو يدافع عن صغاره في عشهم يطير مرتفعاً ثم ينقض بكل قوة على رأس (الورر) كبير الحجم والذي يستطيع التهام عدد منها لو تسنى له القبض عليها، شاهدنا عن قرب محاولته الناجحة في الدفاع باستماتة وانتحار عن صغاره في عشهم، تابعنا انقضاض هذا الطائر الصغير على هذا الزاحف الكبير لنأخذ الحكمة من ضعف هذا الطائر وانهزام الزاحف الكبير أمامه وهروبه ذليلاً خائباً أمام عزيمة الطائر الصغير.
